خبر : يسار بلا قيم ومبادئ .. مصطفى الصواف

الثلاثاء 09 فبراير 2010 02:58 م / بتوقيت القدس +2GMT
يسار بلا قيم ومبادئ .. مصطفى الصواف



كشفت مسرحية انتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين التي جرت في رام الله، السبت الماضي، مواقف قوى اليسار الفلسطينية من الديمقراطية، التي لم تتعد شعارات ترفع من أجل المتاجرة والمزايدة، وخداع الرأي العام الفلسطيني، فهي في حقيقة الأمر لم تعد تحمل قيماً، أو مبادئ، وباتت مستهلكة لا تملك أمرها. من خلال الفعاليات التي نظمها جموع الصحفيين؛ للتعبير عن رفضهم لإجراء الانتخابات بقرار سياسي من حركة فتح، ودون اعتبار للصحفيين على مستوياتهم المتعددة وانتماءاتهم السياسية وغير السياسية، والتي طالبت بضرورة أن تجري الانتخابات في الضفة وغزة بالتزامن، ووفق الأصول المرعية من قانون، ونظام داخلي، وفتح باب التنسيب، والنظر في قوائم الصحفيين القديمة، وإيجاد لجنة تشرف على الانتخابات، وكان بعض قوى اليسار يشارك في تلك الفعاليات، بل كان صوت البعض منهم عالياً، ومنتقداً ما يجري، حتى أن الشعبية دعت إلى لقاء لعدد من الصحفيين المهنيين، والكتاب من أجل مدارسة الأمر، والاتفاق على إرسال رسالة إلى نقابة الصحفيين تبين أن الإجراءات المتبعة ليست قانونية، ولا دستورية، وهي مخالفة للقانون الأساس لنقابة الصحفيين، وأن هذه الانتخابات ستؤدي إلى زيادة الانقسام والتشرذم؛ لو جرت بالطريقة المعلن عنها. لم أكن مقتنعا بأن هذه المشاركة من عضو مكتب سياسي في الجبهة الشعبية لوقفة تضامنية في الجندي المجهول تعبر عن موقف رافض لإجراء الانتخابات، بقدر ما هي نوع من التساوق مع فكرة التضامن، والحقيقة أن هناك مشاركة ستكون من قبل الشعبية، والديمقراطية، والحزب؛ لأن من حدد الانتخابات أكد أنها ستجري على قائمة منظمة التحرير الفلسطينية، ومن أمر بذلك فتح، ومن قرر فتح، ومن شارك فتح واليسار، ولم يستطع اليسار أن يقول " لا "، لأن كلمة " لا " ستكلفه الكثير، وأقل الكثير هذا هو قطع المخصصات المالية الشهرية، التي تصرفها حركة فتح على اليسار، فكيف سيكون لها موقف مخالف لموقف فتح؟، ومن يملك المال يملك القرار، فالمال مال فتح، والقرار قرار فتح، ومن يمد يده لا يستطيع أن يفتح فمه؛ ليقول " لا ". والمحاصصة شعار رددته قوى اليسار ( الشعبية، والديمقراطية، والحزب)، وهي تتحدث عن الحوار الذي كان يجري بين كل من فتح وحماس، وعبرت عن رفضها لكل أشكال المحاصصة؛ لأنها منافية للديمقراطية في زعمهم، وبات هذا الشعار يتردد في كل مناسبة، وبدون مناسبة، وكأن فلسطين كعكة يراد تقسيمها بين فتح وحماس، ويخرجون هم من المولد بلا حمص!. واليوم تغافل قوى اليسار الصحفيين، وتخرج لهم لسانها، وتشارك في انتخابات النقابة، التي عدّتها بالأمس غير قانونية، وغير دستورية، وتعزيز للانقسام.  فلم تعد هذه الانتخابات مما يزيد الانقسام الفلسطيني، ولم تعد مخالفة للديمقراطية، وانتفت عنها صفة المحاصصة؛ لأن قوى اليسار باتت جزءاً منها، فأين القيم، والمبادئ التي ناديتم بها؟، وهل القيم والمبادئ تتبدل وتتغير بين لحظة وأخرى، وتكون حسب المقاس؟!. أين الديمقراطية التي تغنيتم بها؟، وأين ذهب الانقسام الذي تباكيتم عليه؟، أليس قصر الانتخابات على الضفة دون غزة هو تعزيز للانقسام، وترسيخ له، وهل مفهوم الانقسام بات مختلفاً، وله مقاس حسب الحال، كالديمقراطية الأمريكية والغربية، أو أن قانونكم تحكمه المصلحة، لا القيم والمبادئ، أين هي المصداقية؟، والشعارات التي رفعتموها يا من ادعيتم أنكم حراس الديمقراطية، وحراس الوحدة الوطنية؟!، ها أنتم تسقطون وشعاراتكم أمام أول امتحان، فكيف في الامتحانات الصعبة، والمصيرية كيف ستكون مواقفكم؟، وما هو الثمن الذي ترغبونه في المستقبل للمواقف والمبادئ؟.