خبر : عن علاقات اسرائيل والسويد/بقلم: بوعز بسموت/اسرائيل اليوم 13/12/2009

الأحد 13 ديسمبر 2009 11:50 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عن علاقات اسرائيل والسويد/بقلم: بوعز بسموت/اسرائيل اليوم  13/12/2009



نحن، الاسرائيليين، نحب بالذات (جدا) ان نشتري اثاثنا من شركة ايكا، واذا كنا ناجحين في الحياة – فسيارة فولفو بالتأكيد لن تضر صورتنا. واذا، في النهاية، كان لنا فصل رومانسي ما مع سويدي او سيويدية ما (والشقار هنا هام) سنشعر بشكل عام وكأننا امسكنا بامريكا (عفوا، السويد). إذن ماذا بحق الجحيم يريد منا هؤلاء السويديون؟ السويد تنهي في نهاية هذا الشهر ستة اشهر ولايتها كرئيس دوري للاتحاد الاوروبي. بسبب اجازة عيد الميلاد، فان السويديين ينهون الولاية قبل اسبوع. يوم الثلاثاء الماضي اضطر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي  الى تلطيف حدة صيغة القرار الاصلي الذي بادر اليه رئيسه السويدي، والذي سعى الى أن يعترف بالقدس كعاصمة دولتين – اسرائيل وفلسطين. ولطف الاتحاد حدة القرار واضاف بان الامر سيتم فقط بعد المفاوضات، مثلما يفترض قرار الرباعية. الاقتراح السويدي كان احادي الجانب، دون التشاور مع الشركاء في الاتحاد. السويديون، بالمناسبة، سعوا الى ان يغيروا بشكل متطرف، موقف الاتحاد، ولكنهم لم يعقدوا حتى ولا زيارة واحدة الى الشرق الاوسط على مدى كل فترة الرئاسة.  الوقاحة السويدية ذكرتنا بسلسلة من الاحداث والحوادث التي اثقلت على العلاقات بين الدولتين: تذكرنا بان دونالد بوستروم، الصحافي السويدي، نشر هذا العام في صحيفته "افتونبلادت" تقريرا وصف فيه كيف تقطع اسرائيل اعضاء الفلسطينيين؛ وكيف أن وزير الخارجية السويدي، كارل بيلدت، رفض شجب التقرير؛ وكيف استقبل هذا العام منتخب ديفز الاسرائيلي في مالمو وكيف ان السويديين عقدوا اللقاء دون جمهور بعد أن استسلموا امام جمهور كبير من المتظاهرين؛ ولم ننسَ الحادثة التي وقعت قبل خمس سنوات، عندما اصطدم السفير الاسرائيلي في السويد، تسفي مزال، بصورة المخربة الانتحارية في مطعم "مكسيم" في حيفا في معرض فني في اطار افتتاح المعرض في المتحف التاريخي في ستوكهولم.  إذن ماذا يريدون منا؟  شيوخ ستوكهلوم لا بد يتذكرون الدوق بولكا برنادوت، الدبلوماسي السويدي الذي توسط بتكليف من الامم المتحدة بين دولة اسرائيل والدول العربية في حرب الاستقلال وقتل في القدس في ايلول 1948 على ايدي منظمة "ليحي" التي كانت تعارض خطة السلام التي طرحها. نقطة منطلق اشكالية لبداية العلاقة بين الدولتين. يمكن لهذا بالذات ان يبدو مغايرا بفضل دبلوماسي سويدي آخر رؤول فلنبرغ، حبيب امم العالم، الذي استغل مكانته الدبلوماسية كي ينقذ من الموت عشرات الاف اليهود الهنغاريين في اثناء الحرب العالمية الثانية.  السويد تحتفظ اليوم بعدة مبادىء وقيم لا تنسجم مع اسرائيل. ويدور الحديث عن تراث خلفه رئيس الوزراء الاسطوري اولوف بالما، الذي قتل في 1986. وقاد بالما بلاده الى الحيادية، التي تحافظ عليها بتزمت وبالاساس الى سياسة واضحة في صالح العالم الثالث والى جانب المعذبين في العالم (تراث بالما).  كما أن السويديين ابدوا دوما اهتماما بادوار الوساطة الدولية وبوظائف الامم المتحدة. بل انه كان هناك امين عام للامم المتحدة، سويدي، داغ همرشولد، الذي تولى الامانة العامة بين اعوام 1953 و 1961 والذي تبنى الشعار السويدي التقليدي – حث العدل العالمي.  دبلوماسيون اسرائيليون يعرفون العلاقة عن كثب يعترفون بان "الرسالة الاسرائيلية لا تتحدث على الاطلاق الى السويديين. لغتنا اشكالية وغير مناسبة"، يضيفون. في دولة اخرى، يحتمل أن يكون سلوك السفير مزال، الذي خرب بغضب العرض الفني عديم الذوق، كان سيستقبل بتفهم ما. ولكن ليس في السويد. هنا حرية التعبير مقدسة.  في السويد يعمل "راديو الاسلام" بادارة احمد رامي. البث في الشبكة ليست فقط مناهضة لاسرائيل (من حقهم) بل وايضا مناهضة للسامية. لمحطة الراديو جمهور كبير في اوساط المهاجرين المسلمين الكثيرين في الدولة. السويديون على قناعة بان اسرائيل لا تعمل حسب مقاييس الاخلاق العالمية. اسرائيل، بعيون سويدية، تعتبر دولة غير نزيهة. لا يوجد ما هو اسوأ من ذلك في السويد. وبالمناسبة، الاسرائيليون يحبون جدا (لاسفي اكثر مما ينبغي في السنوات الاخيرة) الفودكا السويدية، ليتنا كان بوسعنا أن نجلس معهم على كأس قهوة ونفتح صفحة جديدة.