خبر : في موضوع الـ "غراد" قبل "رصاص مصبوب 2"/بقلم: يوسي بيلين/اسرائيل اليوم 28/3/2011

الإثنين 28 مارس 2011 11:33 ص / بتوقيت القدس +2GMT
في موضوع الـ "غراد" قبل "رصاص مصبوب 2"/بقلم: يوسي بيلين/اسرائيل اليوم  28/3/2011



يوجد في هذه المطالبة، بالخروج مرة اخرى الى المعركة، الكثير من المنطق. فبعد كل شيء، هم بدأوا، هدفهم هو ضرب الجبهة الداخلية الاسرائيلية، ضربة شالة كفيلة بأن تؤدي الى هدوء مؤقت ولا يمكن لأي حكومة أن تتجلد على مدى الزمن في الوقت الذي تضرب فيه الصواريخ الجبهة الداخلية. السؤال هو الثمن الذي ستدفعه اسرائيل لقاء الحملة التالية، واذا كان هناك بديل على استخدام القوة، الذي هو دوما الخيار الاخير، حتى على لسان أول من طرحه في كل مرة من جديد. الثمن واضح. الناس سيُقتلون، من هنا ومن هناك. معظمهم سيكونون "غير مشاركين". بين القتلى سيكون ايضا اطفال. دوما هناك ايضا اطفال. ولا توجد في أي حال تفسيرات مرضية على ان الاطفال يقتلون. وحتى لو أُرسل الدبلوماسي رقم واحد عندنا ليشرح لماذا كانت هذه ايضا حربا "لا مفر منها" ويدعي بأن الطرف الآخر يقتل الاطفال عن قصد ونحن نمس بهم فقط لان المخربين يستخدمونهم كدرع بشرية – فنحن سنتورط. لمقاطعي اسرائيل على أنواعهم، للجامعات التي لم يعد ممكنا الوصول الى بواباتها، للدول التي اعترفت لتوها بالدولة الفلسطينية التي لم تقم – لكل هؤلاء ستكون هذه الحملة مجرد مبرر آخر لخطواتها. للولايات المتحدة سيكون هذا حرجا اضافيا، وعندما سيطرح الموضوع على مجلس الامن سيتعين عليها ان تفكر مرتين قبل ان تستخدم حق النقض الفيتو الذي لا تحب استخدامه جدا. ضباط اسرائيليون آخرون سينضمون الى القوائم السوداء، وسيكونون ممنوعين من الدخل الى دول مختلفة في العالم. العداء تجاهنا في العالم العربي الجديد، هذا الذي ينصت بقدر أكبر اليوم لقلب الجمهور الغفير، سيزداد. الردع؟ لا يوجد ردع. هذا مفهوم مخلول. الردع الاكبر عندنا كان انتصارنا في حرب الايام الستة، وبعد وقت قصير منها بدأت حرب الاستنزاف وقُتل الجنود كل يوم في قناة السويس. لا يوجد "ضربة وانتهينا" ولا توجد قدرة على وضع حد للنار إلا بوقف متفق عليه للنار مع الطرف الآخر إلا اذا قضينا عليه. والقضاء ينطوي على ثمن لن تدفعه اسرائيل، بما فيها تلك التي تقف على رأسها حكومة يمينية. هل معنى الامر ان علينا ان نُسلم بنار متواصلة على بلدات الجنوب؟ بالتأكيد لا. الاقتراح الذي يطرحه رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض هو اقامة حكومة فلسطينية مشتركة لـ م.ت.ف وحماس على أساس الهدنة. حماس ستكون مسؤولة عن الحفاظ على الهدوء في قطاع غزة، أما السلطة فستكون مسؤولة عن الهدوء في الضفة الغربية. حماس – حسب هذا الاقتراح – ستسمح لقائد م.ت.ف، محمود عباس، باجراء مفاوضات سياسية مع حكومة اسرائيل، نتائجها – اذا ما تحققت – تُطرح على الاستفتاء الشعبي. هذا ليس حلا مثاليا. كان مرغوبا فيه ان توافق حماس على الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات معها، ولكن من ناحيتنا الامر الأهم هو ضمان أمننا. اسرائيل لن تضطر الى اجراء حوار مع ممثلي حماس الذين لا يريدونها، ولكنها يمكنها ان تتحدث مع حكومة برنامجها سيكون مقبولا، وتتعهد بمنع المس باسرائيل. قبل ان يؤدي الضغط الجماهيري بالحكومة الى قرار هي نفسها تفهم مشاكله، من المجدي لها ان تفحص اقتراح فياض.