خبر : دولة فلسطين الديمقراطية العلمانية حلم كيف يتحول لشعار ثوري يمكن تحقيقه؟ ..د.رباح مهنا

الأحد 30 مايو 2010 01:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT
دولة فلسطين الديمقراطية العلمانية حلم كيف يتحول لشعار ثوري يمكن تحقيقه؟ ..د.رباح مهنا



اطلعت على مقال الرفيق غازي الصوراني المنشور على موقع أجراس العودة بعنوان " ماذا بعد وصول حل الدولتين إلى أفق مسدود ؟" والذي يتوصل فيه إلى طرح هدف الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية المرتبطة بمحيطها العربي، مؤكداً أن صراعنا مع عدونا الصهيوني هو صراع عربي ضد الامبريالية والنظام الرأسمالي وركيزته " إسرائيل" ارتباطاً بدورها ووظيفتها في بلادنا.          في مقاله المذكور كثف الرفيق الصوراني حوارات ونقاشات تدور في الفترة الأخيرة داخل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبعض المهمتين اليساريين الفلسطينيين والعرب، وفي ذات الوقت فإن هذا الموضوع هو أحد المواضيع الرئيسية المطروحة على جدول أعمال مؤتمر الجبهة الشعبية السابع القادم. إن طرح هذا الشعار لا يعتبر فحسب استخلاصاً من تجربة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي اعتمدت المرحلية كأسلوب لتحقيق أهداف جزئية على طريق إحقاق الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، بل أيضاً، فإن طرح هذا الهدف يعتبر عودة إلى الروح الثورية التي ميزت الأحزاب والحركات الثورية العربية والفلسطينية في الخمسينيات والستينيات، حيث رفعت شعارات وحددت أهداف كبرى استندت إلى الواقعية الثورية والحلم الثوري المشروع. إن إعادة طرح هذا الهدف والشعار يعتبر محاولة ثورية لطرح بديل يساري ديمقراطي تقدمي كأحد المقدمات الرئيسية لتوحيد أوسع قطاع من شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية حوله. في إطار محاولة إغناء النقاش حول هذا الهدف والنضال من أجل تحويله من حلم ثوري إلى شعار ممكن تبنيه  من قبل العديد من القوى السياسية التقدمية العربية والفلسطينية، فإنني سأحاول طرح بعض الأسئلة المنبثقة عن طرح هذا الشعار، إذ أن الإجابة على هذه الأسئلة هي مهمة كل الثوريين واليساريين الماركسيين الفلسطينيين والعرب كما هي مهمة اليساريين على الصعيد الأممي، إن العمل على الإجابة على هذه الأسئلة والتساؤلات التي يبرزها طرح هذا الهدف بطريقة علمية موضوعية وبواقعية ثورية يعتبر مهمة ثورية عاجلة لتحويل الحلم إلى شعار يمكن تبنيه والعمل بموجبه، فما هي هذه الأسئلة والتساؤلات: التساؤل الأول: هل رفع هذا الشعار يعتبر هروباً إلى الأمام في مواجهة تعثر الحل المرحلي ( السلمي ؟؟) بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أم أن رفع هذا الشعار يستند إلى رؤية واقعية ثورية ناتجة عن ضرورة مراجعة العمل الفلسطيني والعربي في الحقبة الأخيرة ؟ وهل الواقع المعاش والمستقبلي المنظور يحمل في ثناياه العوامل الإيجابية الكامنة لإنجاح هذا الشعار؟. إن جوابي دون أي تردد وبكل وضوح معرفي يتلخص في كلمة واحدة هي: تعالوا نعمل معاً من أجل إنضاج هذه الأفكار. التساؤل الثاني: هل هناك قوى وأحزاب فلسطينية وعربية ما زالت تمتلك المقومات الثورية لرفع هذا الشعار، وهذا التساؤل يتبعه تساؤل آخر، هل الحالة الشعبية الفلسطينية والعربية قادرة على التجاوب مع أية قوى أو أحزاب ثورية ترفع هذا الشعار؟، وعند الإجابة على هذا السؤال يجب أن نراجع التجربة الثورية للشعوب العربية والشعب الفلسطيني، وكذلك يجب ألا تحجب حالة الإحباط التي تعاني منها الشعوب العربية وجود عوامل وتراكمات التغيير والثورة الكامنة في الظروف الموضوعية والذاتية التي تعيشها الشعوب العربية والشعب الفلسطيني. التساؤل الثالث: هل يمكن لرفع هذا الشعار من أن يكون شعاراً توحيدياً يستنهض كل القوى اليسارية والتقدمية والديمقراطية في الوطن العربي ؟