خبر : يشاي يلعب بالنار/بقلم: روبيك روزنتال/معاريف 23/6/2011

الخميس 23 يونيو 2011 11:55 ص / بتوقيت القدس +2GMT
يشاي يلعب بالنار/بقلم: روبيك روزنتال/معاريف  23/6/2011



بعد نحو تسع سنوات منذ إزالة بند القومية في بطاقة الهوية، يقترح ايلي يشاي اعادته الى البطاقة. ازالة البند في حينه والتفكير باعادته اليوم يكشفا النقاب عن احدى المفارقات المركزية لدولة اليهود. دولة اليهود قامت كي تمنح اليهود وطنا قوميا، ولكنها لا تنجح على أن تجيب على سؤال من يندرج في اطار القومية الذي من أجله أقيمت: من هو اليهودي وما هو اليهودي؟ أين تكمن المفارقة؟ تكمن في مسألة لغوية، تعكس مسألة جوهرية وغير محلولة حتى الان، ومشكوك أن تحل في الاجيال القريبة القادمة. المسألة اللغوية هي ما هو معنى كلمة "يهودي". لهذه المسألة، كما هو معروف جوابان مختلفان ليس بينهما حسم في الواقع السياسي والايديولوجي في دولة اسرائيل.أحد الاجوبة هو الجواب الديني – الارثوذكسي: اليهودي هو من يستوفي عدة معايير اساسية تقررت في الفقه، ترتبط بالتهويد، بنمط الحياة اليهودية وبدين الأم. هذا الجواب يسري مفعوله في نشاط الحاخامية الرئيسة في اسرائيل وفروعها، ومن هنا في كل المجالات التي يمنحها فيه القانون الاسرائيلي قوة وسيطرة، ولا سيما في الزواج، في الطلاق وفي الدفن. ولكن هذا الجواب يخلق مشكلة لانه محدد في بطاقة الهوية كانتماء قومي، وليس فقط دينيا. هذه المعايير لا يمكنها أن تكون "قومية"، والقيم الدينية التي تعكسها ليست القيم المحددة للهوية القومية لدى قسم كبير من المواطنين. بطاقة الهوية لا تصدرها الحاخامية، ولا يمكن أن تكون خاضعة للقوانين الارثوذكسية. المفارقة هي أن من فهم هذا هم بالذات الارثوذكسيون، الذين عملوا قبل عشر سنوات على الغاء البند، كي لا يدخلوا الى الشعب اليهودي من برأيهم لا ينتمي اليه. الجواب الثاني هو أن اليهود هو من يرى نفسه يهوديا، يرتبط بالشعب اليهودي، بتاريخه، بقيمه وبثقافته. في داخل هذا الجواب يوجد طيف واسع من امكانيات الهوية اليهودية والتعريف الذاتي اليهودي. وهو بالتأكيد يضم اناسا اجتازوا تهويدا اصلاحيا، وهو بالطبع يضم الجمهور العلماني في اسرائيل الذي لا تعتبر قوانين الفقه جزءا من عالمه، وهو يتضمن أولئك الذين انجرفوا في تيارات الهجرة من رابطة الشعوب وصلتهم باليهودية قد تعززت لمجرد عيشهم في اسرائيل وقد تكون لا. هل تعريف الهوية الذاتية يكفي لتحديده في بند القومية؟ يحتمل، ولكن ليس واضحا أين يقف ايلي يشاي بالنسبة لهذه الامكانية.مفارقة "اليهودي" كتعريف للقومية تقف هي أيضا ضد اصحاب القوميات التي ليست يهودية، في هذه الحالة، "العربي" او "الدرزي". اذا كان "اليهودي" يتقرر في ظل معايير دينية فقهية، فليس لـ "العربي" أي هوية دينية. "العربي" يمكنه أن يكون مسيحيا أو مسلما. وعليه، فالحديث يدور هنا عن "عربي" حسب التعريف الذاتي للمواطن. ولكن هل هذا هو التعريف القومي الذي يتناسب والتعريف الذاتي للعرب من سكان اسرائيل؟ العروبة هي قومية عامة ينتمي اليها أيضا المصريون، العراقيون، المغاربة وغيرهم. معظم العرب الاسرائيليين يرون أنفسهم اليوم كأصحاب قومية "فلسطينية". فهل هذا ما قصده ايلي يشاي.قضية التسجيل في بطاقة الهوية تدل أحيانا على أنه يوجد للاصطلاحات، للكلمات وللمفاهيم وجود خاص بها. "اليهودي" هو نعت غامض قابل لتفسيرات عديدة، لاراء عديدة ولتعريفات للهوية عديدة. هذا التعبير الغامض يجب ابقاؤه في غموضه. كل محاولة لفرض تفسير واحد عليه كما تسعى وثيقة رسمية مثل بطاقة الهوية، هي برميل من المواد المتفجرة، تعمل الى ما يتجاوز الكلمات جدا، في حقل قابل للاشتعال والانفجار على أي حال في المجتمع الاسرائيلي.