خبر : دراما "الرحايا" تمثال من نحت نور الشريف ...منذر بشير الشفرة

الثلاثاء 15 سبتمبر 2009 04:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
دراما



 ليس من الهين تصنيف الدراما الرمضانية الرائعة "الرحايا" حجر القلوب نظرا للمرجعيات المختلفة التي تغتذي من سحرها  وتصير بها ملحمة إنسانية بحق.  إن الدراما المصرية "الرحايا" حجر القلوب وفقت الى شد شريحة إجتماعية واسعة من المتقبل الأول الواقع تحت سطوة المعيش الى المثقف العضوي المسكون بإنسانية التطلعات. لقد كانت الدراما التلفزيونية  في عمقها ورمزيتها إعلان ميلاد التعاون المثمر ما بين الممثل المتألق دوما نور الشريف والمخرج الباهر الذكاء حسني صالح والسيناريست المدقق عبد الرحيم كمال وهو الذي بلغ شاعرية اليومي الى مراتب الكتابة والتفكر. لقد مثلت تجربة الرحايا مرحلة هامة في الدراما المصرية التي شكلت في زمن ما نتاجات تفرز للسوق أطباقا منتظرة وجاهزة للتعليب وإسكات الجوع حيث تتغلغل في الغرائبية وتحاول استبلاه المتفرج العربي ولا تدعوه للتفكير بل للخوض في مخيلة أساسها التهريج والإمعان في الضحك المجاني عن طريق أقطاب تمثيلية وليس الحكاية في حد ذاتها ...يمكننا سرد بعض الأقطاب الدائرة والسائرة في ركب رمضان الكريم مثل يحي الفخراني ( عباس الأبيض...ابن الأرندلي) سمية الخشاب ( حدف البحر) محمد صبحي ( فارس بلا جواد) فاروق الفيشاوي  وغيرهم من الذين اختارهم المخرجون حتى يرسموا من خلالهم تنويعات على شخصيتهم الفريدة ويستدرجون بهم اهتمام المتفرج العربي من المحيط الى الخليج وقد شعر المنتجون بهذا الملل الذي بدأ يتسرب للمستهلك العربي عموما فكان ذكائهم الإقتصادي قد وجد الحل باقتراض سمات النجاحات الدرامية السورية من خلال نسق التصوير والحكاية وجهوزية الممثلين وأحسن مثال يمكن أن نسوقه في هذا الإطار هو "حدائق الشيطان" ذي التوجه الصعيدي والتمثيل المستورد للرائع جمال سليمان حيث مثلت الخلطة الملحمية والرمزية والواقعية في آن أحسن مثال للتفرد والعطاء والتجديد في الجمالية الدرامية المصرية."الرحايا" والبعد الرمزي: لا يمكن فهم الأبعاد التيمية والأحداث الواقعية للرحايا دون الرجوع الى مفهوم الملحمة المسرحية لأنها تنير السبيل لفهم ما يغيب عن الأذهان من عمق فلسفي في استعارة الحجر والتماثيل والعبادة الوثوقية بالأشياء.  وقد كان الناقد فاضل سوداني قد صرح بنفس الجمالية البرشتية التي في الرحايا من خلال المسرح العراقي وقراءته تنطبق على ملحمة "الرحايا حجر القلوب " للتكثيف الرمزي التي بها والإحالات الإنسانية الغير معهودة في الدراما كالصراع مع رمز الأبوة الأوديبي ومحاولة خصيه وبالرغم من الظاهر النفساني والبحث عن أفق للحلم نرى الرحايا تعلق بالذات باطنا وتتغلغل الى صميم الحيرة الإنسانية...تلك هي النظرة الغائمة لنور الشريف الممثل الذي تخاله حقا الإنسان في واقعه اليومي فالدور مطابق جدا لنور الشريف الثائر على ماضيه والنابع من أعماله التاريخية ( ابن رشد) والفكرية ( الرجل الآخر) والإبن الصالح في الحرام...