خبر : اسرائيل... المصالحة ... والصمود في وجه الضغوط..د. سفيان ابو زايدة

الثلاثاء 03 مايو 2011 11:23 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اسرائيل... المصالحة ... والصمود في وجه الضغوط..د. سفيان ابو زايدة



بعد التوقيع على اتفاق المصالحة بين فتح و حماس الذي من المفترض ان يكون يوم غدا الاربعاء،  سيباشر الاطراف اتصالاتهم لتطبيق هذا الاتفاق على الارض و التي اهمها  تشكيل حكومة وحدة و طنية مهمتها التحضير للانتخابات و اعادة اعمار قطاع غزة . الموقف الاسرائيلي يزداد تشددا في تعاملة مع هذه المصالحة. على الرغم من ذلك ، هناك فوارق في المواقف بين الاسرائيليين حول كيفية التعاطي  مع هذه التطورات، يمكن تلخيص هذه المواقف على النحو التالي:اولا: موقف الحكومة الاسرائيلية و رئيس الوزراء نتنياهو الذي اعتبر هذه الخطوة بمثابة تهديد لاسرائيل. هجوم نتنياهو وحكومتة تركز على ان حماس تنظيم ارهابي و يدعو و يسعى الى ازالة اسرائيل عن الوجود ، تحالف ابو مازن معه يعطيه شرعية دولية. من منطلق الاستثمار السياسي لهذه الخطوة ، اسرائيل تعتبر ان ابو مازن اختار التحالف مع حماس بدل طريق السلام. هذا الموقف المتشدد بشكل مصطنع يسعى نتنياهو من خلاله تعطيل او افشال الجهود السياسية الفلسطينية الهادفة الى انتزاع اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية على حدود 67.استطاع نتنياهو ان يجند موقف باراك الذي فقد ما تبقى له من احترام في الشارع الاسرائيلي حيث يصفوه بأنه حارس نتنياهو الشخصي او مرافقة اكثر منه وزير دفاع او رئيس حزب. بيريس ايضا تجند لهذا الموقف بشكل غير مفهوم بالنسبة للكثير من الاسرائيليين و هناك من يعتقد ان التقدم في السن للرئيس الاسرائيلي و الذي بلغ الثامنة و الثمانين بدء يؤثر على سلوكه و مواقفه.نتنياهو يسعى لتجنيد الموقف الامريكي و الدولي ضد السلطة و الحكومة الجديدة بغض النظر عن طبيعة رئيس وزرائها او اعضائها. اذا ما اكتسب التأييد لموقفه، في هذه الحالة سيعمل على خنقها من خلال محاصرتها المالية و تقييد حركة اعضائها كما حصل مع حكومة الوحدة الوطنية بعد اتفاق مكة.ثانيا: موقف الكتاب و الادباء و المفكرين و الصحفيين الاسرائيليين الذين في غالبيتهم اعتبروا موقف نتنياهو المعادي للوحدة الداخلية الفلسطينية هو امر غير منطقي، سيما ان الاسرائيليين طوال الوقت تذرعوا بالانقسام معتبرين الرئيس عباس لا يمثل كل الفلسطينيين و بالتالي لا يمكن التوصل معه الى اتفاق، و عندما نجح ابو مازن  في توحيد الفلسطينيين يأتي ادعاء اليمين بانه يتحالف مع الارهاب و يشرعن حماس.هؤلاء يعتبرون ان الوحدة الفلسطينية في صالح عملية السلام و ان حماس هي التي ستصبح اكثر اعتدالا و ليس فتح التي ستصبح اكثر تطرفا. هم يعتبرون ايضا ان موقف نتنياهو و حكومته هو ناتج عن حالة من التخبط و الارباك و ليس نابعا من رؤيا واضحة او استراتيجية معينه. الامر الاخر الذي يعتقده هؤلاء انه قد يكون مفيد لاسرائيل هو ان المصالحة الداخلية الفلسطينية ستساعد في حل قضية الجندي شاليط و ذلك من خلال تعزيز الدور المصري في هذا الملف.ثالثا: التيار الثالث في اسرائيل و هو يأخذ موقف الوسط بالمقارنة مع الموقفين السابقين، حيث يعتبر هذا التيار ان على اسرائيل ان تقف على الحياد و تترك الفلسطينيين يفشلون مصالحتهم لوحدهم ، على اعتبار ان الظروف المحيطة هي التي اجبرت الطرفين على خطوة المصالحة و ان الخلافات ما زالت كما هي و ان العقبات التي ستواجه تنفيذ الاتفاق اكثر تعقيدا  من قدرت الاطراف على تجاوزها.السؤال الذي يشغل صناع القرار السياسي و الامني في اسرائيل هو كيف ستتعامل اسرائيل خلال المرحلة المقبلة مع الحكومة الفلسطينية القادمة؟على الصعيد الامني ستبدي اسرائيل اعلى درجات التطرف في سلوكها قياسا مع المرحلة السابقة و ستعتبر الرئيس عباس مسؤلا مباشرا عن اطلاق اي قذيفة او صاروخ من غزة، او اي حدث في الضفة. سيردون بشكل اكثر عنفا و سيعتبرون اي عدوان هو ثمرة للمصالحة بين فتح و حماس.في حال الافراج عن معتقلين من سجون السلطة، سواء كانوا من حماس او الجهاد اسرائيل سترد بسرعة من خلال اعتقالهم او تصفيتهم مما سيؤدي بشكل مباشر الى اعادة الحواجز العسكرية التي تجزء الضفة الغربية مما سيزيد من حجم الاحتكاك بين الجيش و المستوطنين من ناحية و الفلسطينيين من ناحية اخرى.على الصعيد السياسي ستواصل اسرائيل حملتها ضد مشروع المصالحة بغض النظر من سيقف على رأس الحكومة الفلسطينية الجديدة و بغض النظر عن اعضائها. لكن بالتأكيد كلما كان الوضع الامني هادئ و كلما كان رئيس الوزراء شخصية معروفة و معتدلة كلما كانت المهمة اصعب على نتنياهو و حكومته.الامر الاخر الذي سيحدد السلوك الاسرائيلي تجاه الحكومة الفلسطينية القادمة هو كيفية تصرف الامريكان و الاوروبين معها. اذا كان هناك موقف امريكي معادي او حتى فاتر سيشجع اسرائيل على مقاطعتها و ربما اتخاذ خطوات بحقها ماديا و امنيا و سياسيا.اي موقف آخر داعم لهذه الحكومة الفلسطينية سيضعف كثيرا من اي خطوات اسرائيلية مستقبلية.المطلوب منا نحن الفلسطينيين ان نصعب المهمة على نتنياهو و حكومته المتطرفة من خلال تجنب التصريحات السياسية المتطرفة. يجب ان لا تذبحنا سكين المزايدات الداخلية و تسجيل النقاط على بعضنا البعض سواء كين بين بين القوى المختلفة او ربما حتى داخل الحزب الواحد.تصعيب مهمة نتنياهو ياتي ايضا من خلال الحفاظ على التهدئة سواء كان ذلك في غزة او الضفة، الهدوء الفلسطيني يقتل نتنياهو و يثبط جهودة اكثر من اي عمل آخر على الاقل في هذه المرحلة.szaida212@yahoo.comwww.gpss.ps