خبر : الشباب العربي .. والوطن والقضية الفلسطينية .. ابو علي شاهين

الثلاثاء 12 أبريل 2011 09:20 م / بتوقيت القدس +2GMT
الشباب العربي .. والوطن والقضية الفلسطينية .. ابو علي شاهين



دردشة رقم "56". هذه دردشات سيكون بعضها قديم وبعضها جديد ، وبعضها عليه تعليق ما / وآن أوان نشرها.   كتب هرتزل في مذكراته بعد المؤتمر الصهيوني العالمي الأول ،  ما وصفهُ بمساومة متخيلة بينه ــ كزعيم لليهود ــ وبين بابا الفاتيكان . كتب يقول مخاطباً البابا :ـ "ساعدنا ضد المعادين للسامية ،  وسأبدأ حركة كبيرة حرة ،  ليعتنق اليهود المسيحية بطريقة حرة مُـشَـرِّفَـة".   مقدمة     يقال أن عدة كيلو جرامات من مادة (ت .ن .ت T.N.T) ... بل مئات من كيلوجرامات من هذه المادة الشديدة الإنفجار .. يفجرها صاعق (مُـفَـجِّـر) لا يتعدى وزنه عدة جرامات ، فعند  انفجاره  يصنع دائرة إنفجار / تُـفَـجِّـر ما حولها ..، وهكذا دواليك تتداخل دوائر الإنفجار معاً / مما يؤدي لتُـفَـجِـر الكمية الكبيرة بكاملها .   (1)            الفقر .. هو الكُـفر.     شاب تونسي إبن أسرة فقيرة يقال أنه خريج جامعي ، من بلدة نائية من الريف الصحراوي المُعدم ، ليس له واسطة (أي ــ فيتامين واو) ، فلم يُوَظَّـف أسوة بمن هم على شاكلته من أقرانه في أقطار الوطن العربي ، أقام له ( بَـسْـطَـة ) يبيع عليها ليرتزق منها بعضاً مما يسد رمقه وبعض رمق عائلته ،.    هذا طبعاً ودوماَ مخالف للنظام السائد المعلن من المجلس البلدي . هذا الشاب الذي لم تُـسَـجَّـل إنسانيته (بعد) على خارطة مجلس بلديته أو دولته .. اللهم إلا رقماً من الكم المهمل من الجياع .. هو الذي عَـرَّضَ ذاته للتضحية وجعل من روحه القنبلة المتطايرة المتشظية .. لتعم مضاعفات ونتائج فعله ودوره .. أرجاء الوطن العربي ( بطريقة أو بأخرى ) على كل المستويات السياسية والإجتماعية  والثقافية – مجتمعة ( و ــ أو ) كل على حِـدَى .    ليتفاعل أكثر وأكثر ويصنع ويخلق منعطفاً حاداً في تاريخ الأمة ( نظاماَ سياسياً وجماهيراً) ،لقد أحترق  مع  ( البوعزيزي) الوضع العربي الرسمي السلبي السائد وعلى كل مستوياته .. وفي مقدمتها حاجز الخوف الوهمي الذي إختلقته الأنظمة لجماهير شعوب الأمة العربية .    بإختصار  كان الوطن العربي (حكاماً ومحكومين ) بمثابة العبوة المتفجرة المرتقبة /  بشوق وهيام "الصاعق" ( المُـفَـجِّـر )- كل حسبما تقتضي مصالحة وحاجته للفكاك من الآخر .      وصدقاً لن يسلم أي نظام عربي من شظايا البوعزيزي ، ومن شرر رماده المتطاير من جسده النحيل ، لن يسلم أحد من رماد جسد البوعزيزي الفقير ، فاللفقر لعنة تبقى تدور في الكون تلعن اللصوص حتى يوم الآخرة. لقد أثبتت رحلة البوعزيزي الدامية / العقل ، النازفة لشغاف القلب عدم دقة وصحة القول العربي السائد والشائع :ـ  إن أحداً لا يأتي على ذكر عهر بنت الغني ولا موت الفقير ..، إن العالم قد عرف بموت البوعزيزي الفقير .. وفجَّـر ثورة إقتلعت نظاماً سياسياً توطدت أركانه أمنياً ، كما هو القليل من الأنظمة السياسية في العالم الثالث .   (2)            المخاض الأليم والميلاد العظيم.     رحل البوعزيزي ... وفجّر مُؤذناً بظواهر جديدة في الوطن العربي .. عَـبَّـرَتَ عن نفسها بمطالب حيايتة ، أسوة بكل البشر ..