خبر : ماذا تريدون من عمال غزة إلي أين تأخذونهم ؟؟ ..سلامه أبو زعيتر

الثلاثاء 17 نوفمبر 2009 02:06 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ماذا تريدون من عمال غزة إلي أين تأخذونهم ؟؟ ..سلامه أبو زعيتر



  بالأمس حضر إلي منزلي العديد من العمال المتعطلين عن العمل منذ أكثر من تسعة سنوات يشكون الحال ؛ ويتساءلون هل هناك من يفكر لحل قضيتهم ؟ أو يبحث عن سبل لعلاج مشاكلهم ؟ أو حتى يتذكر معاناتهم ويتألم لآلامهم ؟ أو يشغل من وقته لو لدقائق لصالح العمال ؟ كثير من التساؤلات التي طرحها العمال الذين يعانون الفقر والبطالة والتي تعدت أي توقع ، ، فمعدل البطالة يزيد عن 65 % ومعدل الفقر يزيد عن 80% في محافظات غزة ، وأصبح أكثر من 85% يعتمدون علي المساعدات الإنسانية المقدمة لهم من مؤسسات إنسانية واجتماعية ، أمسى العامل متسولاً على أبواب تلك المؤسسات ينتظر عطف القائمين عليها ، ويتمنى أن تكون الكابونة مجزية ، وما أن ينهي معاملته يذهب بحثاً عن مؤسسة أخري يستجديها ليأخذ إعانة ، وفي نهاية يومه يتقابل العمال في الحارات وأزقة الشوارع ليستعرضوا عدد الكابونات التي حصلوا عليها ، ويتبادلوا بعض المعلومات التي من خلالها يرشدوا ويدلون بعضهم علي تلك المؤسسات > هكذا أصبح عمالنا في قطاع غزة ، يشغل تفكيرهم كيف يحصلوا علي كبونة أو مساعدة ؟؟؟؟!!!! حتى يستطيعوا أن يوفروا احتياجات أسرهم ومتطلبات الحياة ، ولكن بين الحين والأخر يتذكر العمال ادميتهم ووجودهم علي هذه الخليقة ، وحقهم بالعمل الكريم الذي يضمن لهم قيمة ومركز اجتماعي ، ويسألون من المسئول عن حالهم هذا ؟؟؟؟!!فالاحتلال ساهم في ذلك بحصاره وإغلاق المعابر ومنع عمال غزة من الوصول لعملهم داخل الخط الأخضر ، وأيضا غياب التخطيط  والبرامج التنموية وإهمال قضايا العمال وتحويلهم لمتسولين يتحمل مسؤوليته أصحاب القرار هؤلاء الذين يجلسون علي كراسيهم ، غير أبهين بما آلت إليه أوضاع العمال من فقر وحرمان ، وتراكم لمشاكلهم الاجتماعية ، والغريب ما يسمعه العمال عن مساعدات توزع في غزة بقيمة مئة دولار ولكنها لا تصل للجميع ، وكأنها تستهدف عمال من لون سياسي معين ، كما سمع العمال عن أموال جمعت لإعانتهم ، وانتظروا ولكنها لم تصل ، ومن الممكن أن تكون وصلت لغير العمال ؟؟؟؟؟!!!!!لقد فرغ صبرهم وقتلهم الانتظار ، أليس من حقهم الحياة كالآخرين ؟  قضية العمال موضوع مهم لا يقل أهمية عن أي قضية وطنية ؛ فهذا السواد الأعظم من مجتمعنا يحتاج وقفة جدية واهتمام من كل المسئولين والشرفاء من أجل إيجاد طريقة لتخفيف أعباء الحياة عليهم ، والتفكير لكيفية الحفاظ علي قدراتهم وطاقاتهم الإنتاجية والعمل للاستفادة منها ؛ لا قتلها بسياسة الكبونة وتكريس مفهوم الاتكالية كأسلوب حياة يعيش عليه العمال ويصبح جزء من ثقافتهم ، فهذه السياسة لا تقل عن ما يقوم به الاحتلال من ممارسات تساهم في تفريغ أبناء شعبنا من بعض القيم التي يمتازون بها ، والتي تعتبر هي الحصن الحصين الذي ينبع منه البعد التحرري والنضالي لصالح قضيتنا الفلسطينية ، وهنا أريد أن أنبه لخطورة الوضع ، فالعمال الذين كانوا ومازالوا طليعة للعمل الوطني والبناء الاجتماعي لا يجوز نسيانهم في هذه الأوقات الصعبة فهم من دفع فاتورة الحرية ، من قوتهم وقوت أطفالهم وحاجات أسرهم ، وهذا يدعو الجهات المسئولة أن تقف أمام مسئولياتها وتقوم بواجبها بإخلاص وجدية تجاه العمال وقضاياهم ، فيجب أن نلمس تحركات جدية وخطط ممنهجة وبرامج فعالة لصالح العمال ويجب تنظيم المساعدات الإعانية والإغاثية ؛ لنضمن عدالة في توزيعها ، لا أن تخضع لمعايير فئوية وحزبية أو ابتزاز ، فالعمال يشعرون أنهم ضحية الانقسام السياسي بين شطري الوطن ، فالمسئولين في الحكومة المقالة لا يولون اهتمام لمشاكلهم وليس لديهم ما يقدموه سواء في خلق فرص عمل أو توفير حماية اجتماعية لهم ، كما أن الحكومة في الضفة الغربية لم تقدم لهم أي حلول ....إن التفكير في قضايا وهموم العمال يجب أن يشغل الجميع سواء في الإطار الرسمي  أو المؤسسات الأهلية وعلي رأسها نقابات العمال التي من واجبها الأول الضغط والتأثير لإيجاد طرق علاجية مناسبة لتحرير العمال من واقعهم المرير ، كما يحتاج هذا الجهد تكاثف العمال وتوحدهم خلف مطالبهم ومصالحهم ، فقضيتهم عادلة ومن حقهم النضال من أجلها ، وعلي من يتربع علي عرش غزة أن ينظر بعين الواجب لقضايا العمال ، فيكفي تجاهل لها وعدم اكتراث ، فإذا لم يكن علي قدر من المسئولية ليترك موقعه لمن يحرص علي خدمة العمال ومراعاة مصالحهم ، فيكفي ما أصابهم  ويكفي تجاهل لوضعهم واستعباد وسلب لإرادتهم ..خاصة ان عيد الأضحى يقترب والعمال يحتاجون أن يكونوا كالآخرين ، وهنا أتوجه للأخ القائد أبو مازن رئيس دولة فلسطين ، أن يقدم مكرمة رئاسية للعمال في هذه المناسبة تساعدهم لتوفير احتياجاتهم في هذا العيد .   رئيس النقابة العامة للعاملين في الخدمات الصحية