خبر : الأزمة الليبية والدور السوري المفترض .. بقلم: زياد ابوشاويش

الأحد 27 فبراير 2011 11:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
الأزمة الليبية والدور السوري المفترض .. بقلم: زياد ابوشاويش



حين يناشد المواطن العربي زعماء الدول العربية للتدخل من أجل حقن دماء الشعب العربي الشقيق في ليبيا فإنما يقصد السيد الرئيس بشار الأسد على وجه التحديد. سورية تجمعها علاقات قديمة وطيدة مع ليبيا وتربط بين شعبيهما أواصر الصداقة والمودة ناهيك عن عروبة تظلهما وتضفي على العلاقة بينهما مزيداً من روابط الأخوة والثقة. الرئيس بشار الأسد على علاقة طيبة بالعقيد القذافي ويحظى بالاحترام والتقدير من شعب ليبيا وقواه الحية، كما أنه يحظى بثقة الشارع العربي وله علاقات مع كل الدول العربية وقادتها، وبالتالي فإن أي فكرة سيقترحها حول حل يجنب الشعب الليبي المزيد من الدماء وليبيا أخطار التقسيم والتدخل الخارجي ستكون موضع تقدير واهتمام من الجميع. إن الدور السوري المطلوب يتمثل فيما يلي: أولاً/ الدعوة لاجتماع عاجل للقادة العرب في دمشق لتدارس الوضع الراهن وطرق المعالجة الممكنة. ثانياً/ مخاطبة الرئيس الليبي ورموز الثورة على حكمه من أجل الاتفاق على صيغة حل سلمي ينهي الحرب كمرحلة أولى ومن ثم الاتفاق على وثيقة إعلان مبادئ تحمي الشعب الليبي وتبقي الصراع الداخلي ضمن الوسائل السلمية المشروعة. ثالثاً/ تقديم النصح للقيادة الليبية الحالية وخاصة معمر القذافي بأن الزمن قد تغير وأن بقاءه في السلطة سيكون ضد رغبة الشعب الليبي بأغلبيته الكبيرة، وأنه حان الوقت ليثبت أنه يحترم الجماهير الذي طالما تحدث باسمها...وبمعنى أوضح الطلب من العقيد مغادرة السلطة. رابعاً/ الاتصال بالسلطات المصرية الجديدة وكذلك بالعربية السعودية من أجل تقديم العون للشعب الليبي من حيث تخفيف آثار ما جرى وتأمين سلامة المقيمين على أرض الجماهيرية وتسهيل خروج من يرغب في ذلك. خامساً/ التقدم باقتراح وقف إطلاق النار وإيفاد لجنة عربية حتى لو كانت من سورية بمفردها للفصل بين المتقاتلين إلى حين الاتفاق على الحل الممكن. سادساً/ العمل في الأمم المتحدة لمنع أي قرار بتدخل عسكري في الأراضي الليبية أو فرض الحصار عليها تحت أي ذريعة كان. سابعاً/ الإعلان بوضوح عن إدانة سورية لعمليات القتل التي تجري في المدن الليبية على يد القوات العسكرية وإدانة أي استعانة بالمرتزقة بأي شكل ولأي سبب. العمل السوري على هذه الخطوط وإطلاق يد منظمات المجتمع المدني السورية لتقديم العون للشعب الليبي في محنته على طريقة ما حدث خلال العدوان الصهيوني على غزة قبل عامين سيضع سورية في مكانها الطبيعي كرائدة للعمل العربي الطليعي وسيعزز هذه المكانة ويؤكد على مصداقية الشعارات والمبادئ التي تلتزمها سورية في تحركاتها، ولطالما قلنا أنها تستهدف خير الأمة العربية والحفاظ على أمنها القومي. الأحداث تتلاحق بسرعة وشلال الدم يملأ شوارع ليبيا، والقتلى بأعداد كبيرة لا يستطيع أحد حصرها أو إحصاءها ومن هنا لابد أن يكون التدخل العربي بقيادة سورية سريعاً وفعالاً، كما لابد أن تفتح كل قنوات الاتصال والعمل لرأب الصدع الخطير في ليبيا العربية وهذا ما ينتظره المواطن العربي من سورية العربية. Zead51@hotmail.com