خبر : مصر تتجه الى ايران: أشهر عسل حقا؟ / بقلم: يوئيل جوجانسكي / اسرائيل اليوم 21/4/2011

الخميس 21 أبريل 2011 12:07 م / بتوقيت القدس +2GMT
مصر تتجه الى ايران: أشهر عسل حقا؟ / بقلم: يوئيل جوجانسكي / اسرائيل اليوم 21/4/2011



 رأت مصر مبارك ايران منافسة رئيسة في التأثير الاقليمي، بل رأتها تريد المس باستقرار السلطة في القاهرة. وعملت مصر مبارك ايضا على وقف طوفان تهريب السلاح من ايران وعلى صد سياسي للمعسكر المتطرف الموالي لها. ويبدو الآن انه طرأ تغيير. إن "الربيع العربي" علاوة على تأثيراته المباشرة قد يفضي الى رسم لخريطة الأحلاف الاقليمية من جديد. فعلى سبيل المثال تريد مصر ما بعد مبارك الاقتراب من ايران أكثر مما في الماضي. تُسمع الآن في القاهرة تصريحات عن الحاجة الى تجديد العلاقات الدبلوماسية. وقد استقبل مسؤولون ايرانيون كبار بمباركة كلام وزير الخارجية المصري نبيل العربي المتعلق بنية فتح صفحة جديدة في العلاقات بها، بل قالوا إن مقاومة مصر لاسرائيل و"تبنيها نموذج الثورة الاسلامية" ينشئان قاسما مشتركا بينها وبين ايران. لاسرائيل من جهتها مصلحة مزدوجة – في ان تعمل مصر في الميدان على مقاومة تهريب الوسائل القتالية من السودان عن طريق سيناء الى غزة، وفي أن تستمر في أن تكون كابحا سياسيا لمحاولات ايران تعزيز المعسكر المتطرف.             ماذا يُخبيء المستقبل؟ ليس واضحا هل بتت القاهرة الامر وهل تنوي إنفاذ هذا التغيير الجوهري جدا لسياستها الخارجية في العقود الثلاثة الاخيرة. لن يضر هذا الاجراء بمصالح اسرائيلية فقط بل بعلاقة القاهرة ايضا باعضاء المعسكر العربي "المعتدل"، وعلى رأسها السعودية ودول الخليج العربية التي بلغت علاقاتها مع ايران في المدة الاخيرة حضيضا جديدا.             على كل حال، الاجراء الحالي موجه بحسب رؤية المبادرين اليه، ليكون جزءا لسياسة خارجية جديدة لمصر بعد الثورة – وهي انشاء علاقات سليمة بكل جاراتها بقصد تحسين مكانتها الاقليمية التي كانت في تراجع في السنين الاخيرة. مع ذلك ينبغي ان نتذكر ان خلع مبارك والموالين له لم يُغير بمرة واحدة التصور الأمني المصري وربما ما تزال ايران وحليفاتها في المنطقة تُرى معارضة للمصلحة القومية المصرية.             تعرض ايران من جهتها تحول السياسة المصرية باعتباره انجازا لسياستها الخارجية وبرهانا على ان مصر "الجديدة" هي التي تحث على تجديد العلاقات. تشعر ايران الآن بأن الثورات في مصلحتها وتريد أن تجعل ساحة البحر المتوسط علاوة على ساحة البحر الاحمر، ساحة لتدخل ايراني. هذا الاجراء يقلق ايضا لأن عددا من المسؤولين المصريين الكبار صرح تصريحات معادية لاسرائيل. فقد قال نائب رئيس الحكومة، يحيى الجمال، ان اسرائيل تضر بالاستقرار في الشرق الاوسط وهي معنية بمنع مصر أن تكون جهة رائدة. كذلك لا يشجع اعلان رئيس الحكومة المصري عصام شرف بقرار الفحص من جديد عن اتفاق الغاز الطبيعي مع مصر.             وفي الختام حتى لو رفعت هاتان الدولتان مستوى العلاقات، من مكتبي مصالح الى سفارات، فقد تظل العلاقات باردة إزاء أهداف بعيدة الأمد مختلفة وتصور هيمنة تتمسكان به. في مقابلة ذلك ينبغي ان نأخذ في الحسبان، ولا سيما اذا حصل الاخوان المسلمون على تأثير كبير في النظام المصري، ان العلاقات قد تقوى.             قد تكون هذه التصريحات بسبب الانتخابات التي اقتربت في مصر وانه لا ينبغي ان نخاف كثيرا من هذا الاجراء في ضوء حقيقة ان مصر تواصل مكافحة تهريبات السلاح الى قطاع غزة. والى ذلك، نشك في ان تكون مصر مستعدة لدفع ثمن تسخين العلاقات مع ايران. لا إزاء دول الخليج فحسب بل إزاء الولايات المتحدة ايضا التي لم تنظر الى هذا الاجراء نظرة ايجابية.