خبر : المتضامنة بيانكا.. د. هاني العقاد

السبت 01 مايو 2010 02:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
المتضامنة بيانكا.. د. هاني العقاد



  المتضامنة بيانكاد. هاني العقادليست الوحيدة التي جاءت إلى فلسطين في هذا الزمان لتتضامن مع أبنائه وترفع العلم الفلسطيني في وجه الاحتلال , ودباباته ومجنزراته وجرافاته ومدافعة ,وليست الوحيدة التي تؤيد وتدعم حق الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم وحقوقهم ,وليست الوحيدة التي تناضل من اجل الفلسطينيين , فقد كانت قبلها الشهيدة البطلة راشل كوري التي قطعتها جنازير الجرافات الإسرائيلية في رفح وهي تجتز بيوت الفلسطينيين المدنين ,فمازال العديد من أصدقائي المتضامنين يعملون بالخارج علي حشد الرأي العام لدعم حقوق الشعب الفلسطيني ,فمنهم من يشكل جبهة لمقاطعة البضائعالإسرائيلية , ومنهم من يدعو لمسيرة تضامن ومناصرة ومنهم من يتحدث أمام تكتل الأحزاب السياسية ,ومنهم من يجمع التوقيعات ويرسلها إلى خارجية بلادة لتطالب إسرائيل بوقف الانتهاكات المتكررة لحقوق الشعب الفلسطيني في القدس,وغزة وجنين و بيت لحم , لكنها المتضامنة الوحيدة التي تميزت عنهم وسعت للبقاء في غزة لتشارك في المسيرات الاحتجاجية على الحدود والتي أصابها جيش الاحتلال الصهيوني عن قصد , فقد قصد أصابتها في ساقها ليمنعها من القدوم والتضامن مع الشبان والمزارعين الفلسطينيين الذين منعوا من الوصول إلى أرضهم و الذين تهدد حياتهم النيرانالإسرائيلية كلما اقتربوا من أرضهم , فإسرائيل تمنع أي من المدنين من الاقتراب مسافة 300 متر من الحدود مع غزة و بالتالي فان العديد من المزارعين فقدوا لقمة عيشهم في هذا المناطق وباتوا بلا ارض لان الاحتلال صنع منها حزام امني له .بيانكا زامت من تلك الجزيرة القريبة من رائحة غزة البرتقالية العتيقة ,قصدت الذهاب إلى البحر مع الصيادين الفلسطينيين ليصطادوا السمك من البحر الفلسطيني بلا رصاص , بيانكا التي أنهت دراسة الماجستير في الجامعات البريطانية مؤخرا تري أن انه من الصعب على العالم الذي أصبح قرية صغيرة إن يستمر في تجاهل الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لاسيما بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ومشاهد الموت المؤلمة التي دخلت كل منزل في شتى أنحاء الكرة الأرضية , وكان لها الحق في العمل و الحياة كباقي بنات جيلها و التدرج في الوظائفوالمراكز ببلدها قبل أن تلتحق بأحدي الجمعيات التي تعني بحشد تضامن دولي للمقاومة الفلسطينية السلمية و تعني بمناصرة مقاومة الفلسطينيين للحصول علي حقوقهم المسلوبة و إقامة دولتهم المستقلة , و كان بإمكان هذه المتضامنة و غيرها ممن عذبهم ضميرهم الإنساني أن تذهب لحياتها الخاصة و تتجاهل أيضا مشاعر شعبا يعاني ويلات وبطش الاحتلال الصهيوني دون مشاركة ,فأثرت على نفسها العيش مع أصحاب الحق المسلوب ومشاركتهم همومهم وعزابهم وحصارهم وأهات جراحهم, بل وجعلت من دمائها بصمة حرية على الأرض الفلسطينية لترافق و تختلط بدماء كل الشهداء