خبر : الثلاثي المقدس الجديد/بقلم: نداف هعتسني/معاريف 13/6/2011

الإثنين 13 يونيو 2011 11:49 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الثلاثي المقدس الجديد/بقلم: نداف هعتسني/معاريف 13/6/2011



منذ سنوات وأنا أتابع الاحتفالات التي تجرى في مدارس بناتي، فيما أن آخرها تم الاسبوع الماضي على شرف عيد الاسابيع. ويدور الحديث عن مدارس رسمية – علمانية، من أفضل مؤسسات التعليم، لا تبتعد فيها صيغة الاحتفال كثيرا عن ذكرياتي في طفولتي. بشكل عام يترافق الامر نفسه وخطابات اساسيه للمدراء والمعلمين. وعندما يأتي الخطباء يكون على ألسنتهم ثلاثة أماني لنا جميعا، أن يتحرر جلعاد شليت، ان يحل السلام مع جيراننا وان نتعلم كيف نعيش بزمالة ومحبة في داخلنا. هكذا الى هذا الحد أو ذاك تتلخص أهدافنا الوطنية العليا.  أين اختفت الاهداف التي كانت ذات مرة؟ هل تبخر كل شيء في الثلاثي المقدس الجديد؟ لعله بمناسبة عيد الاسابيع، والذي هو عيد نزول التوراة، أولم يحن الوقت لان نصيغ تعديلا صغيرا على كلمات العهد الجديد التي اتخذناها؟ على الاهداف الوطنية الكلاسيكية لدولة اسرائيل والصهيونية ليس من الصعب الوقوف وان كان من داخل القصائد التي كانت ذات مرة. "جئنا الى البلاد لنبنيها ونبنى فيها"، هي خلاصة كل بشرى قصيدة الاوائل التي لم يُعرف كاتبها. ولكن نتان الترمان في قصيدة الصباح جمع وفصل أكثر فأكثر: "نلبسك رداءا من الاسمنت والباطون/ ونبسط لك احواض البساتين/ الى ارض حقولك التي انقذت/ السنابل ستنبت عاليا... اذا كان الطريق صعبا وعسيرا/ واذا ما سقط شهيد ذات مرة/ فاننا سنحبك يا وطننا الى الابد/ نحن لك في المعركة وفي العمل". فهل استنفدنا كل ما سعينا اليه؟ هل تحرير جندي مخطوف واحد أصبح الغاية الوطنية العليا وخلاص كل شيء؟ وبالتوازي – هل المطاردة العمياء للصيغة السحرية العابثة المسماة سلاما هي التحدي الذي امامه يتراجع كل شيء؟ وهذا بالاخص عندما بات واضحا لكل ذي عقل انه على الاقل في المائة سنة القريبة القادمة لن يكون هنا سلام حقيقي. لا ريب أن المعلمين والمدراء الذين يطرحون هذه "الاهداف الوطنية" على ألسنتهم ينوون الخير، ولكن لا ريب أيضا أنهم وكثيرون آخرون اخطأوا في الطريق، مثل ذاك السيد الجرذ، الذي نسي من أين جاء والى اين يسير. والتشويش ليس مفاجئا. في أوساط الجمهور الاسرائيلي تجري عملية غسل دماغ شديدة القوة. وهي تؤثر على معظم الاشخاص السذج الذين لا يفكرون حتى النهاية. وعندما يضاف الى متاهة الاهداف أزمة قيادة حادة، فاننا بالتأكيد بحاجة الى اعادة النظر في الاحكام العامة.  إذن ما هي أهدافنا الوطنية اليوم؟ من المهم التركيز: توجد تطلعات طيبة مثل اعادة جلعاد شليت وجونثان بولارد وتوجد أهداف تكتيكية مثل مكافحة الجريمة، الحفاظ على البيئة، منع التجارة بالنساء وحتى مكافحة السمنة. ولكن الاهداف الاستراتيجية هي أمر مختلف تماما عن كل هذه وهي لم تتغير في المائة سنة الاخيرة. صحيح أن من المهم عدم المبالغة في الاسمنت والباطون الذي يبسط هنا ومرغوب فيه المواظبة على الحفاظ على احواض البساتين والمناطق المفتوحة ولكن البناء، الهجرة، الاستيعاب، التميز لا تزال هي اهداف عليا. والى جانبها – الكفاح في سبيل خلاص الارض ساري المفعول اليوم بقدر لا يقل عما كان في عهد الحارس. والى جانبها – يتحدانا اليوم على نحو خاص الوصول الى الانصهار في أتون الصهر اليهودي – الاسرائيلي. إعداد خليط يسمح بالحفاظ على الدولة اليهودية – الديمقراطية والدينامية الى الابد وتعليمها.  بالتوازي، مهم أكثر من أي وقت مضى مكافحة الطفيلية، التملص من الخدمة العسكرية ومن الواجبات العامة، مثلما أيضا ضد الهرم المعكوس في البلدة، وبالتأكيد المواجهة مع اليهود والاسرائيليين المناهضين للصهيونية، والتي بلغت مستوى الهدف الوطني الاعلى. وعليه، فمع كل العطف لجلعاد شليت وعائلته، حان الوقت لاعادة التفكير بمضامين خطابات الاحتفالات في المدارس.