خبر : إحياء قضية اللاجئين/بقلم: دوري غولد/اسرائيل اليوم 20/5/2011

الجمعة 20 مايو 2011 12:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
إحياء قضية اللاجئين/بقلم: دوري غولد/اسرائيل اليوم  20/5/2011



 إن الأحداث في مجدل شمس هذا الاسبوع عندما حاولت جموع فلسطينية من سوريا اختراق الحدود الى هضبة الجولان، يجب ان تكون تحذيرا من تطورات في المستقبل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. أخذت حكومات اسرائيل في الماضي بموقف تقليدي مؤداه ان مشكلة اللاجئين في 1948 يجب أن تُحل في اطار الدول التي يسكنونها الآن. ولسبب غير واضح، تغيرت سياسة اسرائيل الرسمية وبدأت حكومات مختلفة تقول ان الفلسطينيين يستطيعون تحقيق حق العودة الى دولة فلسطينية كما يستطيع اليهود تحقيق حقهم في استيطان دولة يهودية. في 2006 قالت وزيرة الخارجية تسيبي لفني أمام الجمعية العامة للامم المتحدة ان الدولة الفلسطينية ستكون "جوابا للاجئين الفلسطينيين مهما يكونوا". في ذلك الوقت بينت الدول العربية على نحو لا لبس فيه انها تعارض ان يستقر لاجئون فلسطينيون في البلدان التي يسكنونها. تُبين قراءة حذرة للمبادرة العربية في 2002 انها ترفض "التوطين"، وهو استقرار اللاجئين في الاماكن التي يسكنونها. ورفض التصريح الختامي لمؤتمر القمة العربية الذي صحب نشر المبادرة توطين الفلسطينيين من جديد خارج بيوتهم الأصلية. المعنى البسيط لهذه الصيغة هو انه ينبغي عدم تمكين اللاجئين من العيش في لبنان وسوريا والاردن، بل في الدولة الفلسطينية! أي انه في حين يوجد غير قليل من الاسرائيليين يخطئون برؤيتهم المبادرة العربية وثيقة "معتدلة"، فانها في واقع الامر تصر على "حق العودة" الفلسطينية الى داخل اسرائيل. اذا نشأت دولة فلسطينية فهناك عدد من السيناريوهات الصعبة التي ستضطر اسرائيل الى مجابهتها. يمكن ان نفترض بحذر ان عددا من الدول العربية ستطرد الفلسطينيين الذين يسكنون فيها وترسلهم الى الضفة الغربية. تذكرون انه خلال العشرين سنة الاخيرة طردت الكويت وليبيا سكانهما الفلسطينيين ووقف العالم يراقب ناحية. اذا فقدت اسرائيل سيطرتها على نقاط دخول الضفة فان مئات الآلاف من اللاجئين يستطيعون دخولها. هل ستبني الدولة الفلسطينية مساكن ثابتة لهم؟ يحسن ان نتذكر ان السلطة الفلسطينية رفضت حتى الآن تفكيك مخيمات اللاجئين في الضفة. قال سلام فياض في حزيران 2010 انه حتى لو أرادت السلطة ان تعمل على تحسين ظروف عيش السكان في مخيمات اللاجئين فليس معنى ذلك جعل المكان سكنا دائما أو تخليا عن "حق العودة". يزعم متحدثو السلطة اليوم ان "حق العودة" حق فردي لكل لاجيء ولهذا فليس هو موضوعا يمكن التنازل عنه في اطار تفاوض. مع أخذنا في الحسبان هذا الموقف وأحداث مجدل شمس، يجب على اسرائيل ان تأخذ في حسابها سيناريو يطرق فيه عشرات آلاف اللاجئين الحدود الاسرائيلية الفلسطينية ويطلبون العودة الى اسرائيل لتحقيق "حق العودة". سيحاول كثيرون التسلل لكن ستكون المشكلة المركزية هي الجموع التي ستحاول هدم السور مع تجنيد تأييد دولي. عندما تفاوض اسرائيل الفلسطينيين تأخذ في حسابها سيناريوهات عسكرية: هل ستوجد جبهة شرقية جديدة؟ وكيف ستؤثر سيطرة الاخوان المسلمين في الاردن؟ وهل يصبح العراق تابعا ايرانيا؟ لكن أحداث مجدل شمس تثير سيناريوهات اخرى. سيكون من الخطأ الشديد محاولة حل مشكلة يُعرفها كثيرون بأنها مشكلة سكانية بواسطة اقامة دولة فلسطينية تُحدث مشكلة سكانية أشد كثيرا.