خبر : كيف نمنع الشغب/بقلم: يسرائيل هرئيل/هآرتس 19/5/2011

الخميس 19 مايو 2011 02:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيف نمنع الشغب/بقلم: يسرائيل هرئيل/هآرتس  19/5/2011



في الاسبوع القادم سيخطب رئيس الحكومة أمام مجلس النواب الامريكي. كثيرون فيه ولا سيما من الجمهوريين اصدقاء اسرائيل. لا يحب الجمهوريون تبذير أموال دافع الضرائب ولا سيما في سني حضيض في اقتصاد بلادهم، في مساعدة خارجية وفي ضمنها مساعدة الامم المتحدة أو هي خاصة. نقترح بهذا على بنيامين نتنياهو أن يزعم ان للولايات المتحدة بكونها الدعامة الرئيسة للامم المتحدة مسؤولية كبيرة عن عدم حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. فلولا أنها موّلت منذ 1950 الى اليوم جزءا كبيرا من ميزانية وكالة الغوث لوجدت المشكلة حلها منذ زمن. وُجد في القرن العشرين حل لعشرات ملايين اللاجئين ولا سيما بعد الحرب العالمية الثانية واشتمل ذلك على تبادل سكان. يجب على نتنياهو ان يؤكد ان المساعدة الامريكية تُنفق على احدى المؤامرات الاستراتيجية الأكثر إحكاما وإثما في ايامنا وهي انشاء أجيال من ملايين البشر من اجل هدف رئيس واحد هو القضاء على الدولة اليهودية. اذا كانت امريكا تلتزم ضمان وجود اسرائيل، ولا شك في هذا، فعليها ان تكف عن الانفاق على اولئك الذين خُصصت حياتهم للقضاء عليها. فعندما تفضي هي وحليفاتها الى اغلاق وكالة الغوث وأشباهها ستبدأ، بنفقة ملائمة، مسيرة التأهيل الحقيقي للاجئين. على نحو يشبه أخطارا استراتيجية اخرى في الماضي والحاضر لا تعوزنا معلومات عن نوايا العدو. لكن اسرائيل في جميع سني وجودها لم تُركز الطاقات القومية والقدرة التنظيمية والتقنية لمجابهة متصلة مثابرة لا هوادة فيها لهذا الخطر حتى احراز الهدف. كان يجب علينا منذ بداية الخمسينيات ان نشغل أنفسنا ولو من اجل ضمان مستقبلنا، بضغط لا ينقطع من اجل تفريق مخيمات اللاجئين. وكنا نستطيع في تلك السنين ايضا أن نعرض مثالا مقنعا وأن نُبين كيف نعيد تأهيل لاجئين – لاجئي المحرقة ولاجئي الدول العربية – ونشجعهم على حياة إبداع وسلام. كل ذلك مقابل العرب الذين خلّدوا العداوة واللاجئية والضحايا، وجعلوا اللاجئين عقبة أمام المصالحة مع اسرائيل. من 700 ألف نسمة كان يمكن تعويضهم ومساعدتهم على الاندماج في حياة خلاقة، زاد عددهم ليصبح نحوا من 5 ملايين. هذه مهمة، والى هذا طمح المتآمرون، لا يمكن حلها تقريبا بطرق سلمية. واسرائيل التي لم تفرق مخيمات اللاجئين التي تسيطر عليها، واجهت تحديا ليست مبنية لمواجهته من جهة القيم والعقلية. اذا كان الجيش الاسرائيلي قد خشي استعمال القوة في مواجهة مئات معدودة، يقول مخططو المسيرة القادمة نحو الأسوار في أنفسهم، فمن السهل تخمين كيف سيتصرف في مواجهة مئات الآلاف أو الملايين بيقين. هذا الاسبوع تكررت الشعارات الممضوغة وهي ان المحادثات كانت تمنع اختراق الأسوار. هذه سخافة. فمعارضة اللاجئين لكل مصالحة لا تعيدهم الى يافا وحيفا مطلقة. ومن اجل ذلك قلب محمود عباس المائدة ولم يعد الى مائدة المباحثات. رسالة مجدل شمس موجهة الى السلطة الفلسطينية ايضا وتقول لا يُغريكم التنازل. فاسرائيل أخذت تضعف والدليل على ذلك (مرة اخرى) عدم تصميم حكومتها وجيشها. نحن على شفا الانجاز المطلق. ستفعل الحكومة هذه المرة ايضا ما تعرف فعله وهو: تطوير وسائل تفريق المظاهرات و"الدعاية" بطبيعة الأمر (وهي كذلك مع سوء التنظيم الذي يميزها). ليس لها في مواجهة المشكلات الأساسية التي تهدد الوجود اليهودي في ارض اسرائيل الشجاعة العقائدية والقيمية القيادية والعملياتية للمجابهة، فضلا عن ان يكون ذلك لحكومات برئاسة كديما وسائر عناصر اليسار.