والمصابين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين بعمق هذه الأرض المباركة. هذا العمل الإنساني الراقي الذي تقوم به المناضلة بيانكا والعديد من المتضامنين الأجانب من كل أنحاء العالم بالضفة الغربية وغزة يساوي الكثير في نظري ونظر كل الفلسطينيين وخاصة في زمن افسد فيه الانقسام مقاومة الشعب الفلسطيني و توارت فيه المقاومة المسلحة وسعي الاحتلال لترويضها بعد أن انخرط قادتها في السياسية والحكم, اليوم يتجه الفلسطينيين إلى هذا النوع من المقاومة متفقين ومتوافقين سعيا لتحقيق منجزات وطنية , كنت وما زلت أؤمن بالمقاومة بكافة أشكالها لتحرير الوطن السليب و إقامة الدولة الفلسطينية, و كنت أؤمن بان الحق لن يعود إلابالقوة لأنه سلب بالقوة ولا اعرف لماذا يريد العالم إثبات أن هذه النظرية خاطئة إلى حد ما ..؟, ويقبل بالقوة لان تكون قوة الجماهير وقوة الإرادة الشعبية وقوة التماسك الشعبي دون سلاح...؟ لو كانت بيانكا فتاة عربية لما فكرت في القدوم إلى فلسطين والانخراط في العمل المقاوم ,خاصة في هذا الزمن الرديء من الانقسام الفلسطيني والعربي لان الكثير من الشباب العربي ذاته لا يأبه بقضية الفلسطينيين ومعاناتهم ليس لنقص في شخصه حاشا لله ,بل لان تربيته السياسية قصد بها الابتعاد عن القضية الفلسطينية الأم و قصد بها ملاحقة لقمة العيش بلا سياسة. لم يكن لبيانيكا التضامن مع الفلسطينيين و الشعور بمعاناتهم جراء الاحتلال البغيض فقط بل أنها اليوم بإصابتها هذه تحاول فضح سياسة الاحتلال الإسرائيلي تجاه الاحتجاجات والمسيرات الشعبية باستخدامهم الرصاص الحي والقاتل و ترد علي السفير الإسرائيلي في بلادها عبر الشبكة العنكبوتية الذي يتهم الفلسطينيين باستخدام أدوات عنيفة في المسيرة الاحتجاجية البعيدة تماما عن العنف عندما انطلقت من مخيم المغازي على الحدود الشرقية مع إسرائيل باستثناء بعض الحجارة التي قد يلقيها شبان ومواطنون وأصحاب أراضي ممنوعون لسنوات من الاقتراب من أملاكهمالتي دخلت ضمن المنطقة الحدودية الخطرة بعد صدور قرار إسرائيلي بإطلاق النيران نحو كل من يقترب من الشريط على بعد 300 متر. أن الدور الذي تقوم به بيانيكا و المتضامنين الأجانب الآخرين على طول جدار الفصل العنصري في بلعين و نعلين و ما جاورها من بلدات لهو دور أنساني راقي لا نملك إلا أن نحترمه و نقدره و نعتبره جهد يحتاج إلى دعم و تعزيز مرحلة بعد أخري لينموا و يكبر مسيرة بعد أخري لان تشابك الأيدي الدولية برفع علم فلسطين في وجه الاحتلال يعني بداية زوال الاحتلال و تراجعه عن اغتصاب الحقوق و ممارسة العنصرية التي سقطت في أكثر من موقع و ستسقط أيضا في فلسطين, وهي الرسالة الحقيقية لحكومة الاحتلال و جنود القتل الإسرائيلي بان اليوم المحتوم لزوالهم بات قريبا فالعالمبدا يصحوا شيئا فشيئا و أصحاب الضمائر الحرة ستأتي إلى الفلسطينيين لتقاسمهم المعاناة و العذاب وتقف معهم في وجه الاحتلال و تسقط العنصرية في فلسطين كما أسقطتها في الهند و جنوب أفريقيا و العديد من الأماكن في العالم.  Akkad_price@yahoo.com