، وهل يمكن ربط هذا الشعار بمشاكل وهموم الكادحين والفقراء في العالم العربي؟. ذلك أن هذا الارتباط الراهن والمستقبلي بالطبقات والشرائح الفقيرة والمضطهدة هو المحك الرئيسي لإنجاح هذا المشروع. التساؤل الرابع: ما هو مصير السلطة الفلسطينية التي انشئت بموجب اتفاقيات أوسلو، وهل رفع هذا الشعار يستوجب الاستغناء عن هذه السلطة ؟ وإذا كان الجواب على هذا التساؤل بنعم فما هي الإجابات التي ستطرح على تداعيات حل سلطة أوسلو والتي تمس حياة الغالبية العظمى من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل خاص؟ أما إذا كان الجواب لا، فالسؤال هو هل بإمكان القوى اليسارية والديمقراطية النضال من أجل تغيير هذه السلطة؟ التساؤل الخامس: ماذا بشأن أشكال النضال الفلسطيني ضد الاحتلال؟ وهل ستقتصر المقاومة بكل أشكالها على الضفة الغربية وقطاع غزة، أم أنها ستشمل كل فلسطين، إن الإجابة على هذا التساؤل يستوجب الإجابة على سؤال آخر وهو ما هي أشكال تنظيم الشعب الفلسطيني وأحزابه للاستجابة لأشكال النضال المتنوعة ؟. التساؤل السادس: ماذا بشأن المرحلية في النضال الوطني الفلسطيني ؟ وهل تحويل هذا الحلم الثوري إلى شعار ثوري يقتضي إلغاء أو تجاوز المرحلية في النضال الوطني الفلسطيني، أم أن تحقيق ذلك يفترض التوقف عن منهج المرحلية الذي اتبعته القيادة المتنفذة في م.ت.ف منذ بداية السبعينيات حتى يومنا هذا.. ذلك الأسلوب الذي بات عبئاً على الأهداف الاستراتيجية ومعوقاً لتحقيقها، والذي أوشك على الإجهاض على الأهداف الاستراتيجية.. هل يمكن العمل وفق منهجية مرحلية تخدم وتدعم تحقيق الأهداف الإستراتيجية أم لا ؟   التساؤل السابع: ماذا بشأن م.ت.ف وهل من الممكن إعادة هيكلتها بطريقة ديمقراطية  تضمن إنتاج قيادة ثورية معبرة عن إرادة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، أم أن م.ت.ف وفق واقعها الحالي المأزوم، خاصة بعد اعترافها بدولة " إسرائيل" باتت غير قادرة أو مؤهلة على تحقيق هدف انتاج القيادة الثورية، وبالتالي ما هو البديل الوطني للمنظمة ؟؟ التساؤل  الثامن: هل يمكن إيجاد تحالفات عربية وإقليمية ودولية في المستقبل قادرة على دعم هذا الشعار؟ التساؤل التاسع: كيف يمكن مواجهة كل القوى التي تقف ضد هذا الشعار سواء كانت " إسرائيل" أو " أمريكا" أو " النظام الدولي المعولم" أو " الكثير من الأنظمة العربية الرسمية " ؟. إنني أطرح هذه التساؤلات ( وقد تكون هناك تساؤلات أخرى) منطلقاً من قناعتي أن رفع شعار الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية هو شعار ثوري يستند إلى الحقوق التاريخية والعدالة والتجربة الفلسطينية والعربية في الصراع العربي الصهيوني، وفي ذات الوقت فإنه يستند إلى واقعية ثورية يمكن لها أن تبحث بروح ثورية عن الإمكانيات الكامنة لإنجاح هذا الشعار، عبر تفعيل العامل الذاتي( الحزب) للتقدم إلى الأمام. إنني أدعو كل المفكرين والثوريين العرب والفلسطينيين إلى التأمل في هذا الشعار والبحث الموضوعي والعلمي الدقيق في التساؤلات والاستعصاءات التي تواجهه حتى نجد لها حلولاً وذلك على طريق إيجاد بديل ثوري حقيقي يمكن له أن يعبر عن مصالح الجماهير العربية والفلسطينية ويمكن له في ذات الوقت أن يتمكن من تحفيز وتثوير هذه الجماهير وقواها الفاعلة وفق طرح الرفيق الصوراني حول أنوية الكتلة  التاريخية في الأقطار العربية تمهيداً لوحدة الحركة الماركسية العربية.  ( انتهى) 29/5/2010 ·        عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.