خبر : ماذا بقي من المبادرة العربية للسلام؟/بقلم:زياد ابوشاويش

السبت 30 يناير 2010 08:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
ماذا بقي من المبادرة العربية للسلام؟/بقلم:زياد ابوشاويش



بحضور عدد من الباحثين والدارسين عقد مساء الخميس الثامن والعشرين من كانون ثاني بقاعة الشهيد فتحي الشقاقي بمركز يافا للدراسات ندوة بعنوان" ماذا بقي من مبادرة السلام العربية " وكان العنوان الرئيسي المرفوع لتشخيص الإجابة على السؤال هو " أن المبادرة ماتت وحان وقت إعلان وفاتها". تحدث في الندوة عدة باحثين ممن قدموا دراسات منهجية حول الموضوع وكذلك مداخلات من الحضور الذين كانوا في معظمهم من الوجوه الثقافية والفكرية المعروفة بمصر كما شارك من الفلسطينيين الأستاذ عبد القادر ياسين وزياد ابوشاويش. بدأ الكلام الدكتور فاروق العشري فلخص المسألة بأن الصراع مازال محتدماً وسعي العدو لتفتيت الأمة في دول عربية كثيرة يجري على قدم وساق وقد قال العدو الإسرائيلي على لسان باراك ونتنياهو أن المبادرة ولدت ميتة. وأنهى بتقديم نصيحة للعرب تقول بالاستفادة من العدو. وكان المتحدث الثاني الدكتور ضياء رشوان الباحث والمفكر والنقابي المعروف حين بدأ بالحديث عن أول مبادرة عربية بمشروع روجرز الذي قبلته مصر لهدف محدد ثم ما لبثت المبادرات أن توالت حتى مبادرة الملك عبد الله التي تبناها العرب في قمة بيروت 2002 وكانت هذه المبادرة للدعاية والإعلام فقط لذلك لم توصلنا إلى أي هدف. وكما نلاحظ فإن مبادرة أوباما للحل تظهر المسألة كما لو كان وقف الاستيطان هو الهدف. وأعقب السيد رشوان حديث المناضل اليساري إبراهيم بدراوي الذي أكد أن هناك تعمد للخلط بين السلام وبين التسوية السياسية، وقال أن الحكام المهادنين هم إفراز لطبقات تسرق أقوات الشعب ومن هنا فحين نتراجع متراً يتقدم العدو عشرة. وأجمل بالقول أن السلام يعني ان ينهي المعتدي أي إسرائيل وجوده في المنطقة وهذا يتأتى بالمقاومة وأن المبادرة صغرت الحقوق وجعلتها نزاعاً على حدود. السيد عبد العال الباقوري المفكر القومي تحدث عن وقف النجاح الصهيوني في المنطقة عبر وسائل متعددة وأشار في مداخلته لخلل في إدارة المفاوضات مع العدو وأنحى باللائمة على التراجعات العربية المستمرة وسخر من شعار السلام خيار استراتيجي مع عدو لا يحترم السلام. وذكر بكلام قاله وزراء خارجية مصر أثناء كامب ديفيد حين أكدوا جميعاً أن السادات قدم تنازلات خطيرة من أجل عيون الوسيط الأمريكي وكان ذلك عبثياً وكارثياً. بعد كلمة الباقوري تحدث عبد القادر ياسين الكاتب الفلسطيني والمؤرخ المعروف فكان شديد الاختصار بالقول أن إكرام الميت دفنه وهذه مبادرة ولدت ميتة وكان الهدف منها مداراة العجز العربي الذي تراءى بوضوح أثناء معركة جنين وحصار عرفات وقتله بعد ذلك. وذكر بالتدخل العربي عام 1936 لوقف أطول إضراب في التاريخ. كما نوه بمبادرات سعودية سابقة. تحدث بعده الكاتب والباحث زياد ابوشاويش فقال أن المبادرة العربية كانت حصيلة أفكار فلسطينية إسرائيلية أمريكية صاغها الصحفي الأمريكي فريدمان وقدمها جاهزة للملك عبد الله الذي تبناها دون تعديل وقدمها للقمة لتصبح سياسة عربية تتلخص في تطبيع مجاني مع إسرائيل وذكر أن كثير من المصائب وقعت بحق الشعب الفلسطيني بهذه المبادرة بدأت بجنين وانتهت بغزة، والمبادرة تحاول إرضاء الولايات المتحدة وإسرائيل كون أكثرية من قيادات الأمة العربية غير شرعيين وكذلك فهي تستخدم أي المبادرة في الوقت المناسب ونلاحظ بروزها بين حخين وآخر حيث ستبقى لغم قابل للانفجار في وجوهنا في كل لحظة. أعقب أبوشاويش الدكتور أحمد بهاء شعبان وكان موجزاً في طرح أفكاره رغم البحث المكتوب وقد قال أنه كلما ازداد العدو تعنتاً وقسوة كلما أبدى القادة العرب مزيداً من المرونة والتخاذل وقدموا المزيد من التنازلات أمامه وهذا يلخص حالة المبادرة ولذلك يجب دفنها بالعمل على إلغائها أو تجاوزها. وتحدث بعد ذلك كل من الأستاذ احمد شرف المناضل اليساري المعروف وعبد التواب مصطفى الإعلامي البارز في تلفزيون مصر فتقاطعا مع من سبق ولكن كان للأستاذ عبد التواب وجهة نظر تقول بحسن الظن فيمن طرح المبادرة وأن القائمين عليها صادقون في نيتهم تجاه السلام والخلل من العدو بينما كان رأي الأستاذ أحمد شرف أن المبادرة وجدت لضرب المقومة العربية في فلسطين ولبنان وغيرها. وبخصوص الخروج بوجهة نظر موحدة حول سبل الحل من حالة التردي العربية بعد فشل المبادرة كان هناك جملة من الأفكار سواء ما ارتبط منها بطرح الوحدة العربية كبديل جدي للواقع الحالي أو انتهاج سبيل المقاومة أو البحث في طرق فكرية إعلامية تثقيفية لتغيير واقع مأزوم ومتردي، بينما قال نفر قليل أنه يمكن اعتبار المبادرة العربية أحد آليات الحل في المنطقة. أدار الندوة وقدم لها الدكتور رفعت سيد أحمد المدير العام لمركز الدراسات "يافا ".