التطورات في نهاية الاسبوع حول الكشف عن المنشأة السرية في ايران لتخصيب اليورانيوم تشجع بالذات القيادة السياسية والامنية في القدس. رئيس الوزراء نتنياهو تحدث أمس مع كبار رجالات الكونغرس وحاول التفاني في سبيل فرض العقوبات على ايران في اعقاب الكشف عن منشأة نووية اضافية. وتحدث نتنياهو في الاونة الاخيرة مع عدد من اعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ الكبار، بينهم رئيسة الاغلبية الديمقراطية نانسي بلوسي وزعيم الجمهوريين نيتان مكولين. وكرر نتنياهو في الحديث عن اهمية تشديد العقوبات. واليوم ينعقد محفل السباعية للبحث في المسألة الايرانية. وينعقد المجلس الوزاري السياسي – الامني يوم الاربعاء لتلقي تقرير من رئيس الوزراء عن تفاصيل القمة الثلاثة التي انعقدت في نيويورك. "العالم يفهم ما نحتاجه نحن منذ زمن بعيد"، قال مصدر سياسي، "فقد فهم بان لدينا قضية مع شخص خطير للغاية لا يتردد في استخدام أي وسيلة ويضلل دول العالم". في اسرائيل، مثلما في الولايات المتحدة وفي روسيا عرفوا عن المنشأة الاضافية في ايران لتخصيب اليورانيوم. وقد جرى تبادل المعلومات بين القدس وواشنطن في السنة الماضية عن وجود هذه المنشأة وكذا عن محاولات ايرانية اخرى للحصول على السلاح النووي. الامل الكبير لاسرائيل هو ان تنضم روسيا الان الى الصراع. حتى الان كانت روسيا حليفة ايران. رؤساء وزراء في اسرائيل – بينهم ايهود اولمرت وبنيامين نتنياهو – طاروا مباشرة الى الكرملين في موسكو لاقناع النظام الروسي عدم بيع وسائل قتالية لايران، وعلى رأسها صواريخ أس 300. ومع ذلك، فالى جانب الوسائل الدبلوماسية التي يأملون في القدس ان تنال الزخم الان، فان اسرائيل لا تشطب أي خيار هجومي عن الطاولة. "كل الخيارات على الطاولة"، هكذا يقرر كبار المسؤولين في القدس. ولكن مصدرا سياسيا رفيع المستوى اعرب عن تخوفه من أن "الامريكيين يلمحون بانهم لا يعتزمون السير في الخيار العسكري". وحسب هذا المصدر، فان الزمن في هذا السياق حرج بالنسبة لاسرائيل. "هناك أوضاع يتم فيها اجتياز نقطة اللا عودة ونحن في مستهل هذه النقطة. دون موافقة الولايات المتحدة على خطة عسكرية، من شأن اسرائيل أن تدفع ثمنا باهظا". في القيادة السياسية يوجد المزيد فالمزيد من المحافل التي تعتقد بانه يمكن ربط الولايات المتحدة بخطوة عسكرية فقط اذا كان هناك تقدم حقيقي في المسيرة السياسية حيال الفلسطينيين. وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان قال في نهاية الاسبوع في مقابلة مع "صوت اسرائيل" ان الكشف عن المنشأة السرية يشكل برهانا قاطعا على أن النظام في طهران يسعى بسرعة الى تطوير سلاح نووي. وقال: "تحدثت في نهاية الاسبوع مع خبراء من كل العالم. ولا ريب لدى أي منهم، عقب المعلومات الفنية المنشورة، بان الحديث يدور عن مفاعل عسكري. عدم الاتفاق (بالنسبة لمسألة اذا كانت ايران تطور قدرات نووية، م.ب) انتهى". 27 سبتمبر 2009
