خبر : انتهى مفعولها / بقلم: يوفال درور / معاريف - 15/9/2009

الثلاثاء 15 سبتمبر 2009 11:56 ص / بتوقيت القدس +2GMT
انتهى مفعولها / بقلم: يوفال درور / معاريف - 15/9/2009



   المنطق الذي يقبع خلف مؤسسة الرقابة بسيط: يمكن الرقابة. الرقابة العسكرية تعمل بفضل انظمة عدلها الانتداب البريطاني في العام 1945 ومع الايام تبنتها الدولة الشابة. المعنى هو أن المنطق التكنولوجي الذي يقبع في اساس مؤسسة الرقابة سيحتفل قريبا بالذكرى الـ 65. يا لها من فترة.             في الـ 65 سنة الاخيرة مر على العالم عدد لا يحصى من التحولات الاعلامية. الراديو والسينما، وسيلتا الاتصال الابرز في الاربعينيات في القرن العشرين، أخليا مكانيهما للتلفزيون الذي بدأ بنقل التقارير في الزمن الحقيقي. كيف يمكن الرقابة على البث الحي؟ مهمة غير بسيطة ولكن يمكن اكمالها بنجاح كونه في عالم التلفزيون توجد قناتين – ثلاث قنوات و 20 – 30 مراسل. الرقابة تصدر تعليماتها، تبعث بمندوبيها، تجدد انظمتها وقنوات التلفزيون تسير على الخط.             ولكن هل يوجد انطباق للرقابة العسكرية في عصر الصفحات الشخصية، الفيس بوك والتويتر على الانترنت؟ هل المنطق التكنولوجي الذي صمد منيعا في الاربعينيات لا يزال صامدا في نهاية العقد الاول من القرن الواحد والعشرين؟ الجواب على هذا السؤال طرح بشكل مأساوي قبل يومين عندما غمرت الدولة شائعة ثقيلة الاثر بان ابن ايلان رامون، أساف، قد قتل في تحطم طائرة.             في الوقت الذي ضج فيه التويتريون، وعجت فيه المنتديات في الانترنت، وظهرت آخر الانباء، الارتباطات والمداولات على الفيس بوك، لم تسمح الرقابة العسكرية لوسائل الاعلام التقليدية، الراديو والتلفزيون وكذا المواقع الاخبارية الكبرى، بنشر أمر مئات الالاف باتوا يعرفونه: أساف رامون قتل في حادثة طيران رهيبة.             لا ينبغي ان يكون أي مجال للشك: لا ينبغي لاي عائلة ان تسمع من وسائل الاعلام بان عزيزها قد قتل. الجمهور يمكنه بل وهو مطالب بان ينتظر النبأ بضع ساعات اخرى الى أن يعثر على كل ابناء العائلة، الى أن يبلغ ببيان من المحافل المخولة وليس من المراسلين المتحمسين. المسألة هي ليست ما هو الامر الاخلاقي الذي ينبغي عمله – فهذا واضح – بل هي ما هو الامر الممكن عمله. هذا بات أقل وضوحا.             اطارات الاعلام الجديدة تبدد التحكم بالمضمون الذي احتفظ به في الماضي عدد قليل من الناس؛ بضعة ناشرين، بضعة محرري برنامج، بضعة مذيعين. وفجأة، كل واحد يمكنه أن يجد نفسه في منصب المحرر الرئيس، كل واحد هو مقدم البرنامج ونجمه، وهو نفسه يبثه. فهل الرقيب العسكرية يريد أن يصل الى اولئك الاشخاص؟ هل الرقيب العسكري يمكنه أن يصل الى اولئك الاشخاص؟ ينبغي لنا أن نفهم بانه عندما نتحدث عن "اولئك الاشخاص" فاننا لا نتحدث عن حفنة، بل عن أكثر من 3 – 4 مليون اسرائيلي يرتبطون بالانترنت. كل واحد منهم يمكنه في كل لحظة معينة ان يفتح حسابا في تويتر او يقيم لنفسه صفحة خاصة ويكتب فيها كل ما يروق له.             في عصر "الاتصال" هو ليس فقط ما يحصل في وسائل الاتصال التقليدية، ينبغي اعادة النظر في طريقة عمل الرقابة؛ ينبغي الفحص، بعيون جديدة وحديثة، قدرتها على فرض امرتها مثلما ينبغي فحص الطريق الحكيم لتفعيلها. من غير المستبعد ان يتبين في مثل هذا الفحص بان الاطلال الاخيرة، التي لا تزال تتمسك بالمناخ الاعلامي – الثقافي للاربعينيات هي مؤسسة الرقابة.