وهذا هو أصل الحقيقة الملحمية حسب فاضل سوداني:    " وتمتزج عادة الرؤيا الدرامية السميولوجية وتتحول الى صورة واشارات شعرية فقط من خلال امتلاك المبدع لمفردات لغته التعبيرية غير اللفظية ، لان المسرح هو فن الدلالات والاحالات والاشارات التي تخلق تكاملية الصورة الدرامية الشعرية ، حيث ينثر الشعر كتعويذة امام بصر وبصيرة الاحياء الذين مازالوا ينحدرون نحو الهاوية بابتهاج لا مثيل لهالممثل الفنان ……والممثل المتكيف...يهدف الفنان عادة الى خلق المعرفة والجمال في ذاته والمحيط الذي يتفاعل معه .أما اذا كان هدفه بوعي أو بدونه هو السذاجة الفنية تحت ضغوط أنانية مرضية أو منافع مادية آنية كما في الكثير من تجارب المسرح العربي ، فان هذه الفرضية تشترط علينا النظر إلى مشكلة رئيسية في الفن المسرحي ، وهي علاقة الممثل بذاته وبمفردات عمله الإبداعي وكيفية امتلاكه للوسائل التي تؤدي إلى رفض السكونية والنمطية في عمله ، عندما لا يعي الممثل لغته الإبداعية ، ومن ثم علاقته بالأشياء والكتل ومكونات الفضاء الإبداعي التي يجب ان تكون غير ساكنة في مكان وزمان الفعل...  إن جسد الممثل الذي يعتمد النمطية يخلق بالتأكيد دلالات واشارات مكررة و ساذجة بسبب كونها لا تنتج إحالات لمعاني معرفية ، بل تشكل ثرثرة في الفضاء ، يصبح فيها جسد وفكر الممثل بعيدا عن الخلق الفني والمعرفي . فالحركة التعبيرية لجسد الممثل هي مفردات للغة معرفية في الفضاء الديناميكي المكتظ  "  حين يصرح البطل محمد" أنا قاعد لحد ما البحر يطلعه..."  صرخة الذي أضاع الأمل ويعيش على الذكرى فهل من مصغي لأناته غير "فرحة" المطلقة والملفوظة اجتماعيا؟    حقا لم تكن النمطية هاجس الممثل نور الشريف وكأني بالمخرج حسني صالح يرصد تحركات بطله وهو مبهر به ولا شك ففرض عليه استرتيجية في التمثيل يمكن لنا اختزالها في النقاط التالية:° يعود نور الشريف في طرائق عمله الى استلهام أدواره في روائع ابن رشد وهارون الرشيد حيث نجد نفس الكاريزما ونفس النظرة الوقورة الحالمة.° وجد نور الشريف لنفسه دورا رمزيا قويا يقود به جل ردهات الدراما وهي المرحلة العمرية الثرية التي أهلته لأن يخوض نفس تجارب عمر الشريف وأنطوني كوين.° يقتبس نور الشريف من أدواره في أفلام الثمانينات هيام الشاب الوسيم الذي لم يعده ولكن هو الحنين.° نجد في المسلسل تناغما ما بين الممثلين ومزاوجة للشر والخير والماضي والحاضر...والحب والحقد...° يمثل نور صنف الممثل المتكيف بالرغم من سماته الجدية البادية في تحركاته. إن شكل التمثيل الجديد  المتأثر  فرض تنصيبة بعينها لكل مقومات الديكور والموسيقى والإضاءة في الملحمة الدرامية، بحيث أصبحت الصور البليغة ذات علاقة تعبيرية بالحدث ، وهي عادة تشكلات تنخرط ضمن منظزمة فكرية مع الحرص على مفاجئة المتفرج أو استعطافه كحالة الجنون لدى الممثلة الفذة سوسن بدر في تقمصها لحالة أنتيغون ابنة أوديب وحاجتها للإنتقام " فين الولد" تبحث عن ابن زوجها المغترب في القاهرة لسنين وقد سرق عمرها في الإنظار فارتأت قتل ابنه لأن موت الزج لا يعني لها شيئا فقط موت "بسام" هو الأصلح للميلاد الجديد وكأنه قربان الحرمان...