خبر : في قارب واحد/بقلم: ليندا منوحين/معاريف 10/6/2010

الخميس 10 يونيو 2010 02:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
في قارب واحد/بقلم: ليندا منوحين/معاريف 10/6/2010



جلس تركي على السطح ودعا الله أن ينزل عليه من خيراته. تجلى له ملك ووعده بأن يحقق كل مطلوبة، بشرط أن يوافق على أن يحصل جاره اليوناني على ضعف ذلك. طلب التركي من الملك أن يقلع عينه حتى يفقد الجار بصره. هذه نكتة معروفة مشهورة، لكنها تنطبق على هذه الأيام انطباقا حسنا. أن سلوك حماس في حادثة الأسطول البحري يلائم فهم التركي في الحكاية التي أمامنا.ما هي الفائدة المحسوسة التي حدثت لسكان غزة من فكرة الأسطول كلها؟ على حسب شهادة عضو اللجنة المركزية في فتح في مقابلة صحفية مع وكالة الأنباء الألمانية، لم يكن يوجد أصلا نقص من المساعدة الإنسانية لغزة: "فالسلطة الفلسطينية تهتم كل يوم بنقل مائتي شاحنة من الغذاء والسلع والوقود من طريق المعابر لا من طريق رفح". ومن الفضول أن نذكر أن هذا يتم بمساعدة حكومة إسرائيل. يمكن أن نرى شهادة على ذلك في هذه الأيام، بتأخر كبير، في الصور التي تنشر في مواقع الانترنت أيضا. إن شهادة رجل فتح لبنة أخرى في إطلاق دعايات حماس الكاذبة، والتي أفضت سياستها الساخرة إلى تنظيم الأسطول الدولي "لكسر الحصار الإنساني عن غزة". لو أرادت حماس كسر الحصار عن غزة، لوجدت في جعبتها عدة حلول. تناول أحدها عبد الرحمن الراشد، وهو كاتب مقالات في صحيفة "الشرق الاوسط" التي تصدر في لندن: "لو أرادت حماس كسر الحصار عن غزة، لكانت أسهل الطرق تحرير جلعاد شليت". وهكذا، وإذا استثنينا الخطابة المميزة المعروفة في هذه الفرص، لم يغب عن نظر بعض وسائل الإعلام العربية الليبرالية أن الأسطول مشهد درامي وعملية صرف انتباه أخرى من منظمة متطرفة نجحت في تعويق جهود السلام وتضر بالدول المعتدلة في المنطقة. وهو يرى ان النتيجة لا تخدم حماس فقط بل معسكر اليمين في إسرائيل غير المعني من وجهة نظره في التنازلات من أجل السلام.تقوم حماس بكل ما تستطيع من أجل بلبلة العالم وأبعاد السلام . وهكذا تخلد معاناة سكان غزة، في حين تتمتع قيادة حماس بحياة الرخاء. يقول الراشد إنه بدل التوصل إلى تفاهمات مع فتح وتوحيد صفوف الشعب الفلسطيني، أصبحت حماس مستعدة للتضحية بمستقبل الشعب الفلسطيني عوض جلالة شأنها ومصالح قادتها. ليست إسرائيل وحدها. إلى جانب طلب إقامة لجنة تحقيق لتحقيق حادثة الرحلة البحرية تسمع عدة أصوات، لا في العالم الغربي وحده، تؤيد موقفنا. استصوب صحفي عراقي يعيش في الولايات المتحدة أن يكون مدافعا عن إسرائيل في هذه الأيام الصعبة. فقد كتب خضير طاهر تحت عنوان "أعلن تأييدي إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس" في موقع "ايلاف" الشعبي في العالم العربي، أنه كان لإسرائيل الحق التام في معارضة دخول أجانب غير معروفين بغير تفتيش جوازات سفرهم. وزعم أنه لا توجد دولة سوية تطاردها منظمات إرهابية تخضع لأسطول كهذا. وقد أعظم الأكراد الفعل إذ ردوا على التقرير الصحفي بسؤال: أكانت سفينة تحمل أعضاء من منظمة الـ "بي كي كي" الكردية تستقبل عند اردوغان بالزهور أم بإطلاق نار لا رحمة فيه.