خبر : حفلة تنكرية في دمشق/بقلم: غي بخور/يديعوت 13/1/2011

الخميس 13 يناير 2011 11:45 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حفلة تنكرية في دمشق/بقلم: غي بخور/يديعوت  13/1/2011



 في الشرق الاوسط يسود الفهم بانه في حالة حرب بين اسرائيل وايران ستنضم سوريا، حزب الله وحماس بهذا الشكل او ذاك، الى المعركة ضد اسرائيل، ويشهد على ذلك التكافل والعلاقة الحميمة بين هذه الجهات الاربعة. غير أن وثائق ويكليكس تأتي لتكشف حقيقة محرجة اخرى. مثل هذه الوثيقة، بعنوان "سري"، ما كان يفترض أن ترى النور ابدا ومع ذلك فانها توجد على الانترنت بشكل حر. هذه برقية طويلة من السفارة الامريكية من دمشق، بتاريخ 22 كانون الاول 2009 أي قبل نحو سنة. في ذات الفترة زار العاصمة السورية سلسلة من كبار المسؤولين العسكريين الايرانيين، بينهم وزير الدفاع علي وحيدي، المتفاوض في الشؤون النووية سعيد جليلي وقائد "قوة القدس" الوحدة المختارة من الحرس الثوري، راسم سليماني.  في البرقية يقال انهم يناشدون سوريا الانضمام اليهم عسكريا، اذا ما نشبت حرب بين اسرائيل وايران، او بين حزب الله واسرائيل. الرد السوري على كبار المسؤولين الايرانيين، على ما يبدو على لسان الاسد نفسه، مفاجىء بفظاظته: "لا تتوقعوا منا أن نقاتل هذه الحرب – لا نحن، لا حزب الله ولا حماس". واضاف السوريون، على حد قول الوثيقة: "قلنا لهم ان ايران قوية ويمكنها أن تطور بقواها الذاتية برنامجا نوويا وان تقاتل اسرائيل (بينما) نحن ضعفاء جدا".  بتعبير آخر التقدير السوري هو ان حزب الله غير معني بالانضمام الى ايران في حربها ضد اسرائيل، اذا ما نشبت هذه. ومع ذلك فقد اضافوا بانهم بالتأكيد وبطيب قلب، سيؤيدون ايران لفظيا في حالة الحرب. وعلى حد قولهم: "الايرانيون لم يكونوا راضين عن أقوال الاسد". كون الحديث يدور عن حفلة تنكرية يتظاهر فيها الجميع، فقد خرج الطرفان الى الصحفيين، ولاخفاء الخلاف الشديد وقعا على مذكرة تفاهم عسكري، نفهمها نحن اليوم بانها فارغة من المضمون الحقيقي.  بشكل عام، انطباع السوريين في تلك الوثيقة كان ان ايران تبدي "مؤشرات فزع"، وان الايرانيين هم الذين طلبوا عقد اللقاءات في دمشق، وليس السوريين. وقد ذهلوا، على حد السوريين، من التقرب بين سوريا والسعودية، بين سوريا وفرنسا وبين سوريا ونظام اوباما. وقال كبار المسؤولين السوريين للدبلوماسيين الامريكيين "انهم يحسدوننا".  أمامنا نوع من البرهان بان نظام الاقلية العلوية في سوريا لن يوافق على المخاطرة بابادته اذا ما ارتبط بايران، وهكذا ايضا حزب الله وحماس. لكل هؤلاء توجد مصالح وجودية واضح لهم ان اسرائيل ستبيدهم اذا ما انضموا الى ايران في حرب كبرى. هم بالتأكيد يؤيدون ايران، ولكن يوجد لهم ايضا حق وجود خاص بهم.  ومن ناحيتنا، الجيش الاسرائيلي ملزم بان يستعد لهذه التهديدات المشتركة، وهو يستعد بناء على ذلك ايضا ولكن لا احد في الشرق الاوسط سيتطوع لان يباد.  يطرح السؤال: فهل ربما كذب السوريون على الدبلوماسيين الامريكيين الذين سربوا لهم اتصالاتهم مع الايرانيين؟ معقول الافتراض أن لا وذلك لان المسافة الواسعة بين الواقع في الغرف المغلقة والتظاهر السوري واسعة ومحرجة جدا من ناحيتهم.  في كل الاحوال، هذه الوثيقة تلقي بضوء آخر على ما يسمى "محور الشر" وعلى سبل سيره. اذا فكرنا في ذلك، فانه في الحفلة التنكرية وفي هذا التظاهر، كل واحد يخاف من ان يبيعه الاخر من خلف ظهره. خلافا للتصريحات المتبجحة العلنية فاننا لن نجد هناك الكثير من الثقة المتبادلة او التكافل بالذات.