خبر : اليوم التالي/بقلم: البروفيسور ميخائيل م. لسكر/يديعوت 27/2/2011

الأحد 27 فبراير 2011 11:42 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اليوم التالي/بقلم: البروفيسور ميخائيل م. لسكر/يديعوت  27/2/2011



 في الاسبوع الاخير تجتاز ليبيا هزة لم تشهدها أبدا، وان كانت هناك عدة محاولات لوضع تحديات امام حكم معمر القذافي ولكنها كلها باءت بالفشل. هذه المرة، بالمقابل، يدور الحديث عن مواطنين كثيرين، عن قوى متبلورة وعن عناصر قبلية مركزية هدفها اسقاط النظام – بكل ثمن. اضافة الى سكان المدن الكبرى والبلدات المحيطة، فان الساحة القبلية الكبرى في ليبيا تشارك بشكل كبير في الصراع ضد القذافي ونظامه. في الماضي البعيد تمكن القذافي من اضعاف قوة القبائل في مقاطعات طرابلس، قورنيقة وبزان. وسمح اساسا لقبيلة القذافة التي جاء منها، بالتمتع بمناعم السلطة والحفاظ على قوة اجتماعية، اقتصادية وسياسية. في السنوات الاخيرة، عندما برزت شقوق اولى في حكمه، قرر القذافي وابنه سيف الاسلام الاعتماد على القبائل الكبرى لنيل تأييدها. هذه القبائل ولا سيما تلك التي تتواجد في شرقي الدولة وأكثر شكا بالنظام، حظيت بامتيازات اقتصادية وبرفع لمستواها الاجتماعي. ولكن منذ 23 شباط وقفت معظم القبائل في الدولة ولا سيما قبيلة هورفاله، الى جانب المتظاهرين.  صحيح حتى اليوم فان معظم القبائل في الشرق وقسم هام من القبائل في باقي المناطق الليبية فرت الى جانب المتمردين. ومع أنه ليس للقبائل تنظيم سياسي واداري مناسب – ولهذا قد تجد صعوبة في السيطرة اذا ما نحي القذافي او قتل – فانها تتخذ صورة البديل المقبول والمصداق كقيادة مستقبلية. الجيش، بالمقابل، رغم أن الكثير من رجاله تعود اصولهم الى القبائل المختلفة، يظهر بوادر تفك: بعض من الجنود والضباط لا يزالون يؤيدون القذافي، الا ان وحدات كاملة فرت وانضمت الى الثورة القائمة. اذا لم تنجح القبائل، او ائتلاف القبائل، في ان تشكل بديلا سلطويا، يحتمل أن يدخل الضباط الى الصورة. واذا فشلت هاتان الجهتان في اقامة نظام سياسي جديد، على الاقل في الفترة الانتقالية، فستكون حاجة لزعيم ينشأ من داخل المتظاهرين او من اوساط الدبلوماسيين الليبيين في ارجاء العالم ممن فروا او من اوساط الوزراء الذين تركوا مناصبهم احتجاجا على العنف السلطوي. والا فان الدولة ستنزلق الى حرب اهلية او أن ينجو القذافي وتصعد اعمال القمع والعنف الى السماء.