خبر : بوش يكشف السر../ الرئيس الامريكي السابق يكشف النقاب: "اسرائيل هي التي قصفت المفاعل في سوريا"../ بدون أسرار../معاريف

الأحد 07 نوفمبر 2010 11:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
بوش يكشف السر../ الرئيس الامريكي السابق يكشف النقاب: "اسرائيل هي التي قصفت المفاعل في سوريا"../ بدون أسرار../معاريف



 ما حصل في سماء سوريا في 6 ايلول 2007 يعزى في العالم منذ ثلاث سنوات للجيش الاسرائيلي. فحسب منشورات اجنبية، حلّقت طائرات سلاح الجو فوق مفاعل نووي أقامته سوريا في دير الزور شرقي المدينة وقصفته من ارتفاع عال، في ظل محوه من على وجه الارض وتدمير كل ما كان فيه، أغلب الظن، بداية برنامج نووي سوري. في اسرائيل حرصوا على الحفاظ منذ ذلك الحين على صمت صاخب: القيادة السياسية رفضت تأكيد التفاصيل، وسائل الاعلام الاسرائيلية طولبت بالحفاظ على الغموض التام وأحد لم يؤكد في العالم بأن مثل هذا الهجوم وقع بالفعل. والآن، بعد ثلاث سنوات من الليلة إياها، يُصدر الى النور زعيم العالم الحر حتى وقت قصير مضى السر الذي في اسرائيل لا يزالون يرفضون قوله علنا. "رئيس الوزراء اولمرت لم يطلب مني ضوء اخضر وأنا لم أُعطه له"، كتب الرئيس الامريكي السابق جورج بوش في كتابه الجديد الذي سيصدر هذا الاسبوع في الولايات المتحدة. "فقد فعل ما اعتقد انه صحيح لأمن اسرائيل. تنفيذ الهجوم أعاد لي بعضا من الثقة التي فقدتها في قدرة الجيش الاسرائيلي في أعقاب النتائج غير المرضية لحرب لبنان الثانية". حجوم هجوم سلاح الجو الاسرائيلي في سوريا، والذي وقع حسب منشورات اجنبية في ايلول 2007، بدأت تنكشف بالتدريج فقط في اثناء الاسابيع التالية للحدث. نحو يوم كامل مر منذ التقرير الاولي عن هجوم غريب في سوريا حتى نشر النبأ الاول عن ذلك في وسائل الاعلام العربية. وبعد اسبوع ونصف الاسبوع من ذلك فقط نشرت صحيفة "واشنطن بوست" بأن هدف الهجوم الاسرائيلي كان منشأة نووية بنتها سوريا بمساعدة كوريا الشمالية. وبعد نحو شهر سمحت الرقابة العسكرية بالنشر في أنه بالفعل كان هجوم في سوريا، ولكنها رفضت اضافة تفاصيل. في جهاز الأمن ادعوا بأن تأكيد اسرائيلي للهجوم في الاراضي السورية كان من شأنه أن يؤدي الى رد انتقامي والى تدهور شامل في المنطقة. الفصل موضع الحديث في كتاب السيرة الجديد للرئيس السابق "نقاط حسم" وصلت نسخة منه اول أمس لوكالة "رويترز" للانباء، يشكل إطلالة نادرة على طريقة اتخاذ القرارات قبل الهجوم على المنشأة النووية السورية في ايلول 2007 ويشير الى الآلية بين الزعيمين، ولكنه يكشف أساسا النقاب لاول مرة عما اعتُبر حتى الآن سرا تاما. بوش، كما يكشف النقاب في كتابه، علم من اسرائيل لاول مرة قبل بضعة اشهر من ذاك القصف بـ "منشأة مشبوهة ومخفية جيدا في المنطقة الصحراوية في شرقي سوريا". المنشأة، كما يضيف تبدو مشابهة لتلك التي تبيّنت كمفاعل نووي في كوريا الشمالية، وعليه فقد ثار الاشتباه بأن هذه محاولة لتطوير سلاح نووي بمساعدة الديكتاتورية من الشرق. وسرعان ما تحدث مع رئيس وزراء اسرائيل، اهود اولمرت، هاتفيا للبحث في النتائج