خبر : العدل التاريخي: النضال عن الرواية الصهيونية/بقلم: دانيال فايبس/اسرائيل اليوم 22/6/2011

الأربعاء 22 يونيو 2011 11:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT
العدل التاريخي: النضال عن الرواية الصهيونية/بقلم: دانيال فايبس/اسرائيل اليوم 22/6/2011



سرق الصهاينة اراضي فلسطينية منذ يوم تأسيس الحركة الصهيونية – هذا هو شعار السلطة الفلسطينية وحماس. هكذا يُربون أبناءهم وهذه هي الدعوى التي ينشرونها بوسائل الاعلام في العالم. لهذه الدعوى أهمية عظيمة، لأن الفلسطينيين يحاولون الاقناع بأن انشاء دولة اسرائيل هو عمل سرقة واستمرار وجودها مظلمة تاريخية. هذه التهم تقوض مكانة اسرائيل في الساحة الدولية. مصلحة الفلسطينيين السياسية واضحة، لكن السؤال هو هل هذه التهمة صحيحة من جهة تاريخية؟. العكس هو الصحيح. أُنشئت دول في العالم كله بواسطة الغزو والاحتلال على حساب شخص ما آخر دائما تقريبا. عاد اليهود خاصة الى بلد أُجلوا وأُبعدوا عنه هم أنفسهم. إن القبائل الجرمانية، والقياصرة الروس، والمحتلين الاسبان والبرتغاليين في امريكا – جميعهم أسسوا دولا بعد أن احتلوا اراضي وانشأوا خرائط جديدة. لا تكاد توجد لجميع الدول في العالم جذور تاريخية لانتماء حقيقي للارض التي تقوم فوقها. فاليونان الحديثة هي ذات صلة ضعيفة فقط بيونان العصر القديم. ومن ذا يستطيع أن يحسب عدد المرات التي احتل فيها حكام مختلفون بلجيكا الحديثة؟ وأُنشئت الولايات المتحدة على أيدي الانجلوسكسون بعد هزيمة الهنود الحمر، وأُنشئت اليابان ايضا بعد أن أُبيدت فيها قبائل مختلفة. وجرب الشرق الاوسط ايضا غزوات واحتلالات منذ العصر الكنعاني الى العصور اليوناني والروماني والعربي والصليبي والسلجوقي والمنغولي الى هذا اليوم. يحاول مؤرخون من قبل السلطة في السنين الاخيرة أن يزعموا أن الفلسطينيين اليوم هم أبناء الشعب الكنعاني القديم وأبناء اليبوسيين – لكن الحديث في واقع الامر عن عرب جاءوا على ارض اسرائيل قبل عدة مئات من السنين باحثين فقط عن فرص اقتصادية. إن الحركة الصهيونية التي أرادت منذ مطلع القرن التاسع عشر جعل الشعب اليهودي الذي سكن ارض اسرائيل في ايام الكتاب المقدس يعود الى الارض المقدسة، قد اضطرت الى فعل هذا في ظروف صعبة – عندما كانت الامبراطوريتان الكبيرتان التركية والبريطانية تحكمان ارض اسرائيل. لم تكن للصهاينة ألبتة قوة عسكرية لمجابهة الدولتين. فلم يستطيعوا احراز دولة بواسطة الاحتلال. وبدل ذلك اشتروا اراضي. تم شراء الاراضي، دونم بعد دونم بواسطة الكيرن كييمت الاسرائيلي الذي تم تأسيسه في 1901 لشراء اراض فيما سُمي فلسطين للمساعدة على انشاء استيطان جديد لليهود الأحرار الباحثين عن السلام في ارضهم. كان شراء الاراضي مفتاح الاستيطان اليهودي وبعد ذلك فقط استعان الاستيطان اليهودي ايضا بمنظمات شبه عسكرية كـ الهاغاناة مثلا التي تم تأسيسها سنة 1920 فقط. علاوة على ذلك، حصر الصهاينة عنايتهم في اصلاح اراض عُدت بورا غير مستعملة. ونجحوا بفضل الايمان بعدالة طريقهم فقط في تعمير الخواء وتجفيف المستنقعات وبعث الحداثة في ارض اسرائيل التي كانت حتى ذلك الحين في وضع سيء. بدأ استعمال الصهاينة للقوة فقط عندما انتهى حكم الانتداب البريطاني وأعلنت الامم المتحدة انشاء دولة يهودية الى جانب دولة عربية في ارض اسرائيل. وعندما رفض العرب ذلك وفضلوا محاولة القضاء بالقوة على الدولة التي أُنشئت، اضطر اليهود الى الرد بالقوة وانتصروا. وفي الختام يشهد التاريخ بأن اليهود فضلا عن أنهم لم يحتلوا اراضي ليست لهم، كانت الحركة الصهيونية هي الحركة القومية الأقل عنفا من سائر الحركات القومية في العالم.