خبر : فتح تعمل على دق اسفين بين حماس الداخل والخارج ..وزير الاعلام الاردني السابق "القلاب" : حماس وافقت على توقيع ورقة المصالحة رغبة في حضور مشعل قمة سرت

الخميس 14 أكتوبر 2010 02:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
فتح تعمل على دق اسفين بين حماس الداخل والخارج ..وزير الاعلام الاردني السابق



عمان / وكالات / قال وزير الاعلام الاردني السابق "صالح القلاب" ان هدف حركة حماس من الموافقة على ورقة المصالحة المصرية كان حضور رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل القمة العربية بـ"سرت" الامر الذي رفضه الرئيس عباس بشدة . وقال القلاب في مقال نشرته صحيفة الشرق الاوسط اللندنية ان " جولة مفاوضات المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية من جانب حركة «حماس» كان لغاية حضور مشعل لتلك القمة بينما كانت غايتها من قبل حركة «فتح» دق إسفين بين حماسيي قطاع غزة وحماسيي دمشق على اعتبار أن هناك تعارضات وخلافات حقيقية وفعلية بين هذين الطرفين كتجسيد لتأثيرات الجغرافيا السياسية التي يخضع لها كل طرف. ويضيف القلاب "مع اقتراب موعد انعقاد قمة «سرت» أبدى خالد مشعل أمام رئيس عربي متأرجح، لأسباب تتعلق بظروف بلده الداخلية، بين ما يسمى تيار الاعتدال العربي وما يسمى تيار «المقاومة والممانعة»، استعداده لتوقيع ورقة المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية التي أعدتها مصر بعد جهود مضنية بالفعل بحذافيرها «مع تثبيت بعض الاعتراضات غير الأساسية» في ورقة خارج إطار النص المتفق عليه". ووقال ان "هذا الرئيس العربي بحاجة، لأسباب داخلية، إلى القيام بدور يتعلق بالقضية الفلسطينية في هذا الوقت بالذات فقد بادر إلى إبلاغ مصر بهذا التطور الهام فتم الإعداد وبسرعة للقاء الذي تم في مكة المكرمة بين مشعل ورئيس المخابرات المصرية عمر سليمان والذي أسفر عن الاتفاق على استئناف المفاوضات المتوقفة بين حركتي «حماس» و«فتح» وعلى أن تجري هذه المفاوضات في دمشق لضمان مباركة سورية لهذه الخطوة التي جرى توقيتها لتأتي عشية انعقاد قمة «سرت» العربية الأخيرة". وتابع "ان حركة «فتح»، التي كانت تنتظر أي فرصة سانحة لدق إسفين بين «حماس» الداخل و«حماس» الخارج والتي أرادت أيضا أن تهز العصا في وجه بنيامين نتنياهو لإلزامه بوقف الاستيطان لإطلاق المفاوضات المباشرة، فقد بادرت وعلى الفور إلى الترحيب بهذه المبادرة وانتدبت عضو لجنتها المركزية عزام الأحمد ليقوم بهذه المهمة مع الإعلان مسبقا وعلى لسان الأحمد نفسه أنها ترفض أي تعديل على النص الذي تضمنته الورقة المصرية". وواصل "هكذا فقد انطلقت المفاوضات في دمشق وسط ابتهالات الذين لا يعرفون الحقائق وسادت قناعة لدى هؤلاء وغيرهم بأن الوضع الفلسطيني اقترب من لحظة الوقوف على قدميه بدل الوقوف على رأسه وأخذ المتفائلون أكثر من اللزوم يتحدثون عن انتخابات فلسطينية رئاسية وتشريعية قريبة، كل هذا بينما واصلت «حماس» الداخل شتائمها لحركة «فتح» واتهامها بأنها، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تقوم باعتقالات في صفوف منتسبيها في الضفة الغربية وأنه على محمود عباس (أبو مازن) أن ينسحب من المفاوضات المباشرة وغير المباشرة". وكانت الخطة حسب القلاب من قبل «حماس»، بالتنسيق مع إيران ومع بعض الدول العربية «الممانعة»، تقضي بأن يدرج (أبو مازن) اسم خالد مشعل كنائب له في رئاسة الوفد الفلسطيني إلى القمة العربية وكان المقرر أن يصبح