خبر : هدوء كاذب/بقلم: نداف هعتسني / معاريف 1/10/2009

الخميس 01 أكتوبر 2009 01:04 م / بتوقيت القدس +2GMT
هدوء كاذب/بقلم: نداف هعتسني / معاريف 1/10/2009



في الفترة الاخيرة نتعرض لموجة من التقارير الصحفية التي تمجد التغيير الدراماتيكي الذي طرأ لدى الفلسطينيين تحت قيادة ابو مازن. الى جانب التقارير عن حياة الليل والرياضة لرام الله ونابلس، يدعون على مسامعنا بأن شيئا جد ايجابي يجري في المجال الامني. انتهى عهد الغمز  والبوابة المستديرة، يقولون لنا، الفلسطينيون يكافحون الارهاب والوضع الامني تحسن على نحو رهيب. غير ان الحديث يدور عن حملة تضليل اخرى حسب افضل تقاليد روح اوسلو. مثلما في بداية ايام اتفاقات اوسلو يتفانى صحافيون كثيرون بالتمجيد لحملة التضليل الفلسطينية – الدولية، التي ترمي الى اقناع الجمهور الاسرائيلي بمزيد من التنازل للفلسطينيين. تحسين الوضع الاقتصادي في يهودا والسامرة قائم بالفعل، وهو ينبع، في معظمه، من الاموال الطائلة التي تدفعها الاسرة الدولية كي تمنع سيطرة حماس. والى جانب ذلك، فان الوضع الامني جيد للغاية، ولكن – ليس بسبب ما تفعله او لا تفعله السلطة الفلسطينية. الهدوء النسبي في يهودا والسامرة ينبع بكامله من تغيير نهج اسرائيل منذ حملة السور الواقي. منذ العام 2002 الغت اسرائيل كل الامتيازات التي كانت للفلسطينيين في يهودا والسامرة منذ عصر اوسلو. الجيش الاسرائيلي يدخل ويسيطر في كل ثقب وزقاق وهو يتوغل في كل ساعة لكل مخيم لاجئين ويحذر على القوات الفلسطينية التجول في الساحات في الليالي. السيطرة الاسرائيلية المطلقة في المنطقة هي التي قمعت الارهاب. والى جانب ذلك فان الزعم وكأن الفلسطينيين ينزعون سلاح المخربين، يكشفون النقاب عن الخلايا ويكافحون دون كوابح ضد محافل الارهاب ببساطة كذب. وحتى الحادثة التي وقعت مؤخرا في قلقيلية واصيب فيها رجال حماس، كانت على خلفية محلية وغير مخطط لها. بل ان الناطقين بلسان السلطة حرصوا على الاعتذار في اعقابها على الملأ امام قادة حماس. بالتوازي، يملأ الامريكيون جيوب سلام فياض بالدولارات كي يشتري الهدوء من الارهابيين ومن عصابات فتح نفسها. ولكنه لم ينزع سلاح هؤلاء الارهابيين، بل العكس. الكثيرون من المسلحين انضموا مع اسلحتهم، الى دائرة متلقي الرواتب الامريكية، من السلطة. بشكل عام اذا كنتم تريدون مثالا ملموسا حديث العهد على ان امرا لم يتغير لدى الشركاء الفلسطينيين، يكفي الانتباه الى ما جرى في الاسبوع الاخير حول جبل البيت (الحرم). فالاضطرابات التي نشبت في الحرم – كلها ثمرة عمل ابو مازن ورجاله. الناطقون بلسان السلطة الفلسطينية اختلقوا، مع عودة ابو مازن من واشنطن، فرية مناهضة للصهيونية جديدة، هذه المرة تتهم اسرائيل بتدمير اسس المساجد التي في الحرم. ويصعد الناطقون الفلسطينيون الى البث في وسائل الاعلام الرسمية لابو مازن وفياض بهدف اشعال المنطقة وصرف الانتباه عن مهزلة ابو مازن في واشنطن. قبل القمة كان رئيس السلطة اعلن بأنه الى ان يوقف نتنياهو تماما كل بناء في المستوطنات، فانه لن يوافق على اللقاء به. ما ان اعلن، حتى اجبر على الوصول على الاربعة الى اللقاء في واشنطن. على هذه الخلفية يجب ان نفهم الآلية الجارية الان حول الحرم، آلية تعمل بأنماط عرفاتية كلاسيكية. بالضبط مثلما بدأ عرفات، عندما كان في حالة ازمة، بعد كامب ديفيد ما سمي بالانتفاضة الثانية، هكذا تتدحرج ايضا الفرية الحالية. التحريض، العنف، النية الخفية وراء الامور، كل شيء حسب أفضل التقاليد الانتهازية لـ م.ت.ف. وهنا بالضبط يكمن تحدي حكومة نتنياهو التي ينبغي لها ان تقرر هل هي مستعدة لان تلعب هذه اللعبة التي نكون فيها نحن دوما الخاسرين ام انه حان الوقت لتمزيق اللثام الكاذب عن وجه الفلسطينيين. سلطة ابو مازن تعتمد على الحراب الاسرائيلية، وحان الوقت لتبديد كل الاوهام بشأنها ايضا.