خبر : الوصية ...د.هاني العقاد

السبت 13 نوفمبر 2010 09:41 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الوصية ...د.هاني العقاد



مات الزعيم ... ,لا بل قتل الزعيم ..,لا بل اغتيل الزعيم ..........  والنتيجة واحدة في كل الحالات ,أننا فقدنا الزعيم الخالد أبو عمار,والزعيم مات و قتل واغتيل , فقد مات لان الله تعالى قد كتب عمرة بالثواني ولم يبقي في أيامه لحظة إلا قضاها ,و قتل عندما لهثنا وراء ذاتنا و تركنا وصاياه ,واغتيل عندما انقسمنا واخذ كل طرف منا جزء من الوطن و ابتعد بعيداً,  و تركنا إسرائيل تعبث برؤؤسنا وفكرنا الوطني المقاوم فكان الابتعاد سلاما لإسرائيل ,مما جعلها لا تخشي أن يدوس مقاوما فلسطينيا حفظ وصايا القادة  العظام على رأسها واسمها و رايتها العنصرية...!لقد كتب ياسر عرفات ,ياسر التاريخ  ,ياسر الأمة ,ياسر أطفال فلسطين الذين لم يولدوا بعد و الذين ولدوا قبل هذا التاريخ  , ياسر المقاومة ,ياسر الدولة ,ياسر السلام , ياسر الوحدة الوطنية , أكثر من وصية في زمن واحد فقد كانت وصاياه بالجملة لكل أبناء  الشعب الفلسطينيين دون تميز بسبب الانتماء السياسي أو بسبب العرق أو بسبب الدين  ,وأول ما أوصانا به هو الوحدة الوطنية والقدس لأنهما السبابة والوسطي وهي إشارة النصر التاريخية التي علمها لكل أحرار العالم , فان فرطنا بإحداهما ضاعت الأخرى وهذا ما يحدث الآن !!! أوصانا بالوحدة الوطنية و رص الصفوف  لكنها اغتيلت في أكثر من موضع , إلا أنها بقيت على قيد الحياة حتى تعافت وستنهض يوما من الأيام على أقدامها واقفة و ستقول كلمة للوطن بأن الوطن بدونها سيبقي لا وطن و نردد معها واقفين تحيا فلسطين ..تحيا فلسطين .  اليوم الذكري السادسة لاستشهاد القائد الرمزياسر عرفات مؤسس الوحدة الوطنية الفلسطينية و مؤسس الدولة الفلسطينية الحديثة و قاهر المحتلين , تمر هذه الذكري ونحن بأمس الحاجة للكلمات الثورية النابعة من القلب ,ونحن بأمس الحاجة لان يقرا أحد ما على مسامعنا وصايا ياسر عرفات ...؟ , تمر ونحن مازلنا نبحث عن خيمة نجمع قوانا تحتها وننشد نشيد الوطن ,ونرفع فيها راية الوطن عاليا , تمر علينا والقدس العاصمة الفلسطينية , أولى القبلتين باتت نهبا لبني صهيون ,وبات المستوطنون يعبثوا في كل جانب من جوانبها ,وبات حكام إسرائيل يعتبروها من أولويات العمل الوطني الصهيوني وأولوا لها جل الاهتمام وضخوا لمستوطنيها مليارات الدولارات , و قاموا بتهجير سكانها الفلسطينيين من بيوتهم و غيروا أسماء شوارعها و حاراتها و أزقتها ,وحفر من تبقي من الجنود الفاسدين  تحت مسجدها الأقصى المبارك عسى أن يتهاوي إلى الأسفل يوما من الأيام و يتخلصوا بذلك من اكبر تواجد إسلامي على ارض القدس الشريف . لقد كان حلم القائد هو حلم كل الشرفاء والوطنين من الشعب العربي اجمع وليس الفلسطينيين وحدهم فالدولة الفلسطينية هي مجد وشرف وتاريخ كل عربي لان القضية الفلسطينية هي عربية بالإجماع العربي والدولي وإن حاول البعض جعلها شأن فلسطينيا خاصا وهذا أمرا لا يمكن قبوله لان الامتداد الطبيعي للفلسطينيين هو الامتداد العربي والإسلامي, لهذا يحرص الجميع لإشراك العرب موحدين في الكفاح الفلسطيني, وتحرص القيادة على الرجوع إلى قادة الأمة العربية في مصر والسعودية والخليج العربي وسوريا ولبنان وليبيا والجزائر وتونس والمغرب وعلى رأسهم جامعة الدول العربية في كافة مشاوراتهم ومشاريعهم السياسية والمصيرية  .  لقد باتت المقاومة فاترة هذه الأيام وتكاد تنسي في بعض الأحيان وقد يكون هذا طبيعيا حسب نظرية المد والجزر الثوري إلا أن سبب هذا معروفا وهو الانقسام الذي أودي بها بعيدا كحال الوحدة الوطنية وما نحن الآن بحاجة إليه هو المقاومة بأي شكل كان وأي إستراتيجية يختارها شعبنا الفلسطينية,فان أراد استخدام السلاح فنحن معه ,وإن عاد إلى الحجارة فنحن معه ,وإن أراد الكفاح على الصعيد الدولي فنحن معه ,لكنى اذكر أن القائد الرمز أبو عمار كان يحب أن يقاوم و يفاوض في أن واحد ,لذلك كان قويا وكان قادرا على امتلاك زمام القرار الفلسطيني مما جعل من قادة أعدائه يخططوا لاغتياله والتخلص منه, لكننا نصر اليوم على وصيه هذا الرجل الذي لا نتذكره الآن فقط , بل لان وصيته هذا وقتها إلى جانب وصايا  الخالدين أمثاله كالياسين والرنتيسي وأبو علي مصطفي وأبو جهاد وأبو إياد و الشقاقي وكل الشهداء الإبرار , لعل هذه الوصايا تخلق منا جنودا واقفين في الخنادق على الزناد ضاغطين, نمتشق البزة العسكرية و السلاح على أكتافنا مرفوعا , فلن تقام الدولة إلا بسواعد الثوار من أبناء شعبنا ولن تحرر القدس إلا بسواعد المقاتلين الأماجد الذين  لا يعرفهم احد...! , المقاتلين الذين لم يخلعوا البزة العسكرية بعد والذين مازال سلاحهم بأيديهم مصوبا نحو العدو.إن معيار تمسكنا بالوصية هو وحدتنا الوطنية فان كنا على قلب رجل واحد كنا بالفعل نحقق وصية زعيمنا الخالد ,وأن ضرب كل منا على دف فلن يسمع أحد من شيء غير الضوضاء   , فلقد بات واجبا علينا أن نعود من دمشق , من القاهرة , من مكة  ,  من اسطنبول , حتى و لو أقصي الأرض صفا وأحدا, لان وحدتنا الوطنية هي المدخل الحقيقي لمعركة التحرير ومعركة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وهي المدخل الحقيقي للمقاومة التي لن نتخلى عنها إلا بكافة الحقوق الوطنية الفلسطينية كاملة غير منقوصة وهي السيف الحاد المشرع بوجه اليهود أينما كانوا  , و ليبقي هذا السيف مشرعا و لتبقي وحدتنا القاعدة التي على أساسها يجتمع الفلسطينيين وعلى أساسها يقاتل الفلسطينيين وعلى أساسها يفاوض الفلسطينيين وعلى أساسها تكون الدولة وتكون القدس وتكون الأمة العربية أمة واحدة.Akkad_price@yahoo.com