خبر : جمود بيبي/بقلم: رئيس ملف الخارجية في صحيفة "معاريف"/معاريف 30/3/2011

الأربعاء 30 مارس 2011 11:41 ص / بتوقيت القدس +2GMT
جمود بيبي/بقلم: رئيس ملف الخارجية في صحيفة "معاريف"/معاريف 30/3/2011



منذ شهور طويلة ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يردد من فوق كل منصة ممكنة ان الفلسطينيين هم الذين يؤخرون التفاوض السياسي، وانه قد حان الوقت لان تبدأ الجماعة الدولية استعمال الضغط عليهم ايضا. وان تكف عن الرد الانعكاسي الشرطي على اسرائيل. ان مسؤولين كبارا اسرائيليين يبلغون في المدة الاخيرة انهم بدأوا يلحظون خيبة امل عند جهات وساطة مختلفة من سلوك الفلسطينيين ايضا، لكن لا ينبغي لنتنياهو أن يعتمد على خيبة الامل هذه. ما زالت القيادة الاسرائيلية تُرى قصيرة الرؤية عديمة المبادرة مقطوعة عن الواقع المتغير في الشرق الاوسط، ولهذا تتهم في الاساس بالمسؤولية عن الجمود.  ينبع السبب المركزي لذلك من عدم وجود سياسة واضحة لحكومة اسرائيل، كما أحسن التعبير عن هذا قبل بضعة ايام عنصر رفيع المستوى في الاتحاد الاوروبي مشارك في المسيرة السياسية. "لم نسمع قط من الحكومة الاسرائيلية ماذا تريد"، هاجم المسؤول الكبير، "لم يقل الاسرائيليون لنا ماذا يريدون من أجل التقدم ولم يقولوا ما هي رؤياهم. انهم بلا خيال". وأكد أن نتنياهو ليس خيبة الامل الوحيدة. "في واقع الامر لا أرى في القيادة الاسرائيلية شخصا ما، وفي ضمن ذلك تسيبي لفني، مستعدا للمباحثة بجدية". لكن يوجد سببان آخران. الاول ان القيادة الفلسطينية ما زالت تنجح في نقل انطباع انها  تلتزم التفاوض مع اسرائيل من غير وجود مسار ارهابي موازٍ هذه المرة. فالرئيس ابو مازن ورئيس الحكومة سلام فياض يُريان زعيمين معتدلين ذوي مسؤولية يجهدان في بناء البنية التحتية للدولة الجديدة، ويحظيان لذلك بمدح كثير. "نحن نرى ان ثمّ استعدادا اكبر من جهتهم للتقدم في المسيرة، ولهذا يحافظون ايضا على امنكم ويمنعون العمليات التفجيرية"، ذكر المسؤول الاوروبي الرفيع المستوى. يتصل السبب المركزي الثاني بمصالح الحرب وضروراته في الشرق الاوسط. الفلسطينيون عالمون بهذه النقاط ويستغلونها لزيادة الضغط على الامريكيين والاوروبيين كي يزيدوا بدورهم الضغط على اسرائيل. ولهذا لا ينفرون من التهديدات. فعلى سبيل المثال يهدد ابو مازن منذ زمن بتحويل القضية الفلسطينية الى الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول القريب حيث من المحقق ان يحظى باعتراف شامل من فوق رأسي اسرائيل والولايات المتحدة.  يقولون في رام الله انه اذا لم يساعد هذا فلا تعوزهم ارانب اخرى يمكن سحبها من القبعة. يمكن على سبيل المثال تنظيم مسيرة جماعية هادئة نحو احدى المستوطنات. مسيرة، مثل تأثير سفينة اكسودس في البريطانيين، تحرج اسرائيل وتضطرها الى الانكماش. او في سيناريو أسوأ، كما يرمز ابو مازن في المدة الاخيرة، يمكن نقض السلطة ونقل المسؤولية الى اسرائيل. ولنرَ نتنياهو آنذاك.  تبذل حكومة اسرائيل جهودا كبيرة لتخرج السم من الخطط الفلسطينية. من أجل هذا يفترض ان يجري نتنياهو قريبا لقاء مصالحة مع ميركل، ويفترض أن يخطب في الشهر القادم في واشنطن خطبة "تاريخية"، كما تقول التسريبات للصحف. وفي الان نفسه تستعمل اسرائيل ضغطا على الاوروبيين كي لا يؤيدوا النشاط الفلسطيني من أجل اعتراف من جانب واحد في الامم المتحدة وتهدد بتنفيذ خطوات من جانب واحد من قبلها.  في بروكسل، على كل حل، ينظرون في شك الى خطوات اسرائيل ويعتقدون ان حكومة نتنياهو تتخندق وتتجاهل العالم. "يقول نتنياهو انه يريد أن يعرض في واشنطن خطة جديدة لكن لماذا الانتظار حتى ايار؟ انه يريد كسب وقت"، قدر المسؤول الاوروبي الرفيع المستوى الذي لم يجهد نفسه حتى في اخفاء خيبة امله. "ماذا يفترض أن نفعل؟"، سأل في يأس، "كيف يمكن ان نحرك قيادتكم؟ كيف يمكن جعلها تستيقظ؟". لم يكن من اللذيذ الاعتراف، هناك في بروكسل، بان كثيرين منا يسألون السؤال نفسه.