خبر : لماذا ينتقل حوار المصالحة الفلسطينية من سورية؟ .. بقلم: زياد ابوشاويش

السبت 23 أكتوبر 2010 02:38 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا ينتقل حوار المصالحة الفلسطينية من سورية؟ .. بقلم: زياد ابوشاويش



طلبت حركة فتح عبر رئيس وفدها لحوار المصالحة نقل الجولة التي كان من المفترض عقدها بدمشق في العشرين من تشرين أول الجاري إلى مكان آخر دون إبداء أسباب منطقية، غير أن مصادر في الرئاسة الفلسطينية أرجعت السبب لخلاف في وجهتي النظر بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في قمة سرت حول صلاحيات لجنة المتابعة العربية فيما يخص المفاوضات بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، وأكملت هذه المصادر أن حديث الرئيس الأسد بخصوص ضرورة التركيز على المقاومة في الشأن الفلسطيني كنصيحة قدمها للجانب الفلسطيني لاقت استنكاراً من الرئيس الفلسطيني الذي أشار لذات الأهمية للمقاومة في الجولان المحتل. الحقيقة التي لابد من قولها أن تأجيل المصالحة كان أمراً متوقعاً لأسباب عديدة ليس أهمها قصة قمة سرت بين الرئيسين، بل إن هذه المسألة استخدمت ذريعة لهذا التأجيل واستطراداً طلب تغيير مكان اللقاء المذكور. وحتى تكون الأمور واضحة ولا يتم تسويق القضايا على غير حقيقتها فإن موقف الرئيس الأسد من صلاحيات لجنة المتابعة العربية هو موقف سليم ولا غبار عليه وليس لهذا علاقة بكون القضية الفلسطينية قضية عربية لأنها كانت عربية على الدوام، لكن منذ أراد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية تغطية موقفه المرفوض شعبياً ومن كل الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية تجاه مفاوضات عبثية ولا فائدة منها وتدمر آخر ما بقي لنا لجأ إلى لجنة المتابعة التي  لا تملك بالفعل حق التدخل في شأن هو من أخص خصوصيات منظمة التحرير الفلسطينية ولجنتها التنفيذية مع احترام رأي وموقف الحركات والفصائل خارج هذه المنظمة،وأن عمل لجنة المتابعة قد حدد أساساً لموضوع المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل التي لم تجد آذاناً صاغية من تل أبيب فتحولت إلى لجنة فتوى في الشأن الفلسطيني مع الأسف. من جانب آخر كانت الرئاسة الفلسطينية حين تشعر أنها في حاجة للتغريد خارج السرب العربي تقوم بالحديث المكرر والممل عن استقلالية القرار الوطني الفلسطيني الذي كان دوماً غير مستقل عن تأثير عرب أمريكا عليه. وفي الجانب الآخر من التوضيح ليس من ضرر في أن ينصح الرئيس الأسد أو غيره من الرؤساء العرب بالتركيز على المقاومة فهذا أمر طبيعي في ظل إخفاق الطريق الآخر الذي يسجل فشلاً إثر فشل منذ تسعة عشر عاماً، ولماذا تصبح نصيحة الرئيس الأسد تمس كرامتنا بينما نصائح الدول الحليفة لأمريكا بضرورة الانصياع للشروط المذلة للولايات المتحدة والدولة العبرية لا تمس هذه الكرامة المزعومة. إن من يتابع السياسة التي تنتهجها القيادة الفلسطينية تجاه الصراع مع العدو الاسرائيلي يدرك عمق الهوة الفاصلة بين أحلام وطموحات الشعب الفلسطيني الذي قال عنه السيد رئيس السلطة الفلسطينية أنه يملك القدرة على المقاومة أضعاف ما يملكه الاخرون وبين السلوك والتكتيك السياسي لقيادته في رام الله، هذا السلوك والتكتيك الذي جعل من كلفة الإحتلال هي الأقل في تاريخ الاحتلالات كما قال الرئيس عباس ذاته. إن حرص سورية العربية على كرامة الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية المتمسكة ببرنامج العودة والتحرير والدولة المستقلة هو أمر لا شك فيه ويلمسه كل متابع محايد وكل من عاش في سورية العربية من أبناء فلسطين وفصائلها الوطنية والاسلامية. إذن بعد هذا ماذا بقي لتوضيح تأجيل متوقع؟ الباقي يعرفه شعبنا كله حيث لن تقبل الولايات المتحدة أية مصالحة فلسطينية لا تمنح إسرائيل اعترافاً صريحاً، أضيف إليه قصة يهودية الدولة ليصبح كذلك متفهماً من الولايات المتحدة الأمريكية. لقد دعونا حماس لتوقيع الورقة المصرية دائماً والاتفاق مع باقي الفصائل وخاصة حركة فتح على معالجة نقاط الخلاف بعيداً عن أي نظام عربي، وحين جاء اللقاء الماضي كنا ندرك أهميته للطرفين إعلامياً على الأقل، كما كنا نعلم أنه لا نية صادقة لدى طرفي الخلاف في هذه المصالحة التي تأخرت كثيراً رغم حاجتنا الماسة لها. أما شرط تغيير المكان فهو غير مفهوم ولا مقبول، ويجب ألا يحول دون استمرار السعي لانجاز مصالحة جدية حتى نتفرغ لأخطار تحدق بالقضية، وشرط تغيير المكان ليس له ما يسنده في الواقع ويسيء لعلاقة منظمة التحرير والسلطة بسورية، والافضل عقد الحوار في دمشق لسبب واضح وهو أن سورية أحرص من أي دولة عربية على هذه المصالحة ونجاحها وهي الأقدر على الدفع بهذا الاتجاه...فهل ننهي بحكمة وحصافة عقدة المكان التي صنعناها؟. Zead51@hotmail.com