خبر : حين يتعهد اوباما: هل يمكن الثقة بذلك/بقلم: يعقوب احيمئير/اسرائيل اليوم 23/11/2010

الثلاثاء 23 نوفمبر 2010 11:33 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حين  يتعهد اوباما: هل يمكن الثقة بذلك/بقلم: يعقوب احيمئير/اسرائيل اليوم   23/11/2010



 يجب للامر أن يقال، وبشكل واضح: ليست الولايات المتحدة هي التي تحتاج الى كتاب الوعود لاسرائيل بل اسرائيل هي التي تحتاج لمثل هذا الكتاب. وينبغي التشديد: هذا، بالطبع، ليس حلفا معقودا بين الدولتين، مثابة ميثاق مقر من مجلس الشيوخ في واشنطن، وبالتالي فهو ملزم كقانون. الاحرى: اذا احتاج أي من الطرفين الى كتاب او الى مذكرة تفاهم، فمعنى الامر ان الثقة بين الطرفين قد تضعضعت.  الولايات المتحدة، بتوجيه من العديد من الرؤساء في الماضي، هرعت لان تمد لاسرائيل مساعدة سياسية في الساحات الدولية، وعلى رأسها الامم المتحدة، ليس كتطبيق لكتاب او مذكرة تفاهم بين اسرائيل والولايات المتحدة بل كنتيجة لشيء هو شبه مسلم به. والان، اذا كانت تطلب اسرائيل وعدا مكتوبا، يقضي بان تواصل الولايات المتحدة تقاليد المساعدة السياسية، فمعنى الامر هو أن اسرائيل تقدر بان الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس اوباما، لم تعد ترى نفسها ملزمة بتقاليد استخدام الفيتو.  مثال صرف على سوء استخدام "الكتاب الرئاسي" الامريكي، هو الكتاب المعروف للرئيس بوش الى رئيس الوزراء في حينه، ارئيل شارون في 2004. ليست الولايات المتحدة هي التي احتاجت الى هذا الكتاب بل شارون. بيد أن هذا الكتاب لم يصغ في غفلة من واشنطن. رجال قانون كثيرون انكبوا من خلف ظهر الرئيس بوش كي يضمنوا بان تكون الصيغة التي تبدو كوعد تسمح للولايات المتحدة بالتملص منه عند الحاجة، بل والتنكر حتى للكتاب نفسه. وبالفعل، كتاب الرئيس السابق بوش اياه لا يلزم على الاطلاق الرئيس اوباما، خلفه.  هل الرئيس اوباما يقف خلف الصيغة (الغامضة) لكتاب بوش، وبموجبها ستعترف الولايات المتحدة بالكتل الاستيطانية الاسرائيلية في المناطق؟ حتى هنا، في كل خطابات اوباما العلنية، لم يذكر هذا الالتزام. كما أن من يراجع الكتاب وهو ليس رجل قانون سيلاحظ صيغا تسمح للولايات المتحدة بالتملص مما يسمى في النظرة الاولى التزاما نحو اسرائيل. وعليه، فانه يمكن تقريبا القول بيقين ان كتبا أو وثائق اخرى تصدر بين الدول في اطار علاقاتها السياسية تكتب وتسلم ايضا كي يكون ممكنا لاحقا خرقها، والتنكر لها.  توجد نماذج عديدة لخرق الاتفاقات والتنكر للتفاهمات ولمذكرات التفاهم. يحتمل بان تكون كل النوايا طيبة، ولكنها تنطبق على ملابسات اللحظة. لا حاجة الى ان يكون المرء محل القادة او في غياهب نفوسهم كي يصل الى الاستنتاج بانهم هم أنفسهم يفهمون بان كتابا أو وثيقة وعود اخرى تأتي لتساعدهم، القادة، على اقناع الرأي العام الداخلي في صالح خطوة معينة جدير ومجدٍ القيام بها برأيهم. التقاليد هي أن مثل هذه الكتب، المليئة بالوعود، تطرح على الكونغرس للمصادقة عليها. لا ريب في أن الوعود لاسرائيل، في المجال السياسي والامني ستطرح على الكونغرس لاقرارها. ولكن هذا الاقرار سيكون تصريحيا، وليس دستوريا، وبالتالي فانه لا يلزم جدا الرئيس الامريكي.  ومع ذلك، فان الاقرار سيكون هاما بحد ذاته لان اعضاء الكونغرس بمجلسيه يمكنهم ان يعبروا، من خلال تصويتهم على اقرار الوثيقة، عن تأييدهم التقليدي لاسرائيل. فقد تعرفنا من خلال نتائج الانتخابات بانه اذا ما طرأ تغيير على سياسة الادارة في واشنطن تجاه اسرائيل، فانه لا يجد تعبيره في مجلسي النواب. والاحرى: نتائج الانتخابات خلقت أغلبية جمهورية في مجلس النواب وقلصت الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ.  وعليه، الان، في ضوء الضغوط من اجل تمديد تجميد البناء في يهودا والسامرة، سيكون ممكنا على الاقل ان نفهم عمليا، المعنى الدقيق لنتائج الانتخابات الاخيرة في الكونغرس. اذا ما خرقت الادارة تعهداتها فلا ريب انه في تلة الكابيتول سيكون هناك من ينتبه لكل خرق لروح الكتاب وبالتأكيد سيحتج على مثل هذا الخرق.