خبر : ألغام متفجرة ...مصطفى إبراهيم

الخميس 07 أكتوبر 2010 01:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ألغام متفجرة ...مصطفى إبراهيم



أطراف المفاوضات الثلاثة تلعب على عامل الوقت ويحاول كل طرف تمديد الوقت لصالحه، الرئيس الفلسطيني محمود عباس أيضا يلعب على عامل الوقت حتى يوم الجمعة القادم الثامن من تشرين أول أكتوبر الجاري موعد اجتماع القمة العربية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلعب على عامل الوقت ويراهن على قرار لجنة المتابعة العربية الجمعة، وهو ملتزم بقرار عدم تمديد تجميد الاستيطان. الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يستطع مساعدة الرئيس عباس، وهو يساعد نتنياهو المستعد لقبول الثمن الذي ستدفعه الإدارة الأمريكية عبر الضمانات التي قدمها أوباما لنتياهو للموافقة على تمديد الاستيطان شهرين مقابل أن  تضمن وجوداً عسكرياً إسرائيلياً في الأغوار، وتزويدها بأسلحة متطورة، والاستمرار في دعم إسرائيل في مجلس الأمن التزاما بالوعد السابق بعدم سماح الإدارة الأمريكية بانعقاد مجلس الأمن ومناقشة القضية الفلسطينية أمامه بأي شكل من الأشكال. أوباما يلعب على عامل الوقت أيضاً، وهو ينتظر قرار لجنة المتابعة العربية الايجابي والضغط على الرئيس عباس بالعودة للمفاوضات لعدم وجد بديل آخر لديه، وبعد ذلك سنرى أوباما بعد الثاني من نوفمبر القادم، إن الخاسر الكبير سيكون الرئيس محمود عباس والقضية الفلسطينية، فالاستيطان سيستمر، وأوباما لن يقدم لعباس شيئاً. غالبية أعضاء الحكومة الإسرائيلية هم ضد تجميد الاستيطان حتى يوم واحد، الليكوديون يعارضون ذلك بشدة وهم أكثر تطرفا من أفغيدور ليبرمان ورئيس حزب شاس ايلي يشاي.أيهود باراك وحزبه في تدهور وهم غير مؤثرين في الحكومة ومع ذلك فهو ليس اقل تطرفا من السابقين وان كان بطريقة أكثر دبلوماسية.في إسرائيل بعض المعلقين الصحافيين يقارنون بين نتانياهو وشارون.الأخير من اجل تنفيذ خطة الفصل الأحادي الجانب في العام 2005، أقال وزراء، نتانياهو لن يستطيع إقالة احد، لا توجد له أكثرية في الحكومة، إذا كان يريد السلام عليه تغيير الحكومة، ولو كان غير موافق على ما ذكره ليبرمان، كان بإمكانه إقالته، لكنه لن يستطيع.الرئيس عباس حصل على تغطية من  اللجنة المركزية لفتح واللجنة التنفيذية لرفض العودة للمفاوضات من دون وقف التجميد، في طريقة لحفظ ماء الوجه وشيء من الكرامة للفلسطينيين، الرافضين للعودة للمفاوضات من دون مرجعية، ويبقى السؤال هل يستطيع الصمود والاستمرار في موقفه؟أوباما ساعد الرئيس عباس في الصعود عاليا على قمة الشجرة، ولم يقدم له شيئاً، ولم يمنحه سوى وعد برؤية فلسطين عضو في الأمم المتحدة العام القادم، وهو الآن لن يقدم له شئاً  سوى ممارسة مزيد من الضغط عليه بمساعدة الأصدقاء العرب المعتدلين. أوباما لن يمارس ضغطاً على نتنياهو  وهو يقدم له الإغراءات والضمانات، ولن يكون هناك جديد ولن يستطيع أوباما التوصل لحل خلال سنة، وحكومة بها نتانياهو وليبرمان ويشاي لن تقدم شيئاً للفلسطينيين.نتانياهو يريد المفاوضات للمفاوضات، والمفاوضات مولود ولد ميت، وليس المستوطنات وحدها التي تمثل فشلاً كبيراً للمفاوضات.وحسب المعلومات الصادرة عن مركز الإحصاء الإسرائيلي قدر عدد  المستوطنين في الضفة الغربية الآن بنحو 300 ألف مستوطن من دون المستوطنين في القدس، فكيف سيتم إجراء المفاوضات في ظل هذا الغول الاستيطاني؟ فملفات الحل النهائي كلها ألغام متفجرة، والمشكلة ليست تجميد الاستيطان من عدمه، وقضايا الحل النهائي، اللاجئين والقدس والحدود والأمن والمياه، جميعها ألغام متفجرة.إن إصرار الإدارة الأمريكية على ممارسة الضغط وابتزاز الفلسطينيين والتهديد والوعيد، والتفرد الأمريكي الإسرائيلي بالفلسطينيين واستجابة النظام العربي الرسمي للضغط الأمريكي والقبول بالشروط والاملاءات الإسرائيلية لتمديد الاستيطان مدة شهرين، يشكل خطراً كبيراً على القضية الفلسطينية ويعزز موقف إسرائيل وعنجهيتها وفرضها وقائع جديدة على الأرض من دون تقديم تنازلات مؤلمة كما يسمونها، هي حقوق للفلسطينيين.الوقت ليس في صالح الفلسطينيين والخاسر من اللعب على عامل الوقت والاستمرار في المفاوضات المباشرة وغير المباشرة هي القضية الفلسطينية، والعرب لن يقدموا للفلسطينيين سوى الضغط والنصائح بالعودة للمفاوضات الخيار الاستراتيجي لهم وللرئيس عباس، الذي اسقط  ليس خيار المقاومة المسلحة بل المقاومة الشعبية ايضاً؟ويبقى السؤال الكبير هل سيقدم الفلسطينيون على اتخاذ قرارات إستراتيجية تتعلق بمستقبلهم ومستقبل قضيتهم في ظل هذا الانحياز الكامل من الجانب الأمريكي وصمت المجتمع الدولي وتخاذل الموقف الرسمي العربي؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.ِِ mustafamm2001@yahoo.commustaf2.wordpress.com