خبر : هل توجد لاسرائيل مصلحة في ان يسقط الاسد؟/بقلم: دوري غولد/اسرائيل اليوم 17/6/2011

الجمعة 17 يونيو 2011 12:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل توجد لاسرائيل مصلحة في ان يسقط الاسد؟/بقلم: دوري غولد/اسرائيل اليوم  17/6/2011



قبل نحو شهر انتشرت شائعة جديدة في واشنطن بان اسرائيل لا تريد أن ترى الاسد يسقط. منتقدو اسرائيل ادعوا حتى بان السبب الذي لا يجعل ادارة اوباما تضغط على سوريا بذات الشكل الذي تضغط فيه على ليبيا هو اسرائيل. عمليا، اسرائيل كانت حذرة على نحو خاص في الا تعرب عن الراي بالنسبة للثورة في سوريا كون هذه هي موضوع داخلي. من الجهة الاخرى فان اكاديميين وموظفين اسرائيليين سابقين تحدثوا في مقابلات صحفية عديدة كمواطنين خاصين في وسائل الاعلام العالمية، وكان نهجهم المركزي هو أن من الافضل لاسرائيل ان تعمل مع "الشيطان المعروف" من أن تعمل مع شيطان مستقبلي غير معروف. تفسير آخر اعطي للسياسة الاسرائيلية هو انها تحاكي سياسة الغرب. مقال في صحيفة "هآرتس" في 10 حزيران عدد الاسباب المركزية في أن الغرب لا يزال يفضل بشار الاسد، رغم المذبحة بحق المواطنين: "سوريا تعتبر دولة قادرة على كبح حزب الله، تحديد قدر التدخل الايراني في لبنان ومساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب في العراق. هذه اعتبارات ثقيلة الوزن تدفع الغرب الى الامل في أن يوافق الاسد على تطبيق اصلاحات ذات مغزى، دون أن يضطر الى الرحيل عن منصبه"، حسب ذاك المقال: "اسرائيل غير مخولة لان تتخذ سياسة مغايرة للسياسة التي تتخذها الان الدول الغربية".ما هي المصلحة الاسرائيلية بالنسبة لما يجري في سوريا؟ محظور أن نخطىء بالنسبة لنظام الاسد. فقد كان بشكل ثابت عدوا لاسرائيل. الاسد امسك به متلبسا بتطوير سلاح نووي هدفه الوحيد تهديد اسرائيل. ترسانة السلاح السورية تضم مئات صواريخ سكاد، التي الكثير منها مزود برؤوس متفجرة كيماوية. الاسد هو حليف استراتيجي لايران دعم ووفر ملجأ لحزب الله وحماس. معظم صواريخ حماس انتجت في سوريا.اولئك الذين يفضلون أن يروا الاسد باقيا يشيرون الى أنه لم يفتح جبهة في الجولان لانه فهم قدرة الردع الاسرائيلية. وهم يخشون من أن يكون خلفاؤه، ولا سيما اذا كانوا جاءوا من الجماعات الاسلامية المتطرفة، لم يفهموا قوانين الردع بذات الشكل. ولكن رغم هذه الادعاءات، من المهم أن نرى كيف أن سقوط نظام الاسد سيغير المشهد الاستراتيجي في الشرق الاوسط. ايران ستفقد الحليف الاقليمي المركزي لها في العالم العربي. معظم تزويد السلاح لحزب الله يأتي بطائرات نقل ايرانية تهبط في مطار دمشق. ومن هناك ينقل السلاح في شاحنات الى لبنان. خط التوريد هذا سيقطع وحزب الله سيضعف وسيعزل على نحو كبير.بينما بعد حرب لبنان الثانية اعجب معظم السوريين بحزب الله على موقفه حيال اسرائيل، فانه اذا ما سقط الاسد فمن المتوقع بالذات موجة قوية من الغضب ضد ايران وحزب الله في اوساط السوريين. السبب في ذلك هو مشاركة هؤلاء في قمع الاسد ضد شعبه. عمليا، الامر سيضعف كل جريرات ايران. في المدى القصير يوجد خطر في أن يحشر الاسد في الزاوية ويحاول تصعيد النزاع كسبيل أخير للفرار. على اسرائيل أن ترقب بسبعة عيون وأن تقدر اذا كان السوريون يخططون لتسخين الحدود الشمالية. لا خلاف في أنه حذار على اسرائيل أن تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، ولكنها لا يمكنها أيضا ان تتجاهل سفك الدماء. لا ينبغي لاسرائيل أن تعلن أنها تتوقع انهيار نظام الاسد ولكن من المهم ان يعرفوا في الغرب بان ليس لاسرائيل مصلحة بوجود النظام الحالي. اذا رغبت اسرائيل ذات يوم ان تدير علاقات مع الشعب السوري، فانه سيتعين عليها أن توضح لهم ايضا بانها لم تكن السبب في أن الاسد بقي في الحكم لزمن كثير جدا في النظام الحالي.