خبر : مجموع مقترحات لن تثبت لامتحان/بقلم: يوسي بيلين/اسرائيل اليوم 29/5/2011

الأحد 29 مايو 2011 11:56 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مجموع مقترحات لن تثبت لامتحان/بقلم: يوسي بيلين/اسرائيل اليوم  29/5/2011



بعد مرور ايام من خطبة نتنياهو في مجلس النواب الامريكي وتجاه الردود في العالم والسلطة الفلسطينية أصبح يمكننا أن نسأل الاسئلة الرئيسة وهي: لماذا أراد أصلا الحديث أمام مجلسي النواب؟ أكي لا يقول شيئا، أي شيء، جديدا؟ أليقول لنفسه انه في فترة ولايته الثانية يحضر هذه الحلقة ايضا؟ أليعُد المرات التي صفقوا له فيها وقوفا؟. والى من تحدث في الحقيقة؟ هل للمتطرفين في الليكود الذين وعدهم بأن يبقى مخيما اللاجئين شعفاط وقلندية في القدس تحت سيادة اسرائيلية، وبأن يبقى أكثر من ربع مليون فلسطيني في القدس ضمن سيادتنا الى الأبد؟ هل إلى الرئيس اوباما لاقناعه مرة اخرى بأن كل ذِكر لخطوط 1967 مخطوء وانه يجب على اسرائيل ان تضم كتل الاستيطان والمناطق الاستراتيجية خارجها وان تُبقي الجيش الاسرائيلي على حدود الاردن؟ هل تحدث الى القيادة الفلسطينية الأكثر براغماتية مما تستطيع اسرائيل ان تحلم به وهل أوضح لها انها اذا اعترفت بمبدأ الدولة اليهودية وانها اذا ألغت الاتفاق مع حماس سيكون مستعدا لاقتراح مقترحات رفضت أسخى منها؟. لماذا اعتقد ان الوصول الى مجلس النواب الامريكي مهم؟ هل ليتحدث عن الخطر الايراني بعد حديث دغان المتعلق بالسنين الخمس التي يحتاج اليها الايرانيون لتركيب قنبلة وبعد حديث باراك الذي قال انهم لن يُلقوها علينا؟ هل ليقنعهم بأن العرب في اسرائيل سُعداء ويشعرون بأنهم مواطنون من الطراز الاول في حين تؤيد حكومته قوانين كقانون النكبة وقانون الولاء وقانون غربلة طلبات العضوية في بلدات؟ هل أراد أن يبرهن للعالم على أنه يوجد مكان واحد مستعد للتصفيق له؟ هل أراد أن يبرهن للرئيس اوباما على انه قادر على الالتفاف عليه؟. هل خلص الى استنتاج ان جيلا جديدا نشأ في مجلس النواب الامريكي ويجب ان يُكرر أمامه الحديث عن خصر اسرائيل الضيق وعن المحرقة وعن أن ارض اسرائيل هي مهد ثقافتنا وأننا لسنا محتلين في أرضنا؟ وعن الحلف المعقود بين الولايات المتحدة واسرائيل الديمقراطية؟ هل من اجل ذلك كان الجهد الذي جهده والتوقعات التي أحدثها والبث المباشر كلها؟. وربما يكون نتنياهو سافر الى واشنطن ليسمع نفسه يُبين الشيء الحقيقي وهو انه لا يؤمن بأنه يمكن الاتكال على سلام مع الفلسطينيين، ولهذا يطلب اليهم مطالب – هي في رأيه ايضا – تتجاوز المطالب التي يجب طلبها زمن السلام. فهو يطلب الأمن حتى في وقت فض الصفقة ونقض الاتفاق. يمكن بيقين فهم المنطق في هذا الطلب لكنه من الواضح تماما انه لا توجد أي قيادة فلسطينية  تكون مستعدة لقبوله. إن مقترحات نتنياهو السخية لن تثبت أبدا لامتحان الواقع. فقد وعد نفسه بخطبته أمام مجلسي النواب، وليس هناك فقط، بأن يظل سخاؤه صدى في صحراء لانه لا احتمال لأن يُقبل برغم التصفيق كله الذي سُمع في القاعة المهمة في واشنطن.