، سرعان أن جَـأَرَت معلنة عن تغييرات لم يُـعْـرَف كنهها بعد ..، ومعظمها تتحسس طريقها للمستقبل .. وتصنع خطواتها بقوة إجتماعية لتبيان فعلها القادم وماذا ستؤول له مع الأيام ؟ هذه الظواهر التي أثبثت أنها من المحيط للخليج العربي (جغرافياً) وأنها ظاهرة قومية عربية (عقائدياً) ..، وأن التغيير على أرضية التطور هو مطلبها الجماعي عروبياً ... إنها رحلة حتمية التطور التاريخي .. القائلة كفى للمرحلة السابقة وكل رموزها .. إنها المرة الأولى التي يطالب المرء بالقطيعة مع رموز الماضوية ، ما عدا المناضل مع المرحلة الراهنة لبناء الحاضر والمستقبل .. بناء المرحلة الحالية .. القادرة على إجتراح النصر من عمق الجراح  وعمق الازمة .    مضت رحلة رماد البوعزيزي تضع بويضاتها التي تفقس سريعاً وتنتشر في الوطن العربي مع ذرى الهواء .. وكانت شراراتها الأولى أن أستجابت مجاميع الشباب التونسي وقامت جمهرة من الشباب العربي التونسي لها ظروفها الإجتماعية  الصعبة الخاصة بهم – بإعلان رفضها للفساد السائد في النظام السياسي والإجتماعي والإقتصادي ، وإعلان عدم قبولهم لبرنامج النهب لثروة البلاد ..، ولم يكن إبن ساعته .. بل كان محصلة تراكم صف طويل من السلبيات حبلت وحملت بها السنين وكانت تلك اللحظات .. هي لحظات نهاية الحمل الطويل الصعب .. الذي أفرز المخاض الأليم ومن ثم الميلاد العظيم .   (3)            الثورة الحقة .. لن تُـهزم أبداً. وسرعان  أن أعقبها الشاب العربي المصري في موجه من موجات ( ثورة الفيس بوك ) .. وكان جلهم من الطبقة الفوق المتوسطة .. ولم ترفع شعار أريد خبزاَ .. أو – أين الخبز ؟ فهم من آكلي " الخبز الفينو" ولكن بعض الميول لديهم رفعت شعار العدالة الإجتماعية – ومحاربة الفساد والفقر . وتدخلت الحزبية اليمينية الكبيرة لسرقة الظاهرة ، فبرز شعار إسقاط النظام وسقط شعار تطبيق العدالة الإجتماعية وفرض الضريبة التصاعدية على أرباح رجال الأعمال الكبار ... ولحقت بمسيرة الإحتجاج جماهير الكادحين ..، طالبة لرغيف الخبز الأسود الرخيص ، هنا أعيد توازن كفة المطالب.   وإنتشرت الموجات .. وكأن كتاب التغيير قد كتبه ومهره ووقعه رماد جسد البوعزيزي المحترق.. ليوحد الأمة العربية بطريقة ومفردات مستحدثة ، حقاً إن نبضهُ من طبيعة المرحلة. صدقاً هيهات أن تستطيع قوة مهما تعاظمت أن تسقط ثورة جماهيرية عن مسارها وأهدافها ، ومن هنا فإن حركة الشباب المصري لن تتوقف عن إنجاز ما إنطلقت من أجله وتم تطوره عبر المرحلة الزمنية السابقة أي منذ 25/1/2011 .   (4)            النصر ــ مهما طالت المسيرة.     لقد ولجت جماهير الأمة العربية من الشباب الكادح في خضم مرحلة العطاء لشباب الفيس بوك ــ (التطور العلمي التقني) ــ ولحقت بهم الحزبية تلهث وتجر أقدامها ، لعلها تحتضن حركة التغيير ، إن لم تستطع فلتحرقها ، وإن لم تستطع فلتجعلها حرباً أهلية وإن ولجت ثورة الشباب التي أصبحت ثورة المجتمع المنعطف المليء بالمنزلقات والعثرات – ،.  وستعمل الأمبريالية الغربية العالمية بزعامة أمريكا على سحب البساط من تحت أقدام حركة (ثورة) الجماهير ..، ولكن هيهات أن تفشل الثورة وكذا هيهات أن تنجح حركة ثورة الجماهير دفعة واحدة وعلى مستوى الوطن العربي .. نعم لن تعم الديمقراطية (مسقط وعُمان وظفار) غداً .. ولا الصومال ..