سوسن بدر أقنعت بدورها المسرحي كما حملها المخرج حسني صالح مشقة البحث عن نموذج أركيطيبي فوجدته في المسرح الإغريقي بالعينين المحوقتين والثوب الأسود لساحرات مكبث الشكسبيري. وقد استخدمت بعض مشاهد الرعب والحب في الكبر تناقضات معيشة لا يمكن مفارقتها والبعد عنها والرمزية العميقة التي تفرضها طبيعة الموضوع المبني على التواتر الملحمي بين الأجيال.  وفي نطاق الرمزية تلتبس الذات وتفقد كل آليات القياس فالإبن يفترض خروج الأب من منظومة العمل أي المحجر ومن منظومة الزواج فلا ينظر الى الحب على أساس تحقيق الذات بل آلية لجلب الأبناء ثم انظار الموت لقد كان موقف "سي محمد" أي نور الشريف يشبه اصرار سيزيف على الحياة والتشبث بالنظر الى آخر رمق...حتى يجنح في آفاق الحرية المطلقة وحتى اسم الحبيبة والزوجة المصادفة "فرحة" فهو جد معبر لأنه يحيلنا الى وهم السعادة في مجتمع عربي مقموع ومغلوب على أمره...سي محمد يتولى أمر الحكومة في مشكل الطريق ويحاول دفن أفعى الشر زوجة أخيه ويؤدب نجله بكسر ساقه وقتل رجاله ولكنه يعيش في ذات الوقت رومنسية باطنة مراهقة مع الزوجة الشابة فرحة... هل يصح اذن العيش خارج الزمن؟كيف يمكن الإجابة عن سؤال التواصل المشروع" حتعيش زمنك وزمن غيرك"؟هل من شرعية للحب وهل تجاوز العاطفة حاجز العمر؟   مسلسل حسني صالح وعبد الرحيم كمال يحيلنا الى المرجعية العربية الراهنة من تطاحن  وتكالب على الغنى دون مراعات لقضية الأرض والجبل وهي أزمة جيل بأكمله...إن الألم الذي يأكل الأب الحاضر الغائب يذكرنا بشرعية القضية الفلسطينية في الجسد العربي حث الكل واع بها ولكن يحاول تناسيها حتى لا يعيش لحظات الغربة والقمع...لا شيء يظاهي جلسة سي محمد قبالة البحر في تناغم تام مع الحام وحيرة تهصر الفؤاد...ولكن لم التلوين الصعيد؟تبدو الإجابة مقنعة ...لأن الصعيد هو رمز الأصالة والسليقة و الصدق والعودة الى الإنسان القريب من الطبيعة الحيوانية ( العيش بجانب الذئاب) والرومنسية البدوية التي افتقدها أهل مصر الحاضر حيث سلطان الجنيه والشقة والوصولية والتزييف...الصعيد مرة أخرى ملاذ المخرجين الباحثين عن الأصالة والمثالية  ...l’authenticité et l’idéalisme غير أن هذا العمل الدرامي  بكل تفصيلاته مختلفا  عما نراه بغيره من الأعمال التلفزيونية ، يفرض منطقا على من يحاول نقله من الممثلين الى الجمهور ويجعله حقيقة ترى في مجتمع ما في جانبه السياسي والمعرفي . ومن واجب المتقبل عيش ذات الوهم الذي يعاني منه في يأسه وقنوطه ، وعندما تنتفي مؤثرات العمل الدرامي الرمضاني تبقى في الذهن صور نور الشريف الذي يروض الأفعى في الغاب ويروض الزوجة بالمنزل...وإن كان تعاطفنا مع الممثل المتألق نور الشريف بين لمعرفتنا بمساره الشخصي العائلي ومدى تأثيره البين على تأدية أدواره...ولنقولها صراحة...نور الشريف يعيش جزءا من حياته داخل الدور وهذه هي سمات العظماء من الممثلين في معالجتهم للدور وكأني به يقول  ليس الدور تفاعلا وقراءة تعبيرية للسيناريو فحسب بل هي مكاشفة للذات... يعيش نور الشريف في الرحايا حجر القلوب الرزايا كلها من العقوق الى الخيانة الى الحب الأفلوطيني الى الموت الى العزاء الى الفراق...