خبر : عنصرية مؤطرة بقلم: بن - درور يميني / معاريف 29/12/2009

الثلاثاء 29 ديسمبر 2009 01:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
عنصرية مؤطرة بقلم:   بن - درور يميني / معاريف 29/12/2009



ظواهر العنصرية موجودة بكل مكان في العالم. اسرائيل لا تختلف. في فرنسا، حسب بحث لا يقدم اي جديد يفضلون بيير على مصطفى، وفي لندن جيمز يحصل على رد ايجابي قبل جمال بكثير. هكذا ايضا في اسرائيل. باركوفيتش يحصل على جواب ايجابي قبل بوزاغلو وبوزاغليو قبل ادامسو وادامسو قبل توفيق.  حقيقة ان هذه العنصرية هي عموم عالمية لا تعفينا، ولا الاخرين من اي مسؤولية. يجب مكافحتها. يجب الحديث فيها، لان الوعي يمكنه ان يرتفع فقط اذا امتنعنا عن الطمس. ودون وعي لن يكون تغيير. فهو لا يحدث من تلقاء ذاته. نحن نستيقظ عندما يطلق سائق في باص ملاحظة عنصرية لاثيوبية تصعد الى الباص. هذا السائق ليس المشكلة. هو هامش الهوامش. اذا ما بالغنا، فانه واحد من ألف. يبدو ان هذا ليس هو ايضا. المشكلة هي في قلب المؤسسة. في قلب الجمهور المزعوم بانه متنور. المشكلة هي في ذاك السلوك للشركة الحكومية التي لم تقبل مرشحا للعمل بسبب اسمه الشرقي، ولكنها دعته الى المقابلة عندما غيروا اسمه. المشكلة هي في اولئك الذين يسارعون الى التظاهر ضد المدارس التي ترفض ان يكون في اوساطها اكثر من 30 في المائة اثيوبيين ممن وصلوا فقط، ولكن عندهم في المدارس لا أمل في ايجاد 2 في المائة. فهم يعرفون كيف يقومون بالامرين – التملص والتظاهر على حد سواء بصفتهم متنورين. غير ان ثمة مشكلة اخرى – اخطر بكثير. وهذه هي الدولة التي تساعد في العنصرية. هي الدولة التي تتجاهل. هي الدولة التي تتعاون. لانه عندما حصل ما حصل في المدارس الاصولية، التي تقيم اسوار فصل بين الشرقيات والاشكنازيات، وتبني كنسا منفصلة حسب الاصل العرقي – ما كانت حاجة لاي التماس لقمع هذه العنصرية حتى وان كانت تختبىء خلف النزعة الدينية واليهودية. هذه ليست يهودية اسرائيل. هذه هي يهودية مجموعة خطيرة تحاول قيمها على اسرائيل. وعلى دولة اسرائيل ان تختار: يهودية وديمقراطية ام عنصرية واصولية. غير ان الدولة لا تختار. هي تختار التردد. اذ ان السياسيين فيها يحتاجون الى اصواتهم في الائتلاف. اذ من الافضل الخضوع لشاس والأغوداة على تعديل أنظمة الحكم والقضاء. اذ من الافضل الاعفاء من المواضيع الاساسية في المناهج على التعليم الرسمي لكل مواطني اسرائيل. اذ من الافضل زيادة التملص من الخدمة والتبطل، على تهديد وحدة الائتلاف.  هذا لا يتعلق بهذه الحكومة. كل حكومات اسرائيل تدار حيال مظاهر العنصرية بضبط للنفس. ماذا يهم العنصريين. فالميزانيات تواصل التدفق عليهم. وعلى قرارات المحاكم يمكنهم ان يستخفوا، فاذن تراهم يستخفون. اذ ان وزارة التعليم تهدد فقط. وبين التفكير الرسمي والتفكير الائتلافي، فان الاخير هو الذي ينتصر. وفوق الجميع تقف شاس. رمز الرسمية الجديدة، التي تتأصل وتؤصل دولة اسرائيل. الحزب الذي نشأ كي يكافح العنصرية، على الاقل في الوسط الاصولي، يصبح الشريك الاساس في العنصرية. اذ ان قادة شاس، ليسوا جميعا، بعثوا بابنائهم وبناتهم الى مؤسسات اشكنازية التي تعتبر ذات مكانة. وماذا عن المقترعين؟ فهم جيدون من ناحية اصواتهم. شاس ستتظاهر اساسا بأنها مع المزيد من المال للمستوطنات. شاس تتعاطى مع ناخبيها وكأنهم قطيع من الاغبياء. واذا لم يكن المقترعون على هذا النحو، فان شاس ستحرص بالتعليم الذي تمنحه اياهم، بأن يكونوا هكذا. لا لتعليم المواضيع الاساسية في المنهاج. لا للتعليم الموضوعي الجدي. لا لعودة المجد الى حاله، بل تحويل الشرقيين الذين كانت اليهودية عندهم الحسنى، الى اصوليين يعتمدون على اموال التوزيع. وهذا ينجح. من خلال حملات جذابة للجماعات الضعيفة. الضعفاء يصلون الى مؤسسات اصولية. وهؤلاء، من جانبهم يخلدون الضعف والمسكنة. ومن يدفع الثمن؟ الدولة بالطبع. هذه هي الديمقراطية في افضل صورها. كل شيء وارد في الاتفاقات الائتلافية. كل قسم في هذه الدولة يعاني من طريقة الحكم المتعفنة التي مر زمانها. تغييرها هو امر في يد رئيس الوزراء. لديه الفرصة لوقف العنصرية تحت رعاية رسمية. لديه الفرصة لخلق تغيير تاريخي.واذا لم يخلقه – فان المسؤولية عليه.