،.  ولكن هذه الحركة الجماهيرية ستأتي أًكُـلها في السنين القادمة ..، فما تم .. بالرغم من كل الصعاب والمعيقات والإختلافات .. فقد كسرت حاجز الخوف الوهمي لمجمل الأنظمة السياسية العربية إن كان آجلاً أم عاجلاً ..، وستفرض وتنتزع الديمقراطية والحرية والقضاء على الفساد على مستوى الوطن العربي .. أسرع مما يتوقع أكثر أهل التفاؤل بين ظهرانينا . وستستمر حركة الجماهير بعد سنين .. بعد عقود حتى إنجاز أهدافها المرحلية وما بعد المرحلية.   (5)            لا توريث بعد اليوم.     المهم أن نقاتل دون إعادة سيطرة الإستعمار من جديد .. خاصة الأمريكي منها ، على غرار ما يتم في ليبيا ، من الأهمية بمكان شكل وصيغة النظام السياسي الحاكم ولكن مهما ساء هذا النظام أو ذاك .. فلا يمكن قبول إعادة الإستعمار بأي طريقة من الطرق ، إن الذي يرغب بعودة الإستعمار إلى تراب قُـطْـره الوطني .. ليس ولن يكون إلا عميلاً قزماً .    أجد من المحتم طرح بعض المسائل هنا وهناك .. لها علاقة مباشرة بسلوكية الحكام .. ليس غير الحكام ..   ·       1-    لدينا أنظمة حكم يقال لها وراثية .. ولا أجد تفسيراً لتسميتها كذلك .. اللهم إلا إستلطاخ المحكومين من قبل هؤلاء الحكام . ألم ننتهي من هذه الحدوثة اللاديمقراطية !؟ . ·       2-    نظام الحكم الإسلامي الصحيح – وعلى مستوى صحابة الرسول (ص) لم يكن وراثياً ..، وعلى مستوى (بعض) أدعياء أتباع الإسلام نجده وراثياً!!!. ·       3-   آن الآوان أن نفكر ونعمل بأن الخلاص القومي العربي .. لا يكمن في قدرات هذا القطر أو ذاك الحاكم .. بل إن الخلاص القومي .. هو الخلاص القائم على مستوى دولة الوحدة العربية من الخليج العربي إلى المحيط ..، يومها لا داعي للخوف من هذا الخطر أو التخوف من تلك القوة الخارجية ، سواء كانت نووية أو غير نووية . يومها لن يغزو أحدنا الآخر .. لأن (أحدنا والآخر) يتلاشيان أمام (نحن) العرب.   (6)            تجربة الأرمني 5% تصلح لنا . ·       1-    لقد نقل الأباء في كتبهم وسمعنا من الأحياء منهم .. قصة ذاك الأرمني العراقي .. الذي نجح في الجمع ما بين ممثلي الحكومة العراقية وممثلي الحكومة البريطانية وتوقيع الإتفاق النفطي بينهما وإقامة شركة نفط العراق .. على أن تكون حصته تساوي (5%) من مجمل صافي أرباح العائدات ..، وإستمر هذا الإتفاق قائماً .. حتى تأميم النفط العراقي . فعلى غرار مثل هذا الاتفاق .. تكون إتفاقات ضامنة لأهالي بعض المنتجات النفطية أو خلافها .. تعود لهذه الولاية العربية أو تلك – أو لهذه الدولة الداخلة في إطار دولة الوحدة العربية الواحدة . أو لهذه المجموعة أو التجمع البشري من المواطنين ويؤخذ بمبدأ التطور وصولاً للإنجاز الكبير. ·       2-    إن القطاع الوحدوي العربي .. وهو القطاع العريض على مستوى الوطن والأمة .. يرى أن من المُعيب .. أن تذهب الأمم الأوروبية ودولها وأقطارها ... إلى المنحنى الوحدوي (أوروبا الموحدة ) .. وألا تذهب الأمة العربية إلى هذا المنحنى الوحدوي .. الذي يضمن لها جماعة وفرادى وأفراد الحاضر والمستقبل الأمثل .. مع الجزم على فكرة ومبدأ التطور التدريجي التراكمي عُروبياً .