المقلقة. وقالت مصادر امريكية خدمت تحت ادارة بوش ان "المكالمة الهاتفية جرت بينه وبين اولمرت في حوالي شهر تموز 2007. في اثناء تلك المكالمة كان في الغرفة كل كبار رجالات الادارة". في اثناء المكالمة ناشد اولمرت صديقه: "يا جورج، أرجوك، إقصف المنشأة". فرد بوش عليه: "الهجوم على دولة سيادية دون تحذير مسبق أو مبرر يمكن أن يؤدي الى رد فعل مضاد شديد. لا يمكنني أن أبرر مثل هذا الهجوم، إلا اذا أشارت اجهزة استخباراتي صراحة الى أن الحديث يدور عن خطة لانتاج سلاح نووي". أما اولمرت فلم يُخف استياءه من القرار وردا على ذلك قال لبوش بصراحة: "استراتيجيتك غير مقبولة علي". "يوجد لاولمرت بيضات" وكما أسلفنا يكشف بوش النقاب عن أنه قبل الهجوم الاسرائيلي حاول اولمرت الاستعانة به وبجيشه في تنفيذ الهجوم. وتعقيبا على ذلك كتب الرئيس السابق انه فحص الامكانية مع قمة مستشاريه الأمنيين وفكر ببدائل مختلفة، بما فيها ايضا امكانية ارسال قوة سرية خاصة تقتحم المفاعل – وهي عملية رُفضت بسبب التخوف من مخاطرة كبيرة تكمن في التسلل لقوة امريكية الى قلب سوريا. وحسب المحافل الامريكية، ففي نهاية المطاف قبل الرئيس موقف وزيرة الخارجية في حينه، كونداليزا رايس، التي فضلت خطوة دبلوماسية على الخطوة العسكرية لوقف المشروع النووي لدمشق. أما اولمرت، خائب الأمل، حسب تلك المحافل "فخاف أن تكون الخطوة الدبلوماسية مع سوريا تُدار بالشكل الذي أُديرت فيه الاتصالات الدبلوماسية مع ايران وخاف من التسويف. وعليه فقد ابلغ بوش بأن اسرائيل تأخذ لنفسها حرية العمل بمعالجة البرنامج النووي السوري حسب ما تراه مناسبا". وأضافت المحافل بأنه في نهاية المكالمة توجه الرئيس لرجاله وقال انه يُقدر اولمرت لموقفه المصمم في الموضوع وأمر بتجميد الخطوة الدبلوماسية الامريكية الى أن تعالج اسرائيل الموضوع كما طلب اولمرت. وحسب هذه المصادر، فان الرئيس، الذي كان معروفا بمحبته لرئيس الوزراء الاسرائيلي، توجه لرجاله وقال لهم بالانجليزية: "That’s why I like this guy - He has this kind of balls "، وهو يشير بيديه بحركة تصف "البيضات الكبار". قرار بوش الامتناع عن كل عمل لوقف البرنامج النووي السوري يمكن أن يثير التساؤل، ولا سيما على خلفية حقيقة ان الرئيس الامريكي كان في حينه في نهاية ولايته الثانية وانه في ذات الفترة لم يتردد في ارسال قرابة 200 ألف جندي امريكي الى افغانستان والعراق – حيث، كما هو معروف، لم يُعثر حتى الآن على آثار لسلاح للدمار الشامل. حسب منشورات اجنبية، وحسب غير قليل من التلميحات من محافل اسرائيلية رفيعة المستوى، ففي السنوات الثلاث التي مرت منذئذ، قررت اسرائيل في نهاية المطاف أخذ مصيرها بيدها والعمل لوحدها. كتاب بوش يؤكد الآن لاول مرة العملية إياها. "اسرائيل لم تطلب ضوءا اخضر لتنفيذ الهجوم، بل فعلت حسب فهمها"، قال بوش، وأضافت مصادر امريكية: "الولايات المتحدة وُضعت في الصورة بأثر رجعي فقط، عندما لم يكن الرئيس حتى في الولايات المتحدة بل في زيارة سياسية في استراليا". وأفادت مصادر من مكتب رئيس الوزراء السابق أمس بأنها لا يمكنها أن تعلق على ما نُشر.