خبر : حرب مع قيم/بقلم: العقيد (احتياط) د. يغئال أيال/هآرتس 4/1/2011

الثلاثاء 04 يناير 2011 12:41 م / بتوقيت القدس +2GMT
حرب مع قيم/بقلم: العقيد (احتياط) د. يغئال أيال/هآرتس 4/1/2011



 ستكون الحرب القادمة كما يعدوننا اصعب من سابقاتها. ستصيب اسرائيل صواريخ كثيرة تُسبب ضحايا كثيرين في الجبهة الداخلية، وتُطيل الحرب، وتُضعف الجيش الاسرائيلي ولا تُمكّن اسرائيل من احراز حسم. هذه النبوءة من آخر الزمان تُضعف التفكير، وتزيد الخوف وتجر نحو عملية متطرفة تحت شعار "من استيقظ لقتلك فبكِّر لقتله". إن الاخفاق في مجابهة الحريق في الكرمل واخفاقات كثيرة اخرى للسلطة في كل ما يتعلق بضمان أمن مواطني الدولة المادي والاقتصادي يزيد اليأس والميل الى اعمال متطرفة. اجل، يسهل ان نخلص من طريقة العلاج الهاوي للحريق في الكرمل الى استنتاج ان قيادة الدولة ستكون عاجزة عند نشوب حرب جديدة. لكن يجدر ان نتذكر ان عمل القيادة الرئيس ان تمنع الحرب القادمة. يقوم بعض جهود المنع على مبادرات وخطوات سياسية (وفيها أحلاف اقليمية مع تركيا ايضا). وتشتمل جهود اخرى على اعدادات عسكرية، واعداد نظم مدنية وفحص دائم عن التهديدات والأخطار والاحتمالات والمعاني البعيدة الأمد النابعة منها. أنا على ثقة بأن الجيش الاسرائيلي استخلص الدروس من حرب لبنان الثانية ومن عملية "الرصاص المصبوب". اذا قرر حزب الله وحماس اللذان يعرفان أفضل من مواطني اسرائيل عظم الضربة التي تلقياها، لاعتبارات يحتفظون بها بدء حرب فهما سيفعلان ذلك عن علم واضح بأن الضربة التي سيتلقيانها ستكون أكبر وأكثر ايلاما وأصعب كثيرا من السابقة. وفي مقابلة ذلك لا يجوز ان ننسى انه ما لم توجد تسويات سياسية واضحة تقبلها جميع الأطراف العدو، وما بقي أحد الأطراف غير راض، فلن يعود السيف الى غمده. يُفهم من هذا ان العملية العسكرية ليست الحل الوحيد للاوضاع المعقدة. يمكن ان نرى الحرب مهلة تُمكّن من اجراءات سياسية. مع عدم اجراءات كهذه قد تتجدد النار. ينبغي عدا الجهد لمنع الحرب القادمة ان نحرص على ان تنتصر فيها اسرائيل اذا نشبت مع الحفاظ على مستوى عال من الاخلاق والقيم. ينبغي ان نرفض الرأي السائد الذي أخذ يُثبت موطيء قدمه، بأنه سيكون من الواجب على اسرائيل ازاء المس الشديد بمواطني الدولة ان تضرب سكان العدو بقسوة. يوجد للأضرار الاخلاقية والاخلال الواضح بالقانون تأثير مُدمر بعيد الأمد في المجتمع في اسرائيل. إن المس بها قد يهدم بنية القيم التي تقوم عليها الدولة. كي ندفع عن انفسنا العدو وقرارات متطرفة، علينا ان نستثمر موارد كثيرة في التحصين وخدمات المساعدة والانقاذ وفي ضمنها "القبة الحديدية" ووسائل تقنية اخرى. السكان المحميون الآمنون سيساعدون قادة الدولة على اتخاذ قرارات سياسية عملياتية شجاعة، لا تناقض قيم الاخلاق والقانون وتضمن وجود الدولة. إن صلابة المجتمع في اسرائيل هي العامل الأردع والأهم بين جميع العناصر التي ستؤثر في مصيره في المستقبل. يجدر ان نُذكر بكلام كتبه دافيد بن غوريون في وثيقة النقاط الـ 18 التي قدمها الى الحكومة في العشرين من تشرين الاول 1953، والتي يبدو ان الزمن يزيد فقط في أهميتها: "يجب ان يكون التدريب العسكري مصحوبا بتثبيت الجنود في قيم ثقافة شعب اسرائيل وحب الوطن والدولة، وفي محو الحواجز الطائفية وإدماج القدماء والجدد في حياة الدولة والبناء. لن ينشأ شعب محارب من غير شعب موحد!".