خبر : تاريخ: الرجل الذي سيحسم / بقلم: يوسي بيلين / اسرائيل اليوم 7/9/2009

الإثنين 07 سبتمبر 2009 11:26 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تاريخ: الرجل الذي سيحسم / بقلم: يوسي بيلين / اسرائيل اليوم  7/9/2009



  مثل سيناريو معروف مسبقا، كالقضاء اليوناني الشهير، ذاك الذي لا سبيل الى الفرار منه، يصل السياسي الى المنصب المنشود، رئيس الوزراء، فيما هو محمول على موجة من الاقوال الوطنية القاطعة، ولكن عندها يلتقي بالواقع الدولي ويفهم بانه لا يمكن التمسك باقواله. وعليه فانه يواجه شركاؤه الايديولوجيين وينال ضربات سوط وسائل الاعلام عن انعدام الثبات في مواقفه.             رد الفعل الفوري للسياسي الذي اصبح رئيس وزراء يكمن في محاولة السير بين النقاط ومصالحة الجميع. ولكن الفكرة التي تقضي بالمصادقة الفورية على بناء وحدات سكن اخرى اضافة الى آلاف الوحدات التي سبق ان بدأ البناء فيها وفقط بعد ذلك تجميد البناء – وان لم يكن في القدس – مآله مسبقا الفشل.             الامريكيون لا يمكنهم ان يقبلوا بمثل هذا المنتج المحروق. الفلسطينيون لا يمكنهم ان يسمحوا لانفسهم بالعودة الى المحادثات على اساس هذه الصيغة، بينما حراس الاسوار في الليكود لن يساوموا على اي تجميد، حتى وان كان مغلفا بتوسيع مؤقت للبناء في المستوطنات.             عمليا، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوجد بعد وقت قصير جدا من انتخابه، في الكماشة. عليه ان يفكر من الى جانبه ومن ضده. وهو يحاول، بطبيعة الاحوال، الربط بين مؤيديه الشخصيين، وان كانوا في الجانب الصقري من الخريطة، وبين الاشخاص المعتدلين اكثر في معسكره، والذين انضم اليهم في اعقاب خطاب بار ايلان.             هذه لحظة، لحظة نتنياهو. الكرة توجد في يديه. وعلى الحسم ان يتم في الفترة القريبة القادمة. كل قرار يتخذه نتنياهو سيلقى الاغلبية في الكنيست. اذا تمسك بصيغة التجميد في اعقاب توسيع البناء، فسيحظى بدعم اغلبية ائتلافه الحالي؛ اذا وافق على خطوة تاريخية لتجميد حقيقي للبناء ودخول في مفاوضات جدية مع قيادة م.ت.ف على تسوية دائمة في غضون نحو نصف سنة، سيحظى بدعم جزء من اعضاء الكنيست من كتلته، وكذا بدعم حزب العمل ودعم نواب كاديما (حزب سيضطر، من ناحية عامة، للانضمام الى حكومته). واضافة الى ذلك سيحظى نتنياهو بدعم ميرتس، حداش والكتل العربية.             بالمقابل من المعقول الافتراض بأن اختيار البديل الثاني يثير القشعريرة لديه. كل رئيس وزراء في  تاريخ الدولة – سواء من اليمين ام من اليمين اليسار – فضل العمل مع ائتلاف واسع من المركز الى اليمين.             ولكن كل رئيس وزراء – سواء من اليمين ام من اليسار – اراد ان يقود خطوة سياسية شجاعة اضطر الى الاعتماد على الائتلاف المذكور في البديل الاول. هذا ليس صدفة. هذا ببساطة الائتلاف الطبيعي للحلول السياسية.             وعليه ان يختار، واسرع مما توقع. السؤال هو اذا كان يريد ان يقوم بعمل تاريخي يغير وجه اسرائيل ووجه المنطقة باسرها ام ان يسجل في التاريخ كمن نجح في ان يتبوء مرتين في منصب رئيس الوزراء دون ان يقود اسرائيل في اي اتجاه كان.             لا مجال لحسده في هذه اللحظة. مثلما في ذاك السيناريو المعروف مسبقا، فانه سيصاب بأذى من كل من هو نفسه رفعه سياسيا والان يدير له ظهر المجن؛ وهو سيسره ان يسمع كل قول داعم. عليه ان يجري حسابات عديدة كي يضمن استمرار ولايته دون ان يهز السفينة.             ولكن المسافة من اللحظة التي يوجد فيها في الازمة الى المخارج التي يمكنه ان يحققها في الفترة القريبة القادمة يمكن ان تكون اقصر من وتر القوس.