رئيس «حماس» نجم هذه القمة وأن يجري تكريسه عربيا كزعيم يحظى بمكانة رئيس فلسطين الراحل ياسر عرفات الذي كما هو معروف كان فرض فرضا في عام 1968 تحت وهج «الكلاشنكوف» كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية". وتابع "لكن كل ما كان يريده خالد مشعل والذين يساندونه لم يتحقق، وانتهى إلى الفشل الذريع. وذلك لأن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) رفض ضم رئيس حركة «حماس» إلى الوفد الفلسطيني الذي تقرر ذهابه إلى هذه القمة ما لم يوقع سلفا على الورقة المصرية وما لم يتخل عن اعتراضاته التي من بينها اعتراض يجرد منظمة التحرير من حقها، وفقا لمقررات قمة الرباط في عام 1974، في أن تكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني". وقال " فوجئ بعض العرب، الذين ذهبوا إلى هذه القمة وهم يشعرون بأنهم سيحققون انتصارا تاريخيا لـ«فسطاطهم» المقاوم والممانع بتكريس خالد مشعل في «سرت» زعيما بلا منازع ولا منافس للشعب الفلسطيني، بأن حصان رهانهم لم يصل إلى ميدان السباق فتصرفوا بنزق وصل إلى حد القول عن مسألة وقف الاستيطان والمفاوضات المباشرة بأنها شأن فلسطيني لا علاقة لهم به وإلى حد مقاطعة لجنة المتابعة العربية وعدم حضور اجتماعها الذي قرر كما هو معروف إعطاء الأميركيين مهلة شهر لإزالة العوائق التي تقف في وجه المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. كان هدف هؤلاء العرب هو هذا الهدف، أي تحويل القمة العربية إلى مثابة لتكريس خالد مشعل زعيما للشعب الفلسطيني، ولذلك فإنهم، بعد فشل هذه المحاولة، قد تعاملوا مع كل البنود المدرجة على جدول أعمال هذه القمة بعدم اكتراث وكانت النتيجة أن انتهت قمة «سرت» بما انتهت إليه. وما انتهت إليه لا يمكن لأي كان أن يعتبره نجاحا حتى في الحدود الدنيا". واضاف "ربما أنه لا ضرورة للتطرق للأجواء المكفهّرة التي سادت هذه القمة والتي تمثلت في عدم مصافحة بعض الرؤساء لزملاء لهم أو التحدث إليهم ولكن من الضروري الإشارة إلى أن اقتراح إعطاء الجامعة العربية اسما جديدا هو الاتحاد العربي قد فشل وأنه لم يتم تحقيق أي شيء من «منظومة العمل العربي المشترك» التي كانت أقرتها اللجنة الخماسية التي كانت تقرر تشكيلها لإصلاح هذه الجامعة، وإن البديل عن هذا كله جاء بمثابة صيغ فضفاضة كالحديث عن ضرورة الإسراع في تحقيق كونفدرالية عربية «والاندماج الاقتصادي وصولا إلى وحدة اقتصادية»!. وقال "ان ما هو شبه مؤكد أن الاجتماع المقرر عقده في دمشق في العشرين من هذا الشهر بين «فتح» و«حماس» قد لا ينعقد، وأنه إذا عقد فإنه سينتهي إلى ما انتهت إليه مفاوضات واجتماعات سابقة، إذ إن ما بين هاتين الحركتين الفلسطينيتين هو أزمة مزمنة ازدادت تأزما في ضوء فشل خالد مشعل في أن يكون نجم قمة «سرت» العربية وفي ظل ترسيخ صورة محمود عباس (أبو مازن) كزعيم للشعب الفلسطيني يتصف بالمرونة الشديدة لكنه في الوقت ذاته يرفض التفريط ويتمسك بحقوق شعبه على نحو يثير الإعجاب". واكد "كان «الممانعون» يتوقعون خضوع (أبو مازن) للإملاءات الإسرائيلية وقبوله باستئناف المفاوضات المباشرة دون التزام بنيامين نتنياهو بتجميد الاستيطان ولو لفترة ثلاثة أشهر جديدة. لكن هذا لم يحدث، بل إن الرئيس الفلسطيني بادر، في ضوء ما جرى في قمة «سرت» الأخيرة، إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددا وأعلن أنه يطالب، لاستئناف هذه المفاوضات، بتوقف شامل للعمليات الاستيطانية ودون أي سقف زمني".