خبر : عمال غزة بين الحرمان والفقر والضياع ..سلامه أبو زعيتر

الثلاثاء 05 يناير 2010 12:06 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عمال غزة بين الحرمان والفقر والضياع ..سلامه أبو زعيتر



تغيب قضايا وهموم العمال عن طاولات المسئولين وتتبدد أحلامهم كل لحظة، ويشعرون بضياع مستقبلهم ويفقدون أعمارهم أمام طاغوت الحرمان والفقر والبطالة التي تتزايد كل يوم بزيادة الخريجين الذين يصطفون بجانب أبائهم بدون أي أمل بالحياة أو العيش الكريم ، تسلب إرادتهم أمام انعدام فرص العمل ، تغيب طموحاتهم وأمالهم وتتلاشى أحلامهم بالمشاركة في بناء الوطن والتنمية والتي غابت عن قطاع غزة بفعل الحصار والانقسام وتحولوا لمتسولين أمام الجمعيات والمؤسسات التي تقدم الإعانات الممزوجة بالمحسوبية والمعارف ، والبعيدة كل البعد عن الخدمة الاجتماعية وأهدافها . أفكر وأنا اعتصر حزنا وألم إلي ما اللت إليه  أوضاع هذه الشريحة الكبيرة من أبناء شعبنا ؛ هذا السواد الأعظم من الأيدي العاملة التي حولتهم بفعل مؤامرة حبكت عليهم ، إلي بشر يعيشون كالأموات وينتظروا معونة هنا أو هناك ويصحون من نوم إلي نوم أعمق ، سلبت أفكارهم وكبلت أيديهم بقلة الحيلة ، همشوا بقدر لم يصبح احد يتذكرهم حتى بالمناسبات ، فتساءلنا من المسئول عن ذلك ؟ هل هم أنفسهم وسكوتهم علي حالهم ؟ أو المسئول من يتربع علي عرش الحكم ؟ أو المسئولية مشتركة ؟ وهل هناك حلول وأمل بأن يستعيد العمال كرامتهم ؟ هل هناك ضمائر حية تذكر العمال ؟ الكثير من التساؤلات التي يجب أن يفكر فيها كل من له علاقة بهذا الهم الكبير ألا يكفي تهميش لهذه القضية الكبيرة والتي لا تقل أهمية عن قضية الوطن ؛ فالوطن يحتاج لهذه السواعد والأيدي لأعماره وتنميته وتطويره نحو الأفضل .  العمال هم بناء الوطن ومقومات صموده فإن طمحنا وحلمنا بالحرية يجب أن نحافظ علي حرية واستقلالية عمالنا ، فالجميع تاجر بقضيتهم ، ولكن لم يعود عليهم بأي انجاز أو ثمرة ، فالحكومة والنظام السياسي مسئول ولا يحق له التنصل من قضايا وهموم العمال ، فواجبه خلق فرص عمل وتوفير عمل لائق يحفظ للإنسان أدميته وكرامته ، ويخرج العمال من العزلة التي وضعتهم فيها الظروف الصعبة والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية السريعة  ، وعلي النقابات العمالية أن تلعب دور نقابي مستقل لحماية مصالح العمال وتسعى بجدية لتحقيق طموحات العمال ، فغياب العمل الضاغط والمنظم ، وضعف النضال النقابي،  وتفرق العمال بدوافع حزبية وفئوية ، وتظليل الموقف تحت حجج واهية غير مبررة أو موضوعية ، وفيها تجني علي نضالات الحركة النقابية العمالية ، يستمر مسلسل ضياع الحقوق وتسويف التحركات ، ويتمادى التصدي لأي جهد يسعى لتخفيف معاناة العمال . تكثر التحركات والتأويلات عندما يخرج فقير أو عامل يصرخ ضيق الحال ويتهم بالخيانة العظمى ويجرم علي فعل لم يرتكبه ، ويقمع كما لو ارتكب عمل فاضح في الطريق العام ... كيف يمكن أن تصل صرخات وأصوات العمال للمسئولين ؟! ما لم تخرج من حناجرهم بصوت علٍ ومرتفع يعانق عنان السماء ، متى سيكون هناك حرية لحق التحرك والتظلم ؟! متى سيتوحد العمال ويخرجوا من سباتهم ؟! الم تحن الساعة التي يقف العمال ليقولوا كلمتهم ؟! إلا يكفي ابتذال وامتهان لأدميتهم ؟؟؟؟!!!! إن قضية العمال تحتاج لجهود الجميع ولأصحاب الضمائر الحية كما تحتاج لتفكير مبدع وخلاق ، وتحتاج لبرامج وخطط ، وقبل كل شيء تحتاج لأناس تفكر بهمومهم تسهر ليلها من اجلها ، وتسعى للبحث عن مخارج لازمتهم ، وهذا ما يتحمله أصحاب القرار والزعامات ، فمن واجبهم العمل الدءوب لذلك ، أو ليتركوا ويرحلوا عنا . كلمة أخيرة : لصحاب العلاقة يكفي تخاذل أمام قضايا العمال وتجاهلها ، فالعمال بأمس الحاجة ليسمعوا  بدائل ومقترحات تخرجهم من ظروفهم الصعبة والمأساوية ويجب أن يتحمل كل شخص بموقعة هذه المسئولية ويعمل علي علاجها ويجتهد لتخفيف معاناتهم التي لن نستطيع أن نوصفها لأننا لا نعيشها مثلهم ، ولا نتألم فقرهم .   نقابي فلسطيني