خبر : ايران والمسألة السياسية/بقلم: نداف ايال/معاريف 11/2/2010

الخميس 11 فبراير 2010 11:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ايران والمسألة السياسية/بقلم: نداف ايال/معاريف 11/2/2010



 ثمة نوع ما من الافتراض الخفي وكأن السياسيين يميزون بين قراراتهم الاستراتيجية واحتياجاتهم السياسية. كل سياسي سيدعي دوما بان شن الحرب او السعي الى السلام لا يأتي انطلاقا من مصلحة سياسية ضيقة بل من اعتبار وطني واسع. واذا ما هوجم، سيقول صاحب القرارات انه تسامى فوق الاعتبارات الشخصية واتخذ "القرار الصعب"، ذاك الذي من شأنه أن يمس به وبحزبه شخصيا، وقد فعل ذلك "في صالح الدولة". يمكن ان نسمي هذا الافتراض "ادعاء الموضوعية"، والحقيقة هي اننا جميعا مصابون به: كاسرائيليين، نحن بشكل عام نفترض فرضية طبيعية في أنه اذا اتخذ زعماؤنا قرارا معانيه وجودية، فانه يقوم على أساس اعتبار دقيقة للمصالح الامنية – السياسية العامة لدولة اسرائيل. وليس، لنفترض، البقاء السياسي الشخصي لذاك الرجل.  الاغلبية الاسرائيلية تقف بشكل عام الى جانب الزعيم الذي اتخذ "قرارا عظيما" – وليس مهما ان يكون الحديث يدور عن اتفاق سلام، حملة عسكرية او حرب. بعد زمن ما تأتي خيبة الامل، واحيانا تختفي الاغلبية. احيانا يتبين لنا بان القرارات الاستراتيجية كانت متسرعة بعض الشيء، وعندها نبدأ بالتشكيك في موضوعيتها. هكذا نصل الى الادعاءات على نمط "اولمرت انطلق الى حملة رصاص مصبوب لانقاذ حياته السياسية"، او "نتنياهو اعترف بدولة فلسطينية كمناورة سياسية تجاه الامريكيين".  لا يوجد موضوع في السياسة الاسرائيلية يعتبر موضوعيا اكثر من التصدي للنووي الايراني. من رابين وحتى نتنياهو، نفترض ان اصحاب القرارات عندنا يتصدون لتهديد النووي بشكل موضوعي تماما، ربما لان الحديث يدور عن تهديد هام بهذا المستوى. احدى الجمل المحببة على السياسيين الاسرائيليين هي "لا سياسة ولا احزاب في اسرائيل" في الموضوع النووي الايراني.  بمفهوم معين هم محقون: لا حزبا في اسرائيل وعلى ما يبدو أيضا بين الاحزاب غير الصهيونية، يعتقد بان النووي الايراني لا يشكل تهديدا على دولة اسرائيل. ومع ذلك، فايران هي موضوع سياسي من الدرجة الاولى. يمكن أن نسأل السؤال على النحو التالي: لا يوجد رئيس وزراء اسرائيلي يمكنه أن يخطب للامة، في يوم من الايام، وان يبلغها بان ايران تحوز سلاحا نوويا؟ هل يمكن لرئيس وزراء أن يبقى سياسيا اذا ما اتخذ قرارا – استراتيجيا، صعبا، ممزقا للقلب – في أنه رغم تحقيق الايرانيين للقنبلة، محظور توجيه الامر لسلاح الجو بتنفيذ هجوم؟ هذا سؤال هام. لا توجد هنا نية للتلميح بانه محظور على اسرائيل الهجوم؛ النية هي للتلميح بان اصحاب القرارات عندنا، احيانا، يفكرون بأنفسهم أيضا. أحيانا يفكرون بأنفسهم ولكنهم يؤمنون عن حق وببراءة بانهم يفكرون بالدولة.  كلنا، كما يمكن الافتراض، نريد تصفية او وقف المشروع النووي الايراني. كلنا نريد ان تتم المهمة من أجلنا – لا يهم اذا كان ذلك من خلال العقوبات ام من خلال هجوم عسكري تقوم به جهات اخرى. ومع ذلك، اذا وصلت اسرائيل الى لحظة الحسم، من المهم الا يعلق اصحاب القرارات عندنا لوضعية جماهيرية – سياسية يدفعون فيها الى قرار دراماتيكي بسبب الرأي العام. مثلما هو هام أن يكون رئيس الوزراء قادر، جماهيريا، على اتخاذ القرار بالهجوم على ايران، مهم أن يكون قادرا، جماهيريا، على اتخاذ قرار بعدم الهجوم على ايران، حسب الاعتبارات والتقديرات للوضع التي تعرض على الحكومة مع قدوم الوقت. في الموضوع الايراني "ادعاء الموضوعية" ملزم بان يكون اكثر من مجرد ادعاء.