خبر : حروب اليهود ميزان الرعب/بقلم: ايتان هابر/يديعوت 21/7/2010

الأربعاء 21 يوليو 2010 11:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حروب اليهود ميزان الرعب/بقلم: ايتان هابر/يديعوت 21/7/2010



 في بداية السبعينيات كان للموقع أدناه الشرف، والمسرة اساسا، لان يكون شريكا في البرنامج التلفزيوني الاسطوري في حينه "حياة كهذه". أحد البرامج الاولى كرس لشلومو غورين الحاخام الرئيس للجيش الاسرائيلي ومن الشخصيات الصهيونية الدينية. ومع صاحب البرنامج، عاموس اتينغر، جئنا الى بيت دافيد بن غوريون في تل أبيب كي نصور ونسجل فتوى وقصص الحاخام. ويمكن لي أن اشير كم كنا متأثرين: ليس كل يوم يلتقي المرء مع رجل اسطورة في حياته. بعد أن نصبنا الكاميرا، وجهزنا الميكروفوات، سألنا بن غوريون عن الحاخام غورين.  فرد بن غوريون: "أوه، غورنشيك (اسم غورين قبل ان يتحول الى اسمه العبري) حاخام عظيم، حاخام طيب جدا. ها هي مثلا حفيدتي ارادت ان تتزوج. هي ليست يهودية، كون امها ليست يهودية. ذهبنا الى حاخام ما رفض تزويجها. توجهنا الى حاخام آخر، وهو ايضا رفض. وغيرهما رفضوا. توجهنا الى الحاخام غورين وبسرعة فائقة جعلها يهودية". في تلك الايام، وفي هذه الايام ايضا، كان قول كهذا لبن غوريون يسقط حكومات. اما نحن، في اجواء تلك الايام فقد أخذنا جانب الحذر على سبيل النزاهة ولم نبث ذلك. ولعلنا هكذا منعنا سقوط حكومة في اسرائيل.  مسألة التهويد هي اللغم الذي ينتظر كل حكومة منذ يوم قيام الدولة تقريبا. ويكاد يكون كل رؤساء الحكومات في اسرائيل اتخذوا جانب الحذر الشديد من مغبة الدوس على هذا اللغم، الذي معناه الحقيقي هو انشقاق وشرخ في الشعب اليهودي. وأي رئيس وزراء اسرائيلي يرغب في أن يدخل التاريخ كمن مزق الشعب اليهودي؟  لنبدأ من النهاية: برأي الموقع أدناه لم تقم ولن تقوم في دولة اسرائيل، على الاقل ليس في المستقبل المنظور، حكومة تغير، تبدل، تستبدل طريقة التهويد، الا بتعديلات طفيفة. وكنت أخاطر فأقول انه لم يولد بعد رئيس وزراء في اسرائيل يدس يده في عش الدبابير هذا. فهل بيبي نتنياهو، مع نواياه الطيبة، سيحاول تعديل قانون التهويد؟ أيها الرفاق الاعزاء انه ليس انتحاريا شيعيا. منذ بداية الحركة الاصلاحية (المانيا، بداية القرن التاسع عشر) وقيام أسس الحركة المحافظة (المانيا وشرقي اوروبا، بداية القرن العشرين)، فانهما تشكلان هدف موضعي لليهودية الارثوذكسية التي ترى فيهما عدوا بكل معنى الكلمة. الاصلاحيون، الذين يدعون بان اليهودية ليست معرفة في الفقه، والمحافظون، الذين يسعون الى الحفاظ على الفقه ليس في صورته الارثوذكسية، هم منذ نحو 200 سنة عنوانا لعداء شديد – فاليهود يحتاجون دوما الى احد ما يكرهونه. يهود ارثوذكسيون كثيرون لا يرون في الاصلاحيين والمحافظين اخوانا يهودا. والاسوأ من ذلك، في حالات عديدة يفضل الارثوذكسيون الاغيار التامين على من يسير مثلهم الى كنيس يهودي في ليل السبت. يسير؟ يسافر! تفو! للحرب بين الارثوذكسيين وبين الاصلاحيين والمحافظين وجوه عديدة. الحرب مستمرة، مع لحظات هدنة، منذ لحظة قيام ذاك التيارين في اليهودية، ولكن قيام دولة اسرائيل وجه المعارك اللانهائية هذه، بالاساس لكن وليس فقط، الى موضوع التهويد، الذي يطرح الان مرة اخرى على جدول الاعمال في اعقاب اقتراح النائب دافيد روتم. أعتقد ان ليس لهذا الاقتراح أي احتمال في أن يقبل، وهو مجرد فصل حزين آخر في "حرب اليهود". وكل ذلك لماذا؟ لانه نشأ ميزان رعب: الاصلاحيون والمحافظون يشكلون أغلبية أبناء الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة. نحن نحتاج الى هؤلاء اليهود كالهواء للنفس. في الجانب الاخر من الميزان توجد الاحزاب الدينية في اسرائيل، التي تمسك الحكومة في الاماكن الاكثر حساسية ورقة. كل رئيس وزراء اسرائيلي، وبالتأكيد بيبي نتنياهو (الذي احدى زوجتيه كانت امريكية، جوديت)، يعرف بانه اذا استجاب لمطالب الارثوذكسية في اسرائيل للتهويد فانه سيفقد ملايين اليهود الامريكيين. من هو المجنون الذي سيحاول حل مثل هذه المشكلة الصعبة؟ وبالتالي فانها لن تحل، أغلب الظن ليس في عصرنا.