خبر : الذاكرة الفلسطينية..إبراهيم ابو النجا

الثلاثاء 17 أغسطس 2010 01:45 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الذاكرة الفلسطينية..إبراهيم ابو النجا



لعلنا كفلسطينيين أول من اجترحوا هذا العنوان أو هاتين الكلمتين . وإذا كان غيرنا أتى على ذكر الذاكرة ككلمة . إلا أنها لا تحمل المدلول الذي أردنا أن تحمله ذاكرتنا نحن . ولكن لماذا ؟ لأن : الذي دعانا لهذا الهم الوطني الكبير والمؤامرة التي استهدفت وجودنا على أرضنا . برنامج الأخ ماهر شلبي على فضائية فلسطين ، وفيه يجول عبر مخيماتنا كلاجئين فلسطينيين في أصقاع العالم ، ليس حبًّا في التجوال ، لأنه مل السفر من بلد إلى أخر ومن عاصمة جميلة إلى أجمل . إذن هو الباحث والمفتش والمراقب والمختبر ، والقلق والخائف والحريص . كل هذه الصفات تقرأها وترتسم على محياه . يحاول أن يخفي ألمه وحزنه ويكظم غيظه . يخفي ألمه وحزنه على ما الم بأبناء شعبنا من عملية تجهيل بوطنهم . ويكظم غيظه على السياسيين كافة على اختلاف تلا وينهم ، على السلطة الوطنية الفلسطينية بمؤسساتها ، على منظمة التحرير الفلسطينية بدوائرها . على الفصائل والحركات والجبهات ، ومنظمات حقوق الإنسان ، ولا أدري هل يطال منظمات المجتمع المدني كلها أم بعضها شيء من ذلك ؟ سأل الأخ  / ماهر شلبي أكثر من شاب فلسطيني وأكثر من رجل ، وسيدة ، وطفل وطفلة ، عن أسماء قرى تابعة لكبريات المدن الفلسطينية . جاءه الجواب سلبيًّا قياسًا بما يجب أن يكون عليه ، خاصة ونحن نحمل مفاتيح بيوت هذه القرى والمدن التي هجرنا منها . ترى . هل يكفي أن نحفظ رقم القرار ألأممي الذي يكفل لنا حق العودة؟  العودة لأي شيء ؟ والمفتاح لأي شيء ؟ أليست العودة للبيوت والقرى والمدن والمضارب ؟ بلا ولكن ما اسم هذه القرى ، والمدن والمضارب ؟ الخوف كل الخوف أن تصدق مقولة الصهاينة القائلة : الكبار سيموتون ، والصغار سينسون . وسيسدل الستار على الشعب الفلسطيني . نذكر جميعًا رفضنا التوطين والتعويض ، والتهجير الثاني أو الثالث وسياسة التذويب ، والدمج والإلحاق ، وعبرنا عن ذلك بفعاليات متعددة الأشكال ، منذ أن حلت النكبة وحتى يومنا هذا . ولكن من لم يعش في قريته أو مدينته ، أو ضيعته في فلسطين لا يستطيع أن يأتي على وصف بعض منها ؟ لا ننكر دور الأجداد والآباء والمحدثين ، والعنعنة أي عن فلان ابن فلان ، أنه قال عن فلان ابن فلان وكفى ، كما لا ننكر بعض المؤسسات ولكن هل وصلت مؤسساتنا التعليمية والإعلامية والثقافية والفنية ، أن تضطلع بدورها إزاء قضية شغلت بال العالم أجمع ؟ ألسنا في صراع مع الصهاينة على حقنا في أرضنا ؟ لماذا يقبع مناضلونا العظماء في زنازين الاحتلال ؟ لأنهم يرفضون التنازل ، ويصرون على حقهم في عودتهم إلى أرضهم ، ويجاهرون بأنهم قاوموا الغزاة حتى تتحقق حقوق شعبهم في العودة . في الذكرى الخمسين للنكبة شكلت لجنة عليا لإحياء الذكرى والذاكرة . ولا يعلم إلا الله كم هدرت من الأموال من أجل احتفالات دام بعضها نصف ساعة ، وضاعت الذكرى والذاكرة . أعود للحديث عن البرنامج اليومي حول فلسطين تاريخًا وجغرافيا ، والذي يقدمه الأخ / ماهر شلبي فأقول : أخانا المناضل الأستاذ ماهر : لقد فجرت قنبلة في الذاكرة الفلسطينية ، فإمًا أن تعي وتتوعى ذاكرة القائمين على كل شيء ، أو تنفجر وتتطاير ، ولكن الشيء المهم كذلك ، وهي نصيحة :  خذ حذرك ، فقد وضعت نفسك موضع استهداف ، وما تقوم به عمل بطولي ومقاومة حقيقية ، كما أود أن أحيط بك علمًا ولا أقول أحيطك علمًا ، فهذا خطأ شائع وما أكثره . بأن راتبك مستهدف وأرجو أن لا تكون موظفًا لدى سلطتنا العظيمة . لأن أي تقرير كاذب ، كفيل بأن يقضي على مستقبل أي شخص . رغم كل ذلك أيها الماهر : اجهر بصوتك ولا تخش لومة لائم . فالكل مقصر ومنشغل في شأنه الخاص ، وسيحفظ لك هذا الدور الوطني الكبير في تلميع الذاكرة ، كما كان يرددها الشهيد ياسر عرفات رحمه الله .