خبر : مؤتمر هرتسيليا الفرصة والمخاطرة للعام 2011/بقلم: اللواء احتياط داني روتشيد /يديعوت 3/2/2011

الخميس 03 فبراير 2011 11:28 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مؤتمر هرتسيليا الفرصة والمخاطرة للعام 2011/بقلم: اللواء احتياط داني روتشيد /يديعوت 3/2/2011



 العام 2011 يظهر كسنة انعطافة دراماتيكية في المنطقة. في اثناء السنة ستصل سياقات شديدة القوة الى الاستنفاد والحسم، مثلما نرى منذ الان في مصر وفي تونس. بين المقدرين المختلفين يوجد خلاف وفوارق، ولكن يوجد اجماع على أن الحديث يدور عن سنة تغيير النماذج في الشرق الاوسط.  المنطقة بأسرها تعيش احساسا بان الولايات المتحدة غيرت سلم اولوياتها. الرئيس اوباما يفهم ان انتخابات 2012 ستحسم اعتمادا على ادائه في السياسة الداخلية وليس بفضل انجازاته أو اخفاقاته في السياسة الخارجية. خطابه الى الامة هذا الاسبوع عبر عن ذلك جيدا، ولكن سلوك الادارة حيال مبارك في الايام الاخيرة جسد ذلك عمليا. اضافة الى ذلك، فان التركيز على الخروج من العراق، الانتقال الى الدفاع في افغانستان واعادة بناء الاقتصاد الامريكي – كل هذه تعتبر هامة اليوم لبقائه السياسي بلا قياس أكثر من دولتنا. هذا الواقع يسرع الهيمنة الامريكية على اجزاء متزايدة في الساحة – ابتداء من محور حماس – حزب الله – سوريا وتركيا وحتى ساحة دول الخليج، مصر والسعودية.  خريطة المخاطر تشير الى انتشار محتمل للراديكالية الايرانية في سلسلة من الدول، حيث تفحص سلامة واستقرار الزعماء المعتدلين، وتطرح المخاوف من الثورات والتغير في توجههم. طموحات طهران في جنوب العراق وفي الخليج الغني بالنفط تنتظر فقط خروج القوات الامريكية. سيطرة ايرانية على هذه المنطقة الدموية ستستغرق عندها ساعات قليلة فقط.  الخطر هو أن في مصر ايضا ستصعد قوى اسلامية متطرفة، فينتشر هذا الميل الى دول اخرى.  نشاط المحور الراديكالي لا يحظى باستجابة مناسبة، والنفوذ الغربي بالذات يتقلص، وغياب مسيرة سياسية سيبقى ذريعة لتعزز قوى الرفض والكفاح. ودون بديل يوازن ذلك، فان التركيز على ادارة الخطر بدلا من حله نهايته ان يؤدي الى المواجهة. الانشغال المهووس في مسألة النووي الايراني يحرف النقاش عن الحاجة الى نظرة واعية. من زوايا عديدة استغلت طهران خيارها النووي حتى قبل ان تستكمل مرحلة تخصيب اليورانيوم، حين خلقت زخما – لها ولفروعها – حيال محور الدول المعتدلة الراكد. اسرائيل تصبح جهة سائدة في حجوم عدم الاستقرار الاقليمي وثمة ثمن باهظ لحقيقة أنه لا يوجد بديل سياسي للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، يتجاوز مسألة نزاع الحدود. ولكن النفوذ ليس من اتجاه واحد فقط. فالمحور الراديكالي الشمالي تبنى استراتيجية هجومية، غايتها المس بالجبهة الداخلية الاسرائيلية ومعناها المس بالمجتمع. أوائل ثمارها يمكن أن نراها في حرب لبنان الثانية. من أجل احداث انعطافة في المنحدر الخطير الذي تنزلق فيه المنطقة ينبغي تجنيد رؤساء الدول العربية المعتدلة وخلق رباعية عربية معتدلة، تعتمد على دور أمريكي غايته خلق زخم ايجابي في المسيرة السياسية. حلف الراشدين هذا سيشكل بديلا ناجعا عن الجامعة العربية المتطرفة.ما يجري اليوم في مصر يجسد للزعامة العربية المعتدلة بانه ينبغي التعاون وعدم ترك الساحة للقوى المتطرفة، الذين يتلقون الان ريح اسناد. الرباعية العربية المعتدلة ستعمل عمليا كتوسيع لدائرة الحوار الضيقة بين اسرائيل والفلسطينيين. هذه الشراكة ستسمح لاسرائيل بتحقيق فضائل أكبر في المفاوضات، وتمنحها ذخائر جغرافية – استراتيجية ذات أثر جوهري على مواطني الدولة ومكانة سياسية للزعامة التي تقود في هذا الاتجاه.الطرف الفلسطيني سيتمتع بالاسناد الذي يعتمد على الاستراتيجية العموم عربية وليس على تنازل فلسطيني. وهكذا تمنح السلطة دعما واسعا لخطوة انهاء النزاع. نشر وثائق الجزيرة والتخوف من تعزز حماس يعزز فقط هذه الحاجة. 2012 و 2013 ستكونان سنتين ضائعتين. في 2011 هذا يكون لا يزال يتعلق بنا. ما كان بوسعنا أن نحققه في السنة الاخيرة لم يعد يمكننا أن نحققه اليوم – وما لا نحققه اليوم لن نتمكن من تحقيقه في السنوات القادمة.