خبر : المقاومة والمقاومة الشعبية السلمية .. سميح شبيب

الجمعة 02 أبريل 2010 03:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
المقاومة والمقاومة الشعبية السلمية .. سميح شبيب



اعتدنا على استخدام مصطلحات فضفاضة وحمالة أوجه، ما استجر تاريخياً ممارسات كان بعضها ضاراً ومؤذياً للغاية. عندما نتحدث عن المقاومة، نتحدث عن مصطلح غير محدد، ويمكن تفسيره باستخدام اساليب الكفاح المسلح في ظل المعطيات التي نعايشها، وقد يعني للبعض ارسال مقاتلين مفخخين الى شوارع مدن وبلدات اسرائيلية، وقد يعني لبعض الاوساط ممارسة كل ما يمكن ممارسته من اساليب مقاومة، ومنها: المظاهرات والاحتجاجات، ومنها ايضاً القيام بعمليات عسكرية داخل المدن الاسرائيلية. الآن، هناك اطلاق لمصطلحات على نحو المقاومة الشعبية، او المقاومة غير العنفية، او المقاومة السلمية، دون تحديد واضح لمدلولات تلك المصطلحات، ما يفسح في المجال دون تحديد الاداء الميداني.بداية، علينا ان نشير الى نقطة ذات اهمية فائقة، وهي ان اسرائيل، وفي ظل أزمتها السياسية الراهنة، تقوم بعمليات متتالية، بعضها مذل ومهين للسلطة وللفصائل وم.ت.ف، بعضها تضمن دخولاً للمدن الفلسطينية، واعتقال ناشطين، وبعضها تناول اعتقالات لمسؤولين، كان آخرهم عضو اللجنة المركزية لفتح عباس زكي (ابو مشعل). كل ما قامت به اسرائيل في هذا السياق، ومنها عمليات القتل بدم بارد، كان يهدف الى تحقيق شيء محدد، وهو استجرار الفلسطينيين لمعركة عسكرية مباشرة، تتفوق فيها اسرائيل، وتتمكن كما تمكنت في العام 2003، من تدمير قوة الأمن الفلسطينية. وكل ما هو فيزيائي متعلق بها، وبالمؤسسة الرسمية الفلسطينية، وهي لا تزال قادرة على تجيير ذلك كله لمصلحتها، وبوسائل سياسية وإعلامية لا نمتلكها!!هناك إقرار من لدن السلطة وغيرها، بأن الدخول الى المربع العسكري، سيعني حكماً دخولاً الى حالة انفراط الوضع القائم، وتشتت قوى الأمن الفلسطينية، بين خيارات شتى منها، بالطبع، الانزلاق في مهاوي الفوضى والجريمة، في ظل انفراط عقد السلطة.وهناك بحث وطني جدي، لشرعنة اساليب مقاومة، تتلاءم مع اوضاعنا وأحوالنا وطموحاتنا الوطنية، بحيث تأتي نتائجها ملائمة وخططنا التنموية، الهادفة الى اقامة الدولة الفلسطينية فوق اراضي الرابع من حزيران 1967، ووفقاً لمقررات الشرعية الدولية.كل شيء مباح ومشروع، دون الانزلاق في المربع العسكري الدامي، والمدمر لمجتمعنا الفلسطيني، دون جدوى تذكر.في سياق البحث الجاد عن الوسائل الناجعة للمقاومة، وبحيث يكون هناك اجماع وطني حولها، ومن الفصائل الوطنية لـ م.ت.ف، لا بد من اعادة استذكار الماضي منذ الانتفاضة الاولى، وحتى الآن، وبالتالي الاستفادة من تجارب الماضي، خاصة من تجارب الانتفاضة الثانية. كما يستدعي ذلك بالتالي، تحديد الاساليب الناجعة للمقاومة الشعبية والسلمية.لا شيء جاهزاً وفي متناول اليد، سوى تجارب بلعين ونعلين والمعصرة.. هذه التجارب الناجعة، التي آذت اسرائيل، وأخرتها عن طور التعامل المحدود معها، لدرجة اعلنت خلالها عن تلك القرى، مناطق عسكرية مغلقة!! كما جعلت من سمعة الجيش والممارسات الاسرائيلية سمعة موحلة، لدرجة ذكرت فيها بعض الاوساط الاوروبية بالممارسات العنصرية في جنوب افريقيا.تحديد مناهج المقاومة السلمية، يحتاج الى بحوث معمقة من جهة، والى اجماع وطني من جهة اخرى!!.