خبر : مبادرات حسن النية..! د.هاني العقاد

الجمعة 30 يوليو 2010 02:40 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مبادرات حسن النية..!  د.هاني العقاد



يوجد في مفهوم الصراع العربي الإسرائيلي أي مفهوم سياسي لمصطلح مبادرات حسن نية ,ولا أي مفهوم سياسي تحت مسمى حسن النية , فلا داعي للإسرائيليين لان يثبتوا حسن نيتهم تجاه الفلسطينيين فنيتهم معروفة للجميع واختبرها جميع أبناء الشعب الفلسطيني , وعرفوها منذ زمن وورثوها جيل بعد أخر قبل النكبة وبعد النكسة ,قبل انتفاضة الأقصى وبعدها , قبل السلام وبعد السلام . إن الصراع الفلسطيني لإسرائيلي فاق حدود حسن النوايا وابتعد عنها كثيرا وقد وصل حدود النهب والسرقة والاستيطان وانتهاك حقوق المدنين الفلسطينيين في كل مكان , إن الصراع بدأ يتحول فيمراحله الحالية إلى صراع عقائدي معقد ,لان الكيان الصهيوني مصر على تصفية أي تواجد عربي فلسطيني إسلامي أو مسيحي بالبلدة العتيقة " القدس , ارض الإسراء والمعراج وارض الشرف العربي وارض التاريخ الحقيقي للأمة العربية , مفتاح الحرب والسلام بالمنطقة" , ولعل التحول في الصراع كان سببه الرئيسي المساعي الصهيونية لإخلاء البلدة القديمة من التواجد العربي الفلسطيني والتخطيط لإحداث انهيارات مدمرة بالمسجد الأقصى عبر الحفريات الحادثة الآن أسفلة. إن محاولات إسرائيل الحالية لنقل المفاوضات مع الفلسطينيين إلى المرحلة المباشرة هي محاولات غير قائمة أساسا على استحقاقات سياسية حدث خلال مرحلة المفاوضات السياسية الغير مباشرة والسابقة و من هذه الاستحقاقات اعتراف إسرائيل و حكومتها الحالة بقبول العيش بدولة مجاورة مع دولة الفلسطينيين واعتراف إسرائيل بحدود الدولة الفلسطينية والقبول بقوات دولية لحماية هذه الحدود خلال المرحلة الحالية من التفاوض والمراحل المستقبلية لإرساء دعائم الدولة الفلسطينية المستقلة لضمان نموها واستقلاليتها وبعدها عن مكر والتخطيط اليهودي الاستيطانيالصهيوني المخيف . لقد حاول نتنياهو مع الرئيس حسني مبارك خلال المفاوضات الأخيرة بين الطرفين التأثير على الرأي المصري بقبول الضغط على الفلسطينيين باعتبار مصر حاضنة السياسية الفلسطينية وحاضنة القضية الفلسطينية بكافة عناصرها وتعقيداتها ,واليوم حاول نتنياهو مرة ثانية مع القيادة الأردنية أيضا باعتبار أنها قادرة على لعب دور هام في مسيرة السلام للضغط على الفلسطينيين, وكان من محاولاته أن عرض بعض الجوانب التي تعتبر في وجهة نظرة مبادرات حسن نية لإغراء الأخوة في القيادتين المصرية و الأردنية مناقشة أمر المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين و الضغط عليهم ,ولا يعرف هذا المتطرف القاتل اللعين الأخوة في القيادتين المصرية والأردنية يعرفوا أن مبادرات حسن النية ليست من السياسية في شيء ,فهي تدخل في وقف إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي تمارس ضد الفلسطينيين و منها الحصار والإبعاد والإغلاق بالحواجز العسكرية , فلا يمكن أن تشجع هذه المبادرات على جسر الفجوة العميقة بين الطرفين لان ليس فيها نوايا حسنة .أن القضية الحالية التي لا تجيز لنا كفلسطينيين القبول بالتفاوض مباشرة هي أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا توجد لديها أي نوايا سلام حقيقية ونواياها السياسية يجب أن تسبق التحول إلى المفاوضات المباشرة وتأتي في صورة نوايا سياسية حقيقية كالاعتراف بالحدود الخاصة بالدولة الفلسطينية حدود دائمة و تحديد المساحة المتاحة لتولى السلطة الفلسطينية الأمن داخل وخارج حدود هذه الدولة , ولعل اشتراط نتنياهو قبول الفلسطينيين البدء بمفاوضات مباشرة مع حكومته لتقديم مبادرات حسن نية يعتقد من طرفة أنها هامة للفلسطينيين يعنى أن هذا السياسي الوقحعاد لحالة الابتزاز المعهودة التي تنتهجها إسرائيل والتي على خلفيتها ستقوم بوقف إجراءات احتلالية إجرامية محضة لا علاقة لها بالحل السياسي , و إن قبل الفلسطينيين بهذا الشرط فأنهم بذلك يكونوا قد تنازلوا عن أهم الأمور السياسية والتي هي استحقاقات مقابل حزمة صغيرة من التسهيلات لحياة الفلسطينيين وهذا في نظري يعتبر تقدم إسرائيلي محسوب بسحب أوراق سياسية هامة من أيدي الفلسطينيين تستخدم بقوة في المفاوضات المستقبلية . اعتقده أن الفلسطينيين يدركوا حالة مبادرات حسن النية هذه ويدركوا أن القضايا الرئيسية كالحدود والأمن والاستيطان وحركة التهويد بالقدس والمعابر أصبحت تحتاج إلى حسم سياسي قبل الانتقال لمفاوضات قد تطول , ومن خلال الإدراك الفلسطيني هذا فان المفاوض الفلسطيني يستطيع اعتبار المفاوضات مراحل كل مرحلة تعتمد على سابقتها و وصولهم إلى مرحلة تثبيت الحدود أصبح الآن واستحقاقه أصبح شيئا هاما من خلاله يمكن فحص النوايا الإسرائيلية الحقيقية للرغبة بإنهاء الصراع والتنازل عن الحقوق الفلسطينية المغتصبة . إن بقاء الطرف الثالث الآن بالمفاوضات أمر هام لان حالة الدفع بالمفاوض الإسرائيلي لتقديم استحقاقات سياسية تدفع المفاوضات إلى الأمام مسؤولية الطرف الثالث الذي يحاول التملص من الدور الذي يلقي على عاتقة , ولعل النظرية التي تصدق في هذا المجال أن قوي الاحتلال لا تتنازل بمحض إرادتها عن حقوق الآخرين بدون ضغط من قبل طرف مؤثر كالولايات المتحدة الأمريكية لأنها القوة الداعمة لبقاء إسرائيل دولة محتلة قوية قادرة في المنطقة العربية , لذا فان الأمريكان كطرف أساسي بالمفاوضات يتحملوا مسؤولية نجاح المفاوضات و تتحمل مسؤولية استصدار وتنفيذقرار دولي لقوات حماية دولية لحدود الدولة الفلسطينية المؤقتة وكافة ضواحي القدس ضمن حدود هذه الدولة وإلا فان حالة التفاوض الحالية ستبقي أدنى من المستوي السياسي المطلوب وتبقي تتراوح بين مبادرات حسن نية وتوسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية لمناطق فلسطينية أخري تستبيحها إسرائيل بالقوة العسكرية . Akkad_price@yahoo.com