خبر : قبل الانقلاب الأبيض في الضفة ... توفيق أبوخوصة

الإثنين 21 ديسمبر 2009 12:37 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قبل الانقلاب الأبيض في الضفة ...  توفيق أبوخوصة



الملدوغ يخاف من جر الحبل / هكذا يقول المثل / ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين / ومن تقطع رأسه لا يأتي فازع / والكثير من المأثورات في تراثنا الشعبي .. التي ترددها الأجيال  / ولكن الإستفادة منها تعني إستخلاص العبر المبني على اليقظة والحذر ، والسؤال هنا هل هذا الأمر ينطبق على الحركات السياسية والثورية والكفاحية ؟؟ ونعتقد بأن الإجابة نعم وإن كانت تأخذ شكل صياغات ومفردات أخرى.  ففي السلطة الوطنية عموماً وحركة فتح خصوصاً لا نزال ندفع ضريبة غالية نحن وشعبنا بكل مكوناته ، حتى شريحة واسعة ممن انتخبوا الانقلابيين وجاءوا بهم إلى سدة الحكم قبل الإنقلاب الأسود في قطاع غزة على الشرعية الوطنية وهللوا لهم بعده.  بعد أن خدعتهم الشعارات البراقة بالإصلاح والتغيير والأيدي المتوضئة ، ولكن كما يقول المثل ’الميه تكذب الغطاس’ ’واللي أيده في الميه مش مثل اللي أيده في النار ’ .. . ومع ذلك يتمسك أهل الإنقلاب الدموي بإنقلابهم ونتائجه الكارثية التي تقوم عليه مشيخة القتلة والظلاميين من دعاة جهنم... وواضح أن إستخلاص الدروس والعبر لم يكن بقدر الكارثة حتى الآن ( وبات الأمر كمثل من يهرب من الدلف تحت المزراب على رأي العجايز) إذ أن حركة فتح فقدت الحكم والسلطة والوطن والمواطن في قطاع غزة ، ولكن هل هي من يحكم فعلاً في الضفة الغربية أم أن الوكلاء الحصريين أخذوها مقاولة!!! وأصبح الغريب يقول لصاحب البيت مين هناك على رأي الصعايده .. أن الأمر لا يستقيم ولا يستوي ومن غير الممكن أو المسموح أن يبقى الأمر كذلك. لأن الجميع أن لم يكن الأغلبية من الفتحاويين وحتى المواطن العادي ، يشعرون بأن هناك إنقلاب أبيض يجري بصمت في الضفة الغربية على مرأى ومسمع الكل.. لدرجة أن البعض يردد في جلساته بأنه مع جماعته هم الحكام الفعليين ، ولا يستطيع أحد أن يرد عليهم أمر أو أن يقف في وجهه ... بل أن السعي الحثيث إلى إضعاف مؤسسة الرئاسة والرئيس أبو مازن يمثل محور التركيزفى الاستهداف 000كما قال أحدهم أنا مش قابض الرئيس 000 وإظهار فلان وعلان من أصحاب المانحين بأنهم القدر القادم والجاثم لا محاله، وقبل ذلك العمل على تهميش دور حركة فتح كحامية وحاملة وضامنة للمشروع الوطني ، ولا شك أن هذا التوجه يجد مسالك دعم ومباركة من جهات أجنبية وهنا مكمن الخطورة... وكما ظهرت في السابق فئة مفتونة بشعارات أصحاب الإنقلاب الأسود من أبناء حركة فتح وكانت تدافع عنهم وتواطأت معهم وحصل ما حصل فإن فئة مماثلة تداهن وتنافق وتروج لأهل الإنقلاب الأبيض وتسير في ركابهم ،ولا فرق بين هذا وذاك ، إلا أن الوقت لم يفت بعد لوأد هذه الظاهرة ، وتقويم وتصويب الواقع بأن تأخذ حركة فتح زمام المبادرة الجادة على كافة المستويات بالرغم من جسامة التحديات القائمة. إذ لا يجوز التسليم بأن حركة الإنقلاب الدموي في غزة تفتن الشارع بالإرهاب وتوزيع المساعدات والسيطرة على كل شيء وإستثماره لمصالحها الحزبية و الفئوية ، وبطريقة أخرى حركة الإنقلاب الأبيض تستثمر كل شيء لصالحها في الضفة الغربية فهي القابضة على خناق السلطة والمال والإعلام... وتشتري الدعم والتأييد الشعبي بالمنح والهبات والمساعدات وتسخير المال العام لخدمة أهداف باتت واضحة لها علاقة بالمستقبل الفلسطيني الذي يراد ربطه بهذه الفئة... وحتى لا يظن البعض أننا نتحدث عن قوة لا تقهر ، لا بد من القول أن المسألة محصورة  فى شخوص ومفاصل محددة ولا تحتاج معالجة أمرهم سوى قرارات وخطوات ناجعة لإنهاء مسلسل الإنقلاب الأبيض وتفكيك حلقاته من قبل قيادة حركة فتح.. فهل تفعلها؟؟؟ وتستعيد السلطة والمال والعسكر والإعلام!!!