خبر : المقاومة الشعبية ليست بديلاً ... مصطفى إبراهيم

الجمعة 02 أبريل 2010 11:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
المقاومة الشعبية ليست بديلاً ... مصطفى إبراهيم



استقبل الفلسطينيون في قطاع غزة أخبار العملية الفدائية شرق قرية عبسان الصغيرة التي قتل فيها جنديين إسرائيليين بفرح غامر، ما لبث أن تحول إلى خوف ورعب وتفكير في طريقة الرد الإسرائيلي على العملية، خاصة بعد السباق الذي جرى في تبني مسؤولية التنفيذ. يجري ذلك في ظل تصاعد الجدل حول وسائل المقاومة الذي يجب على الفلسطينيين تبنيها في المرحلة الجارية، حيث أعلنت حركة فتح على تبني خيار المقاومة الشعبية السلمية و دعمه وتعزيزه في مواجهة سياسة الاحتلال. خيار المقاومة الشعبية السلمية الذي تبنته حركة فتح في الضفة الغربية بمشاركة عدد من أعضاء اللجنة المركزية للحركة هو بمثابة حماية من الانزلاق الى العنف المسلح، ومنع الاحتلال لجر المقاومة الشعبية الفلسطينية إلى مواجهة مسلحة عبر المبالغة بالعنف الإسرائيلي في التصدي لهذه المقاومة، كما جاء على لسان عضو اللجنة المركزية للحركة نبيل شعث الذي أضاف "يبدو أن القيادات الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة تشارك في ضبط الأمور وعدم تحولها إلى مواجهة مسلحة وهو أمر لـم يكن موجوداً في الانتفاضة السابقة". هذه التصريحات تؤكد على أن خيار حركة فتح هو التفرد في قيادة الشعب الفلسطيني، وعلى عدم قدرة قيادة الحركة مغادرة نهج المفاوضات والركون الى الوعود الأمريكية المتلاحقة بإقامة الدولة الفلسطينية والرهان على الضغط الأمريكي على الحكومة الإسرائيلية، على الرغم من كل ما جري من فشل خلال السنوات الماضية، وما يجري من قتل وتهجير وإستيطان ومصادرة الأرض، وتهويد للقدس والمقدسات الدينية الإسلامية في الضفة الغربية، والمجازر الذي أرتكبها الاحتلال ولا يزال ضد الفلسطينيين في الضفة والقطاع المحاصرين. خيار المقاومة الشعبية من الواضح انه سيعمم أيضاً من قبل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية على جميع الأراضي الفلسطينية، حيث قامت الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني "المشكلة من فصائل هيئة العمل الوطني في قطاع غزة التابعة لمنظمة التحرير" الذي دشنته قوات الاحتلال على طول الحدود الشرقية مع قطاع غزة، وإستغلت هيئة العمل الوطني ذكرى إحياء ذكرى يوم الأرض لتنظيم مسيرات شعبية محدودة لمقاومة الحزام الأمني. وعلى الطرف الآخر من الوطن وعلى إثر التهديد الإسرائيلي بتوجيه رد قاس ضد قطاع غزة، قال رئيس الوزراء في حكومة غزة إسماعيل هنية، "أن الحكومة تجري حاليا اتصالات مع الفصائل للحفاظ على التوافق الداخلي حماية لشعبنا وتعزيزا لوحدته". وكان وزير الداخلية فتحي حماد قال الأسبوع الماضي "ان أشكال المقاومة تتغير بتغير الظروف".  يتبين أن حركة حماس ربما بدأت تدرك من خلال وجودها في السلطة ومن خلال سيطرتها على قطاع غزة أنها أخفقت في الجمع بين السلطة والمقاومة تحت الاحتلال، وهي بذلك تعمل على تبني خيارات أخرى للمقاومة للحفاظ على سلطتها لذلك فهي تمنع إطلاق الصواريخ من القطاع، وغضت البصر عن المسيرات التي نفذتها لجنة مقاومة الحزام الأمني في قطاع غزة خلال الفترة السابقة، لكنها لم تدرك بعد أهمية أن تكون جزءاً من إستراتيجية مقاومه رشيدة موحدة مع فصائل منظمة التحرير والمشاركة في اطر المقاومة الشعبية سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة. فالمقاومة السلمية الشعبية مهمة ولكن لا يجب ان لا تكون البديل عن المقاومة بأشكالها المختلفة، السياسية، الثقافية والاقتصادية والمسلحة، ضد الاحتلال ومشاريعه التصفوية، فالمزاج الشعبي في قطاع غزة أصبح ضد إطلاق الصواريخ، ويدرك الناس في القطاع أن مقاومة الاحتلال بإشكالها المختلفة مهمة، و ليس بناء على مزاج ورؤية حركتي فتح وحماس. وأن خيار المقاومة ضد الاحتلال، يكون من خلال توحيد وتنسيق العمل والفعل للمقاومة، وتشكيل مرجعية سياسية موحدة لها، و تغليب المصلحة الوطنية التي تتغنى بها حماس وفتح، وباقي الفصائل الفلسطينية تقتضي إنهاء الانقسام وضرورة الاتفاق على إستراتيجية مقاومه رشيدة للاحتلال في الضفة والقطاع والقدس ورفض شروطه والتصدي لمشاريعه من اجل إنهاء الاحتلال. Mustafamm2001@yahoo.com mustafa2.wordpress.com