فكيف لإنسان ذي قلب واحد أن يعيش كل ذلك؟ الإخراج وفن الممثل:   كنا قد عرجنا الى التفاعل الضمني ما بين السيناريو المفتوح للمبدع عبد الرحيم كمال والمخرج المدقق حسني صالح الذي في وصفته شيء من يوسف شاهين ومدرسته  والممثل الجبل نور الشريف حين توصل الى تلوين الدرامل التلفزيونية بسمات نحته للحجر والقيام بدور قطب الرحى في حركتها الدائبة.من هو نور الشريف؟ولد محمد جابر محمد عبد الله فى الخليفة بالقاهرة حصل على دبلوم المعهد العالى للفنون المسرحية بتقدير امتياز وترتيبه الاول عام 1967 متزوج من الفنانة بوسى منذ عام 1972 وله بنتان "سارة" و"مى" توفى والده عن عمر 26 عاما وكان عمر نور سنة واحدة بدا التمثيل فى المدرسة حيث انضم الى فريق التمثيل بها وكان لاعبا فى اشبال كرة القدم بنادى الزمالك ولولا حبه للتمثيل لاتجه لكرة القدم وبعد ان حصل على الثانوية العامة التحق بكلية التجارة ثم تركها والتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية وتعرف على سعد اردش ورشحه للعمل معه فى دور صغير فى مسرحية "الشوارع الخلفية" ثم اختاره المخرج كمال عيد ليمثل فى مسرحية "روميو وجولييت" واثناء البروفات تعرف على عادل امام الذى رشحه للمخرج حسن الامام ليقدمه فى فيلم "قصر الشوق" حصل عن هذا الدور على شهادة تقدير وكانت اول جائزة يحصل عليها ومن المسلسلات التى شارك بها:"القاهرة والناس" "اديب" "لن اعيش فى جلباب ابى" "الثعلب" "عمر بن عبد العزيز" "هارون الرشيد" "ابن رشد" "عائلة الحاج متولى" عام2001 "العطار والبنات السبع" عام2002 "رجل الاقدار" عام2003 وقدم برنامج تليفزيونى "شوف بختك" من مسرحياته:"كنت فين ياعلى" "المتفائل" وقام بالاخراج المسرحى اول مرة على مسرح الهناجر مسرحية "الكاهن" حصل على جوائز عديدة عن فيلم "قطة على نار" وحصل على 4جوائز عن فيلم "يارب توبة" وفيلم "وضاع العمر ياولدى" و"حبيبى دائما" و"الكرنك" و"حدوتة مصرية" و"الطاووس" و"العار" و"اهل القمة" وحصل على جائزة مهرجان نيودلهى عن فيلم "سواق الاتوبيس" وعلى جائزة احسن ممثل عن دوره فى فيلم "ليلة ساخنة" فى مهرجان القاهرة السينمائى عام 1996 قام باخراج فيلم "العاشقان"  ولم يتخلى عن السنما حيث كان عطاءه غزيرا...  بخصوص الرحايا نراه قد ترك بعض سمات "السيرة العاشورية" و"لن أعيش في جلباب أبي "و الحاج متولي" فما هي تلك العلامات المميزة؟° أخذ من الحاج متولي التودد للمرأة حيث هي امتداد لذاته القبلية الذكورية وضرورة ضم العائلة لأن الرجل الشرقي المفلس أيديولوجيا يترجم ذلك بالتعلق بنساءه فيعوض عرض الأرض بعرض الحريم.°  صورة المرأة في الرحايا باهتة جدا ولا تليق بواقع المرأة العربية ووعيها والوحيدة التي حاولت المقاومة ثم أذعنت للسلطة الذكورية هي شخصية فرحة مع التنويه بالتي قامت بالدور في أنفة ونخوة.° العاشوري يقترب من قلب نور الشريف أو سي محمد جابر وهي يختزل الفكر الملحمي في التفافه حول الفرد المطلق ومحاولته انقاذ الجماعة.° إن الكائن الذي يرف العيش في جلباب أبيه نجده في الرحايا عكسيا فالموج والتيار الى جانب الأب ضد انتهازية الأبناء وكأني بالكاتب يلبس نور الشريف في كل مرة الكسوة اللائقة به.نود ههنا أن ننوه بروح التناسق ما بين عناصر الفعل الإبداعي في هذا العمل المميز الذي يعتبر مثالا للجمالية والتألق على جميع المستويات.يمكننا التأكيد على وجود إيقاع داخلي يميز العمل ، ضمن كل الأشياء حين تتحقق إراديا من وهج ديناميكيتها ، هو الذي يعبر عن الفلك الذي تدور فيه الآلة الإبداعية . ويضمن للمتفرج الولوج الى أطراف للمعنى الذي تبثه تلك العلامات السيميائية للمتلقي . وبعبارة أخرى إعادة تنصيب  الواقع المشار اليه من خلال منظور فني واقعي، أي إحداث رجة ذات أبعاد برشتية كشخصية القاتلة الثائرة مثل الأم شجاعة في المسرح البرشتي وهي تغتذي من بقايا الحرب تلك فنتازيا الشرق المشوبة بالدم والإنتقام والهائمة في مسارات الملحمة وتظهر فيها أصنافه وأضواؤه داخل الشاشة الصغيرة وهذا هو الحلم المتيقظ الذي يبدو لنا جليا من خلال الرحايا ورمزية الحجر الخلاق الذي يدر ذهبا ويقطر دما في آن واحد... هو غموض الفن وبحثة عن رؤى في الواقع ولكنه سؤال لأمة لم تعد تعترف بالوعي وتحث جاهدة عن آلة النسيان ...بالرغم من أن الرحايا دراما فلسفية ورمزية الا أن النجاح المنقطع النظر من المحيط الى الخليج كان حقيقة واقعة لصدق عمل المخرج والمؤلف وقائد سرب الممثلين نور الشريف...وهنا لنا ندعو القائمين على الإنتاج بضرورة دبلجته للغات العالمية لأن الغرب بحاجة زمن العولمة الى النظر للشرق بعين ملؤها الإنسانية..                                كان تصريح حسني صالح المخرج طبيعي وذلك إن نظرنا للشخصية المميزة لنور الشريف الذي يتمتع بالحرفية والإنسانية معا:"  قال حسنى: أهم ميزة فى نور الشريف أنه نجم يحترم من يعمل معه ويقدره مهما كان صغيراً ويمنحه ثقة عالية، وفى الوقت نفسه يتميز بالطاعة الشديدة لتوجيهات المخرج، وعندما يكون لديه أى تحفظ على مسألة فنية فى أى مشهد، لا يعلن عن تحفظاته بشكل فظ وإنما يميل علىّ برفق ويقول تحفظاته بشكل لطيف جداً، هو باختصار يتمتع بأخلاقيات النجم الحقيقية....وعن ظروف التصوير الخارجى، قال حسنى: الحقيقة أن هذا العمل كان مرهقاً للغاية لأن معظم مشاهده تم تصويرها خارج البلاتوه فى أماكن صحراوية فى دهشور وسوهاج. وهذا ترتب عليه ظروف تصوير قاسية جداً، لكننا تحملناها لإيماننا برسالة العمل، وبالإضافة لكل هذا كان علينا الالتزام بما كتبه المؤلف عبدالرحيم كمال، ومن أجل الالتزام بذلك كنا نتحمل مشاق كثيرة حتى يخرج العمل فى النهاية كما تصورناه أنا والمؤلف والبطل منذ قراءتنا للورق..." حقا إنها مسيرة صعبة يقطعها المخرج من الورق الى التصوير وانجاز العمل...نود في النهاية  أن نعرج على قول للفنان نور الشريف حين زيارته تونس والتفاف الجماهير حوله...جئت هنا لأتعلم وأرصد الناس...كلام فيه كثير من الإتزان زكم كنا نرجو أن يجمع عمل قادم الفنان المخرج المميز شوقي الماجري والممثل نور وذلك لما يمثله الرجلان من تقديس للأبعاد الجمالية في العمل الدرامي...الرمزية والواقعية والجدل...فهل من سبيل للقائهما حتى تشهد الدرما العربية زيجات فنية خصبة وغناء.  باحث في الجماليات جامعة  القيروان