خبر : العملية التي تستهدف احراج السلطة/بقلم: آفي يسسخروف وعاموس هرئيل/هآرتس 1/9/2010

الأربعاء 01 سبتمبر 2010 10:55 ص / بتوقيت القدس +2GMT
العملية التي تستهدف احراج السلطة/بقلم: آفي يسسخروف وعاموس هرئيل/هآرتس 1/9/2010



 عملية اطلاق النار الاجرامية أمس شرقي الخليل لا يمكن أن تعتبر مفاجئة. فقد كان لحماس دافعا عاليا لاحراج السلطة الفلسطينية عشية بدء المحادثات المباشرة في واشنطن. حديث قصير مع اعضاء الوفد الفلسطيني في واشنطن أمس يبين ان المهمة قد تحققت بالفعل: فقد بدوا في حالة ضغط، غاضبين وعالمين بالاثار الشديدة التي قد تكون للحدث على محادثات السلام وعلى قدرتهم على المناورة حيال اسرائيل. واضافة الى ذلك سعت حماس الى تقويض القمة في الولايات المتحدة وارسال مذكرة اليمة للادارة الامريكية ولحكومة اسرائيل بانه من أجل حل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني يجب ادراجهم في كل صفقة من أي نوع.  الناطقون بلسان حماس والجهاد لم يترددوا أمس في تمجيد منفذي العملية وبنتائجها اساسا. لهذين الفصيلين تقاليد طويلة من عمليات الطرق من هذا النوع عشية قمم سلمية هامة. هكذا حصل ايضا في اثناء مؤتمر مدريد، في فترة اتفاقات اوسلو وحتى حول قمة انابوليس في 2007. فقط في بداية الاسبوع تجول رئيس الاركان، الفريق غابي اشكنازي، في قيادة المنطقة الوسطى وقال لقادة الالوية ان يؤكدوا يقظة قواتهم، خشية ان يكون هناك من يحاول التشويش على استئناف محادثات السلام.  الذراع العسكري لحماس اخذ على عاتقه أمس المسؤولية عن العملية. الناطق بلسان حماس في غزة سامي ابو زهري، قال ان المنظمة تثني على الهجوم وترى فيه ردا طبيعيا على "جرائم الاحتلال". في الاشهر الاخيرة مارست قيادة حماس في غزة وفي دمشق، ضغطا على الخلايا في الضفة لاستئناف العمليات بهدف الاثقال على السلطة الفلسطينية واثارة التوتر من جديد بينها وبين اسرائيل. قبل شهرين فقط انكشفت شبكة كبيرة لحماس في جنوب جبل الخليل، "خلية غافية" انبعثت الى الحياة، اعضاؤها مشبوهون بقتل شرطي اسرائيلي وبعملية مشابهة على ذات الطريق، بمسافة بضع كيلو مترات من مكان العملية امس. وبالتوازي سجلت أيضا محاولة من حماس لاثارة هياج في الضفة ضد السلطة، ولا سيما حول مسألة السيطرة على المساجد وقرار حكومة السلطة منع كبار رجالات حماس من القاء الخطب في المساجد ايام الجمعة.  القتل أمس يدل على ما يبدو بانه لا تزال لدى حماس قدرة على المبادرة الى عمليات مركبة نسبيا، في مستوى تنفيذي عال في الضفة، رغم الاعمال شبه الوحشية لاجهزة السلطة ضد المنظمة. اجهزة الامن في اسرائيل وفي السلطة تدير الان سباقا ضد الزمن بهدف الوصول القتلة في موعد قريب من انعقاد القمة في واشنطن هذا المساء. يمكن التقدير بان مستوى التعاون الاستخباري العالي نسبيا الذي يظهر بشكل عام، هجر أمس بقدر ما في صالح محاولة كل طرف الوصول اولا الى المشبوهين.  العملية لا تدل على استئناف الهجوم الاجرامي في الضفة، رغم ان الحديث يدور عن الحدث الاصعب هناك منذ عدة سنوات. السلطة هي ايضا ستبذل الان جهدا لتهدئة المنطقة ومنع مزيد من الاحداث التي من شأنها ان تحرجها حيال اسرائيل. المخاطرة الاساس في الايام القريبة ترتبط بالتوتر بين السكان، اليهود والعرب – في الخليل، حيث الاجواء فيها مشحونة على أي حال على خلفية استئناف المحادثات المباشرة.  يمكن أن نتوقع محاولة من المستوطنين لاخراج "رد صهيوني مناسب" في شكل بؤرة استيطانية في منطقة العملية، على خلفية القمة وموعد انهاء تجميد البناء. في سيناريو أخطر، تحتمل ايضا عمليات انتقامية ضد الفلسطينيين، او عمليات "شارة ثمن". قيادة المستوطنين ربطت منذ أمس بين قتل اربعة من سكان بيت حجاي والواقع السياسي والامني الاوسع. فالى جانب الطلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الغاء مشاركته في القمة، انطلقت فورا مطالبات باستئناف البناء في الضفة واعادة اغلاق الطرق امام حركة الفلسطينيين والتي اتاح فتحها بزعم المستوطنين تنفيذ العملية.  بالنسبة للقيادة العليا في الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية فان هذا اختبار مركب، في مدينة معقدة للغاية بالنسبة للسيطرة في الضفة. قائد اللواء الجديد نسبيا في الخليل، العقيد جاي حزوت، سيكون مطالبا بان يظهر كل قدرته كي يهدىء الخواطر في المدينة. سلسلة القيادة فوقه اكثر تجربة منه في اوضاع مشابهة، ويتعين عليها ان تبدي مشاركة عن كثب في المجريات.  بالنسبة لاصحاب القرار في الجانب الاسرائيلي والفلسطيني يدور الحديث الان عن مهمة ليست اقل سهولة: مواصلة خطة القمة دون تفجير المحادثات قبل أن تبدأ. يحتمل أن يكون هؤلاء واولئك ايضا يفهمون بان في نهاية المطاف بانه اذا ما انهوا المفاوضات في الايام القريبة القادمة، فان الامر سيخدم المخربين الذين قتلوا الاسرائيليين الاربعة امس في جنوب جبل الخليل.