خبر : حماس تحاول اعادة تعريف قواعد اللعب/بقلم: عاموس هرئيل وآفي يسسخروف/هآرتس 22/12/2010

الأربعاء 22 ديسمبر 2010 11:26 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حماس تحاول اعادة تعريف قواعد اللعب/بقلم: عاموس هرئيل وآفي يسسخروف/هآرتس 22/12/2010



مراجعة جملة الأحداث التي وقعت على حدود غزة – اسرائيل في الاسابيع الأخيرة تُظهر اشتباها أكثر من مجرد ملموس في ان حماس تحاول اعادة تعريف قواعد اللعب في المنطقة. التصعيد في القطاع لا يؤدي بالضرورة الى جولة قتال واسعة اخرى، على نمط "رصاص مصبوب"، ولكن في الايام القادمة فقط سيتضح اذا كانت اسرائيل تنجح في مساعيها لاعادة ميزان الردع حيال حماس الى حالته السابقة، ذاك الذي ساد منذ نهاية الحملة في كانون الثاني 2009. تتجه النية الاسرائيلية الى إجبار حماس على العودة الى الصيغة السابقة، تلك التي في اطارها فرضت ضبطا للنفس على ذراعها العسكرية وبشكل عام فرضت كبحا نسبيا لجماح الفصائل الفلسطينية الاخرى. في ظل غياب قناة اتصال مباشرة بين الطرفين، فان الرسائل المتبادلة تمر أساسا عبر استعراضات القوة. وبالتالي، ستستمر على ما يبدو المناوشات المتبادلة في الايام القريبة القادمة. ويدور الحديث عن لعبة خطيرة: سقوط الصاروخ أمس، قرب روضة الاطفال في كيبوتس بجوار عسقلان، ذكّر كم هي الصدفة الاحصائية، سقوط على مسافة بضعة أمتار الى هنا أو هناك، يمكنها ان تُملي شدة المواجهة. لو انتهت الحادثة باطفال قتلى، بدلا من جرحى بجراح طفيفة، لكانت الامور الآن مختلفة تماما. التصعيد في الاحتكاك في الفترة الأخيرة يجد تعبيره في أكثر من هجوم فلسطيني على دوريات للجيش الاسرائيلي على جانبي الجدار الفاصل وتوسيع نار قذائف الهاون والقسام. لاول مرة منذ فترة طويلة، تشارك حماس مشاركة محدودة في اطلاق النار. ولكن أساس التغيير ينبع من التشجيع، الضمني، الذي تعطيه المنظمة الان لنشاط الفصائل الصغيرة، بما في ذلك نار الصواريخ. هذه لا تزال باعداد صغيرة نسبيا. منذ بداية  السنة سقط في الاراضي الاسرائيلية نحو 180 صاروخ وقذيفة  هاون (اكثر من 200 اخرى سقطت، بالخطأ في اراضي القطاع). ولغرض المقارنة، ففي العام 2008، السنة التي في نهايتها بدأت حملة "رصاص مصبوب" اطلق اكثر من 4 الاف صاروخ.  لماذا يحصل هذا؟ يبدو أن  حماس تسعى الى فحص رد فعل اسرائيل وتوسيع مجال مناورتها، دون ان تنجر الى مواجهة شاملة اخرى. توجد هنا استجابة لضغط الاذرع العسكرية، التي يرغب رجالها في "التنفيس" من خلال اعمال ضد اسرائيل، الى جانب الافتراض بانه سيكون من الصعب اكثر على الجيش الاسرائيلي العمل ضد خلايا اطلاق الصواريخ في  الطقس الشتوي. ومع ذلك، فقد حرس كبار رجالات حماس أمس على الايضاح بان المنظمة غير معنية بتصعيد شامل حيال اسرائيل. بعض من المنظمات التي شاركت في  اطلاق قذائف الهاون والصواريخ نحو اسرائيل في الـ 48 ساعة الاخيرة وان كانت تعتبر موالية لحماس وتطيع تعليماتها، الا ان الصاروخ الذي اطلق امس في ساعات الصباح نحو كيبوتس في شاطىء عسقلان، اطلقه اغلب الظن "جيش الاسلام"، الذي يعمل بشكل شبه مستقل في القطاع. وقدر محللون غزيون أمس بان حماس تعمل في نهاية المطاف على تهدئة الخواطر وذلك للحفاظ على الوضع الراهن في غزة وعدم الانجرار  الى مغامرة عسكرية خطيرة. ودليلا على ذلك يعرضون الرد المدروس للمنظمات الفلسطينية في غزة  على قتل خمسة نشطاء في قصف لسلاح الجو في نهاية  الاسبوع الماضي. في هذه الاثناء اخلت حماس، كعمل اعتيادي تقريبا، جنودها من بعض مقراتها القيادية، فيما تبقى في اخرى حضور خفيف نسبيا لرجال قوات الامن. اما في شوارع غزة، بالمقابل، كانت حركة الاشخاص والمركبات مثلما في كل يوم آخر ولم يظهر السكان المعتادون جدا على قصف سلاح الجو ونار الصواريخ أي توتر استثنائي. "يوم بصل ويوم بصل"، اجاب امس صحفي غزي طلب منه أن يصف الاجواء في القطاع، الفارق  هو نوع البصل الذي يؤكل في ذاك اليوم". ومع ذلك، فان اسرائيل، كعادتها في هذه الفترة، ترى في حماس المسؤولة الحصرية على ما يجري في الجانب الفلسطيني ومنذ يوم أمس فانها تجبي منها الثمن. فقد سمح للجيش الاسرائيلي بان يضرب ايضا اهدافا مأهولة لحماس، في هدف معلن لالحاق خسائر بين نشطائها. لا يزال يتبقى أن نرى كيف ستستقبل هذه الرسالة لدى حماس. في  المدى الابعد ، رغم التقدير الاستخباري الاساس في أن حماس لا تزال تمتنع عن اعادة بث على نمط "رصاص مصبوب"، في هيئة الاركان يقدرون بان احتمال التفجير في الجبهة الجنوبية عال نسبيا. آجلا أم عاجلا، الامور هناك ستخرج عن نطاق السيطرة. على هامش الامور، كشف امس رئيس الاركان غابي اشكنازي النقاب عن حقيقة ان الفلسطينين اطلقوا صاروخا مضادا للدروع متقدم من طراز كورنيت نحو دبابة اسرائيلية في القطاع قبل نحو اسبوعين. وحظرت الرقابة العسكرية نشر تفاصيل  عن الحدث رغم ان الفلسطينيين كانوا يعرفون ما الذي اطلقوه، الى أن قرر اشكنازي الحديث – وما كان محظورا اصبح مسموحا. ولكن، الاهم هو المعنى على الارض لاطلاق صاروخ كورنيت، الصاروخ الاكثر تطورا في المنطقة حتى اليوم والذي يوجد قيد استخدام حزب الله والجيش السوري. صحيح أنه لا يوجد هنا تغيير جذري في موازين القوى، الا ان دخول الكورنيت يدل على تحسن مستمر في قدرة الخصم العسكرية، والتي تتمثل ايضا بادخال صواريخ مضادة للطائرات الى القطاع وصواريخ الى مدى متوسط، لاول مرة تهدد تل أبيب ايضا. اما اذا رغم ذلك تدهورت الامور نحو مواجهة واسعة النطاق، فستكون هذه  ابعد بكثير من مجرد نزهة للجيش الاسرائيلي ايضا.