خبر : التوق لأبو مازن / بقلم: عكيفا الدار / هآرتس17/1/2011‏

الإثنين 17 يناير 2011 12:15 م / بتوقيت القدس +2GMT
التوق لأبو مازن / بقلم: عكيفا الدار / هآرتس17/1/2011‏



 يوم السبت احتفل محمود عباس (أبو مازن) بست سنوات على أدائه اليمين القانونية كرئيس، أو ‏بالصيغة الرسمية، رئيس السلطة الفلسطينية. واذا ما استمرت المفاوضات على التسوية الدائمة بالتعثر في ‏الاشهر القريبة القادمة، في الوقت الذي تواصل فيه المستوطنات الازدهار، فمن شبه اليقين ان هذه ستكون ‏السنة الاخيرة لحكمه. فالادارة الامريكية سجلت أمامها ايلول 2011 بأنه الموعد المقرِّر. بنيامين نتنياهو، ‏الذي يجتهد لتسويد وجه عباس، يقول انه في الزمن الاخير يُكثر الرئيس من استخدام كلمة "مللت". محبون ‏حقيقيون لاسرائيل ديمقراطية ويهودية، تعيش بسلام الى جانب فلسطين مستقلة، سيتوقون له.‏ شبتاي شفيت، الذي كان رئيس الموساد، وعد في مقابلة مع "يديعوت احرونوت" في نهاية 2001 ‏بأنه "اذا ما تخلصنا من عرفات لن يكون هناك من يحل محله كفاتح أبواب لدى زعماء العالم، والمسألة ‏الفلسطينية ستُشطب عن جدول الاعمال الدولي". بل ادعى شفيت بأن عباس هو ابن "الطائفة" (بدل ‏الديانة) البهائية، وبالتالي فان آماله في ان يخلف عرفات تشبه آمال سامري في أن يُنتخب رئيسا لاسرائيل. ‏اريئيل شارون وصف عباس بأنه "صوص منتوف الريش". وللتأكد من انه لن يطير، أصر شارون على أن ‏تتجاهل خطة فك الارتباط وجوده وسارع الى منح قطاع غزة لحماس.‏ عباس تلقى قيادة فلسطينية متنازعة وسلطة محوطة بمنفذي كلمة عرفات. اجهزة الامن كانت ‏مدمنة على ثقافة "البوابة المستديرة" وتلقي الرشاوى بالمغلفات. وبعثت حماس بأذرع الى الضفة وهددت ‏بتحويل المنطقة الى توأم غزة. الرئيس الامريكي جورج بوش سمح لاسرائيل التنكر لخريطة الطريق التي ‏وضعها هو. والاتحاد الاوروبي تبطل أمام الامريكيين، والدول العربية رفعت العتب بتهديدات فارغة ‏بسحب مبادرة السلام للجامعة العربية. ‏ بعد ست سنوات من ذلك فان حكم الرئيس عباس ورئيس الوزراء سلام فياض دخل كتب ‏التعليم كنموذج لمؤسسة تنجح في أداء غاياتها المدنية والامنية في ظل احتلال اجنبي. كلاهما لا يترددان في ‏تكرار التنديد باستخدام الارهاب والتحفظ علنا من انتفاضة الاقصى. اجهزة استخبارات موضوعية، وعلى ‏رأسها محافل أمن اسرائيلية، يُمجدون نظراءهم في نابلس، في جنين وفي الخليل. كراهية الاجانب المؤطرة ‏والحاخامية سحبت من اسرائيل القدرة على الادعاء ضد منشورات التحريض في وسائل الاعلام ‏الفلسطينية.‏ في الوقت الذي تعتبر اجراءات من جانب واحد لاسرائيل، وعلى رأسها توسيع المستوطنات ‏وضعضعة الوضع الراهن في القدس، كخرق للقانون والاجماع الدوليين، فان خطوة أحادية الجانب من ‏الفلسطينيين – تلقي اعتراف دولي بفلسطين – تعتبر في العالم مشروعة. فالواحدة تلو الاخرى تعلن مزيد ‏من الدول عن اعترافها بدولة فلسطينية في حدود 1967، وترفع مستوى تمثيل م.ت.ف في عواصمها (نحو ‏مائة دولة كانت عضوا في منظمة دول عدم الانحياز أعلنت عن اعترافها قبل 22سنة، في أعقاب اعلان ‏الاستقلال الفلسطيني واعتراف م.ت.ف بقرار 242 و338). وفياض لم يتردد في الاعلان عن اقامة مطار ‏دولي في الضفة – مؤشر واضح على السيادة.‏ أفكار الاعتزال لدى عباس تكمن في احباطه المتزايد من السياسة الهزيلة لادارة اوباما (اذا كان ‏الاعراب عن خيبة الأمل من اهود باراك يمكنها ان تعتبر "سياسة"). الرئيس الامريكي يصر على رفضه ‏الاعلان على ان المفاوضات تقوم على أساس 1967. ورغم ذلك، فان الامريكيين يمتنعون عن اعطاء ‏الحساب على مواقف الطرفين والكشف عمن طرح خريطة التسوية الدائمة من جانبه وصيغة مفصلة ‏للتسويات الامنية، ومن الذي يواصل المعاذير الممجوجة، كي يحافظ على الغموض السياسي.‏ رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات، الذي دُعي الى واشنطن الى جانب اسحق ‏مولكو، ممثل نتنياهو، أفاد في نهاية الاسبوع بأن الامريكيين يبحثون عن "سبل جديدة" للخروج من الطريق ‏المسدود. حملة البحث هذه لا يمكنها ان تستمر الى ما لا نهاية. في آذار القريب القادم، حين سينعقد قادة ‏الجامعة العربية في العراق ليبحثوا مستقبل مبادرتهم للسلام من العام 2002، سيحتفل عباس بيوم ميلاده ‏الـ 76. واذا ما اعترف الزعيم الفلسطيني الاكثر براغماتية الذي عهدناه في السنوات الست الاخيرة، ‏بفشله – فمن سنحصل بدلا منه؟.‏