خبر : محادثات الشرم:هل يمكن وكيف يمكن التقدم/بقلم: زلمان شوفال/اسرائيل اليوم 14/9/2010

الثلاثاء 14 سبتمبر 2010 11:22 ص / بتوقيت القدس +2GMT
محادثات الشرم:هل يمكن وكيف يمكن التقدم/بقلم: زلمان شوفال/اسرائيل اليوم 14/9/2010



مع الاجتماع في شرم الشيخ يثار للنقاش سؤال جدي وهو هل برغم التصريحات والكلام اللطيف، الموجه في الأساس الى العنوان الأمريكي، يوجد لنا في الجانب الفلسطيني شريك حقيقي في السلام؟ "شريك"، أي مشارك هدفه كهدفنا – أي انهاء الصراع الذي عمره مئة سنة؟ شريك يدرك أن كل تسوية يجب ان تقوم على مصالحات من الجانبين؟ اذا اردنا الحكم على حسب تصريحاتهم المعلنة، وعلى حسب الاقوال التي يقولونها في الغرف المغلقة فان الجواب هو لا. وكما قال في هذه الايام عوديد عيران، الذي رأس فريق التفاوض الاسرائيلي في السلام في مدة حكومة ايهود باراك (وكما يستطيع أن يشهد كاتب هذه السطور بناء على تجربته للتفاوض مع الفلسطينيين أيضا)، لم يغيروا أي واحد من مواقفهم المتطرفة. لا في شأن اللاجئين ولا في شأن القدس ولا في شأن الحدود. ولا في أي موضوع جوهري في الحقيقة وفيه بطبيعة الأمر الاعتراف بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي. بل إنهم زادوا مواقفهم تطرفا وبخلاف توجههم في "انابوليس"، مثلا، يطلبون اليوم تجميدا مطلقا لكل بناء اسرائيلي في "المناطق" وفي القدس على أن ذلك شرط سابق لمجرد حضورهم التفاوض. ليس الفلسطينيون هناك البتة. أي أنهم ما زالوا يعملون تحت انطباع أن عليهم فقط أن يتقبلوا وأن اسرائيل هي التي يجب ان تعطي. بالمناسبة، في شأن البناء وانهاء "التجميد"، ربما كانت صيغة ما في هذا السياق، وهي صيغة وزن رئيس الحكومة  تبنيها، تستطيع ان تحل "العقدة" لولا أن مضى وزير من وزراء اسرائيل ونشرها علنا، لأن نشرها السابق على الناس أحدث صعوبة سياسية للاشخاص الثلاثة الذين يمسون الأمر وهم اوباما وأبو مازن ونتنياهو. على كل حال حتى لو وجدت طريقة للتغلب على هذه العقبة، فان عناد الفلسطينيين وتأميلهم مبادرات أمريكية تكون أسهل عليهم مما هي على اسرائيل، لا يترك مجالا واسعا للتفاؤل. والمثال على ذلك هو تصريح الرئيس اوباما عن أنه يجب ان يبدأ التفاوض بقضية الحدود كما يطلب الفلسطينيون.يناقض ذلك الموقف الاسرائيلي المنطقي وهو أنه ينبغي في البدء نقاش قضايا الأمن. فكل مسألة الحدود بين اسرائيل والكيان الفلسطيني المخطط له متعلقة تعلقا مباشرا بقضية الأمن (وأدرك هذا أيضا صاغة القرار 242 عن مجلس أمن الامم المتحدة فيما يتعلق بالحاجة الى حدود آمنة). لا يوجد لنقاش قضايا الحدود أي صلة قبل أن يتفق على المسائل الأمنية وأن تثبت لامتحان عملي فوق الاتفاق عليها. حاول ايهود باراك في زمانه اقناع الجمهور الاسرائيلي بأن المقترحات البعيدة المدى التي آثارها في مؤتمر كامب ديفيد وطابا ترمي الى امتحان ياسر عرفات. بعبارة أخرى لو وقع عرفات على الوثيقة المطلوبة لأعطي كل ما طلبه تقريبا.  يسلك نتنياهو سلوكا مختلفا: يجب في الحقيقة محاولة أن نقدم الان اطارا لتسوية في المستقبل، لكن كل مرحلة في هذه التسوية ستكون متعلقة بالتنفيذ أي بوفاء الفلسطينيين بالتزاماتهم.