خبر : حريق منسق/بقلم: عاموس هرئيل وآفي يسسخروف/هآرتس 15/3/2010

الإثنين 15 مارس 2010 11:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حريق منسق/بقلم: عاموس هرئيل وآفي يسسخروف/هآرتس 15/3/2010



برغم ان اسرائيل أشعلت الأزمة الاخيرة حول القدس والبناء بها، ليست هي الوحيدة التي تسكب الزيت على الحريق. ان سلوك ادارة اوباما في الايام الاخيرة، ومسؤولوها الكبار ينافس بعضهم بعضا في التوبيخ العالمي لاسرائيل، يذكر بالمعاملة المتشددة على عمد لحكومة نتنياهو قبل نحو من سنة. والفلسطينيون هم الذين لا يضيعون فرصة لزيادة لهب  الحريق. صحيح ان رئيس الحكومة الاسرائيلي عاضدهم في قضية الحي وزاد رئيس بلدية القدس على ذلك، لكن السلطة تلعب ها هنا لعبة خطرة في الساحة الاشد اشتعالا – وهي القدس ولا سيما جبل الهيكل.  يتولى محمد دحلان وهو غير مشهور كزعيم ديني على وجه خاص، ملف القدس. ودعا حاتم عبد القادر وآخرون من فتح أمس عرب اسرائيل وسكان شرقي القدس للاتيان اليوم الى جبل الهيكل من أجل "دفع اليهود عنه". ويشتمل منشور وقعته "القوى الوطنية والاسلامية"، وهي جسم ركز في الماضي نشاط الانتفاضة الثانية ولم يعد موجودا اليوم بالفعل، على دعوة مشابهة. ورد في المنشور ان واحدا من كبار الحاخامات تنبأ في القرن الثامن عشر بأن افتتاح كنيس "الخراب" سيبشر بالافتتاح القريب للهيكل ولهذا يجب الدفاع عن المسجد الاقصى. أشك في أن يكون دحلان وعبدالقادر مشفقين من أن يكون "الاقصى على خطر"، كما يقول شعار الحملة الدعائية المتصلة للتيار الشمالي من الحركة الاسلامية في اسرائيل. سبب خطواتهما مختلف: فقد نظروا في فتح الى نجاح حماس في سرقة العرض من السلطة في ادارة النضال في جبل الهيكل في الاسابيع الاخيرة، في خوف واشفاق. ان نشطاء المنظمة الاسلامية في الميدان قادوا هذه المظاهرات. في هذه الاثناء اعتقلت شرطة اسرائيل كثيرا منهم  ويشعرون في فتح بأنه حان وقت استغلال النجاح. اذا كانت حكومة اسرائيل قد اصبحت كيسا لضربات البيت الابيض، فان جولة اخرى من العنف في جبل الهيكل ستخدم المصلحة الفلسطينية. تريد فتح ركوب النمر واستغلال المصادمات القادمة لحاجاتها. من أجل ذلك جمع عبدالقادر امس في فندق الامبسادور في شرقي القدس نشطاء كبار من فتح في المدينة وممثلين للتجار في البلدة القديمة. استقر الرأي في اللقاء على اضراب عام مدة ساعتين، يبدأ اليوم في الحادية عشرة صباحا. هذه هي ساعات خروج الطلاب من المدارس واقامة صلاة الظهر، وهذه خشبة عرض كاملة لبدء اعمال شغب جديدة بعد الظهيرة. عرف فندق الامبسادور لقاءات كهذه في الماضي. ففي ايلول 2000 عشية زيارة اريئيل شارون لجبل الهيكل، التقى هناك مسؤولو فتح الكبار في المدينة للتخطيط للاحتجاج على الزيارة التي أفضت الى نشوب الانتفاضة الثانية. يبدو ان اسرائيل لا تخاطر هذه المرة. فقد استجاب وزير الدفاع ايهود باراك توصية قيادة الشرطة ومد الاغلاق المضروب على الضفة لمنع دخول فلسطينيين من هناك لتعزيز اعمال الشغب في شرقي القدس. عمل باراك مخالفا توصية قيادة المركز وجهاز تنسيق العمليات في المناطق اللذين يعتقدان ان الاغلاق غير ضروري.  سقوط الموهيكاني الاخير في الوقت الذي تستعد فيه السلطة للمرحلة المقبلة من الصراع، وهي احتجاج شعبي يكون اكتساب مشايعة العالم به اسهل كثيرا مما يكون بالاعمال الانتحارية، قدمت حادثة في رام الله تذكيرا بأيام أخرى غير بعيدة كثيرا. فقد اعتقلت قوة من الشرطة الخاصة ماهر عودة، الذي يوصف بأنه آخر الموهيكانيين في شبكة ارهاب حماس في المدينة، المسؤولة عن قتل نحو من 70 اسرائيلي. كان عودة ابن السابعة والاربعين اليد اليمنى لابراهيم حامد، رئيس الشبكة الذي اعتقل في 2006. يصف مصعب يوسف، عميل الشاباك ("الامير الاخضر") عودة في كتابه على انه "اخطر حتى من حامد". عاش عودة مطلوبا عشر سنين، لكن الشوق الى عائلته اوقعه في الشرق. عندما بلغ الشاباك المعلومة الاستخبارية عن أن عودة سيأتي للقاء زوجته وأبنائه، استصرخ محاربو الشرطة الخاصة الذين سيطروا على المطلوب الكبير بغير معركة. لم يعمل عودة مثل مسؤولين كبار آخرين، اختاروا في منتصف العقد السابق القتال حتى الموت وعدم الوقوع في أيدي الشاباك. ربما يكون قد ضاق ذرعا بالهرب. وربما يفترض أن احتمالات اطلاقه في صفقة شليت افضل. في هذه الاثناء محي اسم آخر من قائمة المطلوبين في الضفة التي أخذت تتضاءل أصلا. فقبل نحو من عشرة أيام، في منطقة جنين، عثر الجيش الاسرائيلي على اثنين من بقايا الشبكة القديمة الفتاكة للجهاد الاسلامي في المنطقة. شعر الاثنان اللذان هربا من الاسرائيليين مدة سنين بأن الحلقة تضيق حولهما وسلما أنفسهما آخر الامر للسلطة الفلسطينية.