خبر : دبلوماسية زعرنة/هآرتس

الثلاثاء 29 ديسمبر 2009 01:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
دبلوماسية زعرنة/هآرتس



عشرات السفراء الاسرائيليين تجمعوا هذا الاسبوع من اطراف المعمورة في القدس كي يتعرفوا من الوزير المسؤول عنهم على فصول منسية في السياسة الخارجية لاسرائيل. افيغدور ليبرمان يصر على اعادة اسرائيل الى الايام السيئة لسياسة "العالم كله ضدنا" و "لا يوجد مع من يمكن الحديث". وزير الخارجية، الرجل المؤتمن على دفع مكانة اسرائيل في الاسرة الدولية كدولة محبة للسلام، عرض نهجا أزعر مخجل. لقد أصبح ليبرمان منذ الان شخصية غير مرغوب فيها في دول أساسية في الشرق الاوسط وفي اوروبا. وجعل الكرسي الذي جلس عليه شخصيات مثل موشيه شريت، غولدا مئير، آبا ايبان، يغئال الون، موشيه ديان، شمعون بيرس واسحاق شامير، مقعد مهرجين. في الوقت الذي يجتهد رئيس  الدولة ووزير الدفاع لترميم العلاقات الاستراتيجية مع تركيا، يغلق وزير الخارجية بوقاحة الكوة التي فتحتها الدولة الاسلامية الهامة لسوريا. فعشية سفر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى القاهرة، في محاولة لوضع حد للجمود المتواصل في الاتصالات مع الفلسطينيين، ألصق ليبرمان بالسلطة الفلسطينية لقب "عصبة مخربين". الدول العربية التي تقترح منذ 2002 اقامة تطبيع في العلاقات مع اسرائيل، تغرق على حد تعبيره بالخيال المغرق. بعد بضعة أيام من اعلان رئيس السلطة الفلسطينية على الملأ بأن اتفاق سلام على اساس خطوط 1967 سيؤدي الى نهاية المطالب ضد اسرائيل، توصل وزير الخارجية الى "الاستنتاج" بأن العودة الى الخط الاخضر ايضا لن تؤدي الى انهاء النزاع. واوضح ليبرمان لموظفي وزارته بأسلوب فظ، بأن مذهبه يمثل السياسة الخارجية لحكومة اسرائيل. وفي الغداة، بشرهم نتنياهو بأنها نضجت الظروف لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. لا يدور الحديث عن فوارق في الظل؛ فالرسائل المتضاربة تعرض اسرائيل كدولة تخضع لحكومة غريبة الاطوار تستهتر بمواطنيها، وكذا بجيرانها وبأصدقائها في العالم. اسرائيل لا يمكنها ان تسمح لنفسها بأن يكون سياسي متطرف وعديم المسؤولية كليبرمان هو نافذة العرض لها امام العالم. تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية يتبين كأحد الاخطاء الاكثر جسامة لنتنياهو في تشكيل حكومته. اذا كان رئيس الوزراء معني بالفعل بدفع مبادرات سلمية الى الامام وليحظى بثقة الاسرة الدولية، فعليه ان يصلح هذا الخطأ وأن يعفي ليبرمان